articles

Get this widget Get this widget Get this widget

Universal Science of Linguistics علم اللغة الكوني


العربية أقدم اللغات وأكثرها صمودًا
الأستاذ إبراهيم فرشوخ



مع تنوع العلوم وتوسع الاختصاصات، رأى النور علم جديدٌ يدعى العلم الكوني للغات The Universal Science of Linguistics منذ حوالي 30 سنة وتم الاعلان عنه رسميًا في تشرين الثاني عام 2003 في جامعة لندن. ثم تبعتها بعض الجامعات الاميركية بالبحث والدراسة.

وقد وجد الدكتور سعيد ابراهيم الشربيني وهو أحد المتخصصين في هذا المجال، أن اللغة العربية تتمتع بخصائص مذهلة، لعلها السبب في ثباتها وصمودها عبر آلاف السنين، ولعلها تكون سببًا في بقائها واستمرارها إلى وقت طويل في حين يدقق العلماء في أسباب تساقط عدد كبير من اللغات الأخرى واندثارها.

تعريف هذا العلم:

علم اللغات الكوني علم يدرس جميع لغات العالم في آنٍ واحد ويدرس أنظمتها النحوية (الأفعال – الأسماء – الضمائر – الصفات) كما يدرس العلاقة الوراثية (الجينية) بين اللغات لمعرفة مصدر كل لغة ومن أي لغة انحدرت.

أهمية هذا العلم:

لاحظ العلماء أن اللغات الألف المعروفة في العالم بدأت تندثر، وأن 400 لغة إلى الآن قد ماتت ولم يبق سوى 604 لغات وأن اللغات قد توقفت عن الانجاب أي لم تظهر منذ وقت طويل أية لغة مستحدثة جديدة.

وفي الهند وحدها ماتت 40 لغة في العام الماضي، ومعدل وفيات اللغات هو لغة واحدة في كل أسبوع أي بمعدل 50 لغة في السنة الواحدة.

أسباب موت اللغات:

اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، والمادية هي سمة العصر، وحاجة الناس إلى الكلام المختصر تتسارع، ولا وقت لديهم لتصريف الأفعال والاعتناء بالألفاظ دونما فائدة تذكر، ففي اللغة الانجليزية 22 طريقة للتعبير الزمني (ماضي – ماضي قريب – حاضر – مستقبل…).

وإذا فقدت اللغة أزمانها (الماضي والحاضر والمستقبل) وضمائرها تصبح “معوقة”.

وآخر لغة ماتت هي اللغة النوبية في مصر. وقد سبقتها وفاة اللغة اللاتينية. ومعنى وفاة اللغة أن استعمالها قد انحسر لدرجة انها لم تعد متداولة بين الناس وانها أصبحت مقتصرة على العلماء والمتخصصين وبعض المتشددين الذين بوفاتهم يتوقف استعمال اللغة نهائيًا بين الناس.

واللغة المقبلة على الوفاة هي اللغة التي لا تمد حروفها ولا تنفس فيها أي لا تحتاج إلى طول الانفاس خلال اللفظ فإذا تسارعت الألفاظ تعتبر اللغة أنها تلهث وذلك قبيل الوفاة وذلك بعكس اللغة العربية التي تمد حروفها وتحتاج إلى أنفاس لاخراج بعض الألفاظ فيها.

ومن أسباب موت اللغات كذلك هو عجزها عن تفسير المعاني المطلوبة والمتوفرة في لغات أخرى، فضيق اللغة يعني عدم قدرتها على مجاراة الزمن ومتطلبات العصر.

بعض علامات الحياة والموت في اللغات:

حرف الراء في اللغة يعادل المادة الخضراء في الشجرة وهو علامة حياة اللغة ومتى فقد هذا الحرف أو عدِّل أو خفف فمعنى ذلك أن اللغة قد فقدت الروح.

وأما حرف الباء فهو الجذع الرئيسي لشجرة اللغات ولفظه الصحيح يعني صحة اللغة وسلامتها ومتى خفف لفظ هذا الحرف ليصير حروفًا أخرى فالمعنى أن اللغة دخلت مرحلة الشيخوخة.

أما “أل” التعريف في بداية عدد من اللغات فهو جذر هذه اللغات وهو علامة حياتها واستمرارها. وهذه الميزة نقلت اللغة العربية من أسفل قائمة اللغات إلى المرتبة الثانية لأن أل التعريف هي علامة عدم قابليتها للموت.

هل هناك لغة أم:

يرى البروفسور ديفيد كريستال وهو مقيم في ويلز في بريطانيا بحسب د. الشربيني، أن هناك لغة أم بدأت بها البشرية وهي لغة حيّة باقية ولا زالت متداولة بين الناس ولا بد من وجود أشخاص يجيدونها على الدوام وستبقى هذه اللغة وتستمر. لكنه ترك لمن سيأتي بعده تحديد أية لغة هي هذه اللغة الأم.

العلاقة الجينية بين اللغات:

تجري المقارنة بين اللغات على مستويات عدة لمعرفة ما إذا كانت تنحدر من لغة أم واحدة. فهناك لغة أم وابنتها وربما حفيدتها.

وتجري المقارنة بين تشابه الألفاظ والمعاني، كما تجري مقارنة التأنيث والتذكير في الأفعال وفي ضمائر الجمع والمتكلم والغائب والمخاطب.

فنجد علاقة جينية بين اللاتينية والايطالية ونجد أنواعًا من الشبه في الصرف والنحو بين اللغتين العربية واليابانية. ولعل ما ثبت من أن الاسطول الحِمْيرِي كان يسيطر على بعض جزر اليابان في العصور القديمة ما يفسر مثل هذه العلاقة، والقول هنا للدكتور الشربيني.

وعلى سبيل المثال فإن شيئًا من الشبه يظهر بين كلمة girl الانكليزية وكلمة جارية بالعربية ومعناهما “فتاة”.

وكذلك كلمة طبلية وكلمة table بالفرنسية والانكليزية.

أما كلمة talk فربما كان مردها إلى كلمة انطلق أي تكلم وحدك دون تبادل للحديث مع الغير.

النسيج الصوتي:

زيادة على المعاني في كل لغة تجري دراسة الألفاظ والأصوات الناجمة عنها، وعلى الرغم من حداثة هذه الدراسات فقد انتبه علماء الغرب إلى سلاسة ألفاظ القرآن وانسيابها وتجاورها في جمل موسيقية منسجمة ليس فيها ما يخدش الأسماع. وقلّما تجد لغةً في العالم غير العربية يمكن تلحين جملها المنثورة بنغمات موسيقية بهذه الكثافة.

وهناك أحرف في بعض اللغات تشير إلى خلل في اللفظ مثل الحرف الفرنسي o ويسمى “الحرف الناسف” لأنه يوقف انسياب الجملة عند لفظه وينسف اللفظ الذي بعده.

وكذلك في اللغة الانكليزية بحيث يلغي هذا الحرف لفظ الحروف الآتية بعده مثل court – walk – talk الخ…

ومن الدلائل على موت بعض اللغات لأسباب صوتية هو تجاور بعض الحروف غير المنسجمة مع بعضها مثل حرفي القاف والجيم واللغة العربية ليس فيها كلمات يتجاور فيها مثل هذين الحرفين.

عدد المفردات في كل لغة = سعة اللغة:

– مفردات اللغة العربية تقارب 4 ملايين لفظة.

– مفردات اللغة الصينية تقارب 200 ألف لفظة.

– مفردات اللغة الانجليزية تقارب 150 ألف لفظة.

– مفردات اللغة الفرنسية أقل من 100 ألف لفظة.

ميزات اللغة العربية:

تتميز اللغة العربية بكثير من الخصائص فهي تحتوي على أوسع المفردات وأكثر الأوصاف، وتراعي كافة الضمائر وتصرف الأفعال في كافة الأزمنة، كما تراعي التأنيث والتذكير. وتمتاز بالمثنى وهو ما بين الجمع والمفرد.

ومن أهم ما تتميز به اللغة العربية أنها بقيت محافظة على جميع قواعدها وخصائصها وغالبية مفرداتها رغم مرور آلاف السنين عليها، بينما نجد أن الفرنسية والانكليزية مثلاً تعرضتا منذ العصور الوسطى لتعديلات واسعة حتى تمكنتا من مجاراة العصور المتأخرة، لجهة الألفاظ وتصريف الأفعال وتعديل بعض التعابير.

أسرار بعض ألفاظ العربية:

– الجهاز الكاشف

انجز العلماء جهازًا يدعى Machine Translation وهو عبارة عن آلة صغيرة الحجم توضع أمام الفم لتعطي على الشاشة عدد الأصوات التي تصدر عنه عند التلفظ بحرف أو كلمة ما.

أمكن لهذا الجهاز أن يعطي فكرة عن التأثير الصوتي والانفعالي لكل حرف أو كلمة.

– لفظ اسم الجلالة: الله

جاء هذا الجهاز بنتائج جيدة لعدد كبير من اللغات على حد قول الدكتور الشربيني، لكن المفاجأة كانت مع اللغة العربية إذ كيف تعطي “أل” التعريف ثلاثة أصوات على الشاشة وهذا طبيعي بينما تعطي كلمة “الله” صوتًا واحدًا! اذ عجز الجهاز عن احصاء عدد الأصوات التي تخرج من حرف “اللام” المشددة في لفظة اسم الجلالة، مما دعا العلماء إلى تسمية هذا الصوت بالصوت المهيمن The over whelming sound، ومن الغريب أن لفظ اللام المفخمة غير موجود في أية كلمة عربية باستثناء لفظ اسم الجلالة “الله و اللهم”. ثم تأتي اللام مخففة في بقية الألفاظ التي تبدأ بالألف واللام…

– لفظ كلمة رب

أعطى لفظ كلمة رب على الجهاز الأثر الصوتي الآلي لعبارات محددة مثل الباعث والخالق والمعطي والمنشئ والمكرم، وذلك عند لفظ حرف “الراء” من كلمة رب.

وأعطى صوت الباء من كلمة رب معنى أن ما قبلي هو أكبر شيء.

مما جعل المعنى الآلي المنبعث من حرفي الراء والباء مجتمعين أن رب تعني الخالق الأكبر والباعث الأكبر والمعطي الأكبر.

وفي الختام فإن الأبحاث لا زالت جارية حول اللغة الأكثر صمودًا بين لغات العالم ولم تتوقف بعد ولا زالت اللغة العربية تعطي أفضل النتائج بين سائر اللغات وبشائرها تتضح تباعًا، وتتميز اللغة بمفردات ليست في غيرها فالشكر والمدح معروفان في معظم اللغات لكن الحمد والتسبيح والتكبير مثلاً ليست موجودة إلا في قاموس اللغة العربية ويكفي أن جامعة لندن قررت تصنيف اللغة العربية بأنها واحدة من اللغات الأم وتم اعتمادها في تصانيف كثيرة على أنها لغة باقية وقابلة للعيش طويلاً. ومن المتوقع أن لا يبقى من لغات العالم سوى 15 لغة متداولة في العام 2030 ولا يصمد منها حتى العام 2090 إلا 3 لغات والعربية واحدة من هذه اللغات الصامدة الثلاث.

ويكفي تفسير لفظة “عربية” من وحي القرآن لقوله تعالى: {عربًا أترابًا} وتعني شبابًا لكي نستلهم أن اللغة العربية التي صمدت 1400 سنة حتى الآن هي لغة شابة لن تموت. انها لغة القرآن ولغة أهل الجنة، انها لغة الخلود.

Interesting lecture on Universal Science of linguistics, by Dr. Sa'iid Asharbiiniy, might Allaah 
Almighty bless him 



- اللغة العربية هي اللغة الوحيدة الباقية في نهاية هذا القرن 

- Arabic language is the only language that will remain at the end of this century, In shaa.a-llaah 



- تموت لغة واحدة كل اسبوع 
- One language dies per week 


-اللغات الحية الباقية 602 لغة والتي ماتت 400 لغة 
- 602 languages are now remaining, while 400 language had already died as Latin, Aramic etc., 
and the last one is Nuubiy 


-كل اللغات مشتقة من اللغة العربية 
- All languages are derived from Arabic language, The Mother: Language of The Arab Aadam the  fother of Human race, and the first prophet, 'alaihi-ssalaam - Peace and Salutes of Allaah  Almighty be upon him. 


- في بريطانيا يتم تدوين معظم الابحاث الهامة والملفات والوثائق المهمة والضرورية باللغة العربية لتكون متاحة لاجيالهم القادمة 

- In Britain most important researches, audit files, documents etc. are translated into 
Arabic to be available for future generations – because English language will also die 


- الالف واللام هي جذر شجرة اللغة في هذا العلم والراء هو الروح والباء العمود الفقري والميم تربة اللغة ومقياس طول حياة اللغة بتواجد الالف واللام فيها وصحة نطق الراء والباء 
الترجمة الوحيدة لكلمة {الحمد} هي الحمد، فالحمد وصف بما هو حق، والشكر يكون من عطاء أو مقابل، والمدح قد تكون فيه مبالغة 

The only translation of the word {Älhämdu} – nowadays translated as Praise and thanks – is 

"Älhämdu". 
It doesn't exist in any other language. 
Älhämd is truthfully describing, while Praising can exceed the truth and thanking can be a reverse 
reward... 


لفظ الجلالة "الله" يعطي آليا صوتا واحدا عوض الخمسة - وهذا أدى إسلام أحد مخترعي هذه الآلة التي تحسب أصوات الألفاظ -، وهو - لفظ الجلالة "الله" - لفظ جامع لكل الأسماء الحسنى والصفات العلى 

كلمة "رب"، الراء فيها تعني أو تشمل أو تدل على كل صفات الربوبية التي قد يشترك فيها المخلوق مع الخالق، فالله تعالى يعطي والناس يعطون، الله تعالى يهب والناس يهبون، الله تعالى يكرم والناس يكرمون، الله تعالى يحيي ويميت، والناس يحيون 

ويميتون وهكذا - علما أن عطاء وهبة وكرم وإحياء وإماتة الله تعالى مطلق وعطاء وهبة وكرم وإحياء وإماتة الناس نسبي -، لهذا فالباء في "رب" تعني أو تشمل أو تدل على الأكبر، فالله تعالى هو المحيي الأكبر، والمميت الأكبر، والمعطي الأكبر، 

والكريم الأكبر، والوهاب الأكبر وهكذا - تذكر أخي وتذكري أختي مصطلحي المطلق والنسبي فهما مفيدان جدا في فهم وضبط الفروق في هذا الباب، فملك الله تعالى الخالق مطلق، وملك المخلوق مقيد أو نسبي، وقدرة الله تعالى الخالق القادر مطلقة 

وقدرة المخلوق مقيدة أو نسبية، وهكذا 

سر الم، الر، المر 

عربي تعني الشاب الذي لا يشيخ، وعليه فمن معاني {عربا أترابا} الشابات المتقاربة السن اللواتي لا يشخن 


Arab means the young who doesn't get older 

- والكثير من المعلومات الجديدة الأخرى التي كشفها الدكتور سعيد الشربينى عالم اللغة الكونى، بارك الله تعالى فيه، في جامعة لندن قسم علم اللغة الكوني حيث يسمى فيها قسم اللغة العربية بقسم اللغة الأم 


Many other information can be gained from listening to both lectures In shää.ä-llaah 

اللغة العربية أُمُّ اللغات:

تأثرت الدراسات اللغوية التي تناولت اللغة العربية في العصر الحاضر بالنظريات اللسانية التي جَدَّت في الغرب. وكما رأينا، فقد كانت الدراسة اللسانية في أحد جوانبها المهمة في أوروبا مهتمة بالتأريخ للغات وتتبع الأصول التي تفرعت عنها. ومن أوجه التأثر بالغرب في هذه الناحية أننا نجد كتبًا أُلِّفت في التأريخ للغة العربية على النمط نفسه.

وهناك ثلاثة كتب في الأقل تبرهن ن على أن اللغة العربية أقدم اللغات وأنها الأصل الذي تفرعت منه اللغات الأخرى.

وأوَّلها كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي "نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها". يقول الكرمي في تصديره لكتابه: "هذا بحث لغوي، جريت فيه على الأسلوب الحديث تمحيصًا للحقيقة، ودفاعًا عن اللغة المضرية، وإيضاحًا لما فيها من دقائق الأوضاع، وخفايا الأسرار، وغوامض الحروف، وخصائصها، وبدائع الصيغ وأوزانها، وما فيها من مختلفات لُغى القبائل، متوقعًا البلوغ به إلى الحق، غير مبتغ أجرًا ولا شكورا؛ إنما كل أمنيتي خدمة العربية، وحمل أبنائها على السير في مثل هذا المنهج، ليعلم غيرهم أن لسان العرب فوق كل لسان، ولا تدانيها لسان أخرى من ألسنة العالم جمالاً، ولا تركيبا، ولا أصولا، ولا... ولا... ولا..."(150).

ويحوي الكتاب تسعة وثلاثين فصلاً يعرض فيها المؤلف آراءه مقارنًا بين اللغات، مُرْجِعًا كثيرًا من الكلمات في لغات عديدة إلى أصول عربية. ويذكر أن من أسباب عدم اهتمام المستشرقين بهذه الحقيقة أنهم "... لا يريدون أن يكون بين العربية وبين لغاتهم أدنى صلة، أو مجانسة، أو ملابسة، أو مشابهة، خوفًا من أن يقال لهم، أو أن نقول لهم نحن العرب: بيننا وبينكم، يا قوم، لُحمة نسب قديم، وصلة رحم؛ وهو مما يتبرأون منه، وينبذونه من مسامعهم، بل ينفضون ثيابهم عند سماع هذه الكلمات، كأنها تدنسهم، وتدنس ثيابهم، بل لا يريدون أن يتصوروا مثل هذه الفكرة، الهادمة لأبنيتهم المتصدعة المتشققة، تلك الأبنية التي أقاموها منذ أن وضع أسسها إمامهم الألماني الأكبر مكس مُلَر"(151).

ولست أريد هنا مناقشة ما في الكتاب من آراء أو اشتقاقات، وسأرجئ هذا إلى ما بعد الفراغ من الكتابين الآخرين.

والكتاب الأول لمؤلف هندي اسمه محمد أحمد مظهر وعنوانه "العربيةُ: أصلُ اللغات كلها". ويؤسس المؤلف كتابه على نبوءة لنبي الطائفة الأحمدية التي ظهرت في الهند، فيقول ما ترجمته: "زعم حضرة ميرزا غلام أحمد، المسيح الموعود، أن اللغة العربية أمّ اللغات كلها، وكان زعمه مبنيًّا على المعرفة التي أُوحيت إليه"(152). كما يشير إلى أن حضرة ميرزا غلام أحمد ألّف كتابًا سنة 1895* أسماه "مِنَن الرحمن" حاول فيه البرهنة على هذا القول مستدلاً بعدد من الآيات القرآنية. ويحدِّد ميرزا رأيه في كلمة ألقاها في مؤتمر الأديان الكبرى الذي عقد في لاهور سنة 1896 بقوله: "لقد بيّنّا في كتابنا "مِنَن الرحمن" أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تستطيع القول بأنها اللغة الإلَهية، اللغة التي تنبثق منها كل أنواع المعرفة، واللغة الأم لكل اللغات، والوسيط الأول والأخير لحمل الوحي الإلَهي. فهي الأولى لأنها كلمة الله الأولى، ولأنها اللغة التي تعلّم البشر أن يصوغوا لغاتهم منها، كما أنها الأخيرة لأن كتاب آخر الرسالات السماوية ـ أي القرآن ـ كان باللغة العربية"(153).

ولتأكيد هذا الرأي يؤلف مظهر هذا الكتاب، وتقوم الأدلة التي أتى بها على بعض المبادئ التي ذكرها في المقدمة، وهي:

1ـ وجود قوانين محددة عن طريقها اشتَقَّت اللغات كلُّها جذورَها من اللغة العربية. 
2ـ أن هذه القوانين واضحة وبسيطة، كما أنها مقبولة في الدراسات الفيلولوجية، لكن الغربيين لم يحاولوا تطبيقها على العربية. 
3ـ أنه يمكن تطبيق هذه القوانين على اللغات كلها إذا قسمنا جذور الكلمات في كل اللغات إلى عشرة أقسام(154).

ويتكون الكتاب من ثلاثة أبواب: يتكلم في الباب الأول عن مسألة النقاش في أصل اللغة. ويتفرع النقاش فيه إلى سبب تجاهل الأوروبيين للكلام عن اللغة العربية عند مناقشتهم مسألة أصل اللغة، ويدلل ـ من بعد ـ على أن اللغة العربية عالمية وأنها لغة منضبطة، وأنها أحسن اللغات. ثم يتكلم عن المبادئ التي اتبعها في اشتقاق جذور الكلمات في اللغات المختلفة من اللغة العربية. . الخ.

وفي الباب الثاني يحلل الكيفية التي اشتقت بها اللغات جذورها من العربية، ويتكون الباب الثالث من قاموس للجذور من مختلف اللغات وأصولها العربية.

أما القوانين التي تحكم تغيير الجذور العربية إلى الجذور المقابلة لها في تلك اللغات فهي عشرة:

أـ أن جذر الكلمة يمكن أن يتكون من ثلاثة أصوات صامتة. 
ب ـ يمكن أن يتكون من صوتين صامتين. 
ج ـ يمكن أن يتكون من صوت صامت واحد. 
د ـ يمكن أن يتكون من واحد من أصوات اللين (الألف والواو والياء).

وهذه هي الجذور الأساسية في العربية التي يمكن أن تغيَّر في اللغات الأخرى، وذلك بتغيير ترتيبها أو بالزيادة عليها أو النقص منها بحسب القوانين الستة الأخرى وهي:

هـ ـ قَلْبُ الجذرِ الثلاثي. 
وـ قلب الجذر الثنائي. 
زـ* الزيادة في أول الجذر. 
ح ـ الزيادة في نهاية الجذر. 
ط ـ إبدال صوت في جذر الكلمة العربية بصوت آخر في الموضع نفسه. 
ي ـ حذف صوت من بداية الجذر العربي في نظيره غير العربي(155).

ويمكن أن نلحظ هنا أنه لا يَصعب على هذه القوانين تغيير أية كلمة في أية لغة إلى أية صيغة نريدها، ولذلك لن أتوقف عند مناقشة تحليله.

والكتاب الثاني من تأليف تحية عبد العزيز إسماعيل*  * بعنوان: "اللغة العربية الفصحى، أمُّ اللغات الهندية والأوروبية وأصلُ الكلام"، ونشر في القاهرة سنة 1989م(156). ولا يستحق هذا الكتاب ـ على الرغم من الضجة التي قامت حوله ـ أي تعليق، ذلك أنه مكتوب بلغة إنجليزية ركيكة جدًّا وهو الأمر الذي أدى إلى الغموض في كثير من النقاط التي نوقشت. هذا أولاً؛ وثانيًا أنه يفتقر إلى أدنى درجات التخطيط المنهجي الذي رأيناه في الكتاب السابق. فهو يدخل مباشرة في معالجة الموضوع من غير أن يرسم لنا أهداف البحث والطرق التي يتبعها في معالجة القضايا المطروحة. وثالثًا، هو ملآن بالأخطاء التاريخية عن اللغة العربية ذاتها. ومن ذلك ما تذكره المؤلفة في المقدمة من أن النحويين العرب في القرن السابع الميلادي سجلوا كل كلمة نطقها العرب. وهو قول غير صحيح لأن اللغويين العرب لم يبدأوا في تسجيل الشعر العربي ومتن اللغة إلا في القرن الثامن، ثم إنهم باعترافهم لم يسجلوا مما قالت العرب إلا أقله، كما قال أبو عمرو بن العلاء.

أما استخدام المؤلفة للرموز الصوتية في رسم الكلمات فليس دقيقًا وليس مطردًا ولا صحيحًا في بعض الأحيان. كما أنها تستخدم كثيرًا من الاختصارات من غير أن تبيِّنها. ولم تعتمد إلا على قليل من المراجع العلمية المعتمدة في مناقشة هذه القضايا. ويمتلئ الكتاب بالثناء على اللغة العربية وذلك مثل قولها: ". . . أن اللغة العربية أرتب اللغات من حيث القواعد وأكثرها اقتصادًا من حيث تركيب الكلمات وقوانين اللغة، وتلك علامات تدل على رقي اللغة كما أثبت علماء اللغات من قبل. أما اللغات المشتقة منها فقد حاولت تعويض ما فقدت بطريقة عشوائية وغير اقتصادية، مما أثر على تكوينها وقواعدها وقدرتها على التعبير"(157).

ويجمع هذه الكتب الثلاثة وغيرها أنها غير مقنِعة علميا. وحتى لو صحت المقارنات التي توردها هذه الكتب فهي لا تفيدنا شيئًا في إثبات أن الجذور العربية كانت الأصول التي جاءت منها هذه الكلمات. فأقصى ما يمكن أن تدل عليه ـ إن كانت صحيحة ـ أن هناك تشابهات بين اللغة العربية واللغات الأخرى. كما يمكن النظر إلى هذه التشابهات على أن مصدرها الصدفة المحض أو اقتراض اللغات بعضها من بعض على مدى أكثر من ثمانية آلاف سنة من هجرات الأقوام واحتكاكهم بعضهم ببعض(158). والدليل على أن ما وصلت إليه هذه الكتب ليس صحيحًا أننا نجد كتبًا أخرى تأخذ هذه الأمثلة نفسها لكي تزعم أن اللغة العربية نفسها مشتقة من لغات أخرى. ومن ذلك ما يراه لويس عوض من أن اللغة العربية فرع من فروع أسرة اللغات الهندية الأوروبية(159). وكذلك ما يراه المؤلف التركي نعيم حازم أوناط؛ إذ يزعم أن مقارنة الجذور العربية بالجذور التركية تدل على أن اللغة العربية أخذت أكثر جذورها من جذور من اللغة التركية(160)، بل إن هذا المؤلف كان يردّ في كتابه هذا على كتاب الكرملي الذي عرضناه هنا.

عوامل نمو اللغة

ان اول من تطرق لهذا الموضوع هو فضيلة الشيخ الأمام الأزهر ابراهيم حمروش و يعتبر تقديس حرفية النص من أهم المعضلات التي تواجه دارسي اللغة و نموها و قد أثبتت الدراسات الحديثة أن اللغة العربية هي أصل كل اللغات و  في ما يلي بعض المراجع :

و بعتبر كتاب اللغة العربية أصل اللغات كلها لعبد الرحمان أحمد البوريني  تتويج لكل هذه الدراسات بحيث يقول في الصفحة 21 من كتابه في طبعته الأولى ما يلي:



كتاب عنوانه “اللغة العربية أصل اللغات”.. والكتاب بالإنجليزية والمؤلفة هي تحية عبد العزيز إسماعيل أستاذة متخصصة في علم اللغويات، تدرس هذه المادة في الجامعة، إذن هي ضالتي..

وعرفت أنها قضت عشر سنوات تنقّب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الحكم القاطع.. فازداد فضولي وشوقي والتهمت الكتاب في ليلتين.

والكتاب في نظري ثروة أكاديمية وفتح جديد في علم اللغويات يستحق أن يلقى عليه الضوء، وأن يقيّم وأن يأخذ مكانه بين المراجع العلمية المهمة.

وألفت نظر القارئ أولا أن يمر بعينيه على الجداول الملحقة بالمقال ويلاحظ الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية والإنجليزية، وبين العربية واللاتينية، وبين العربية والأنجلوساكسونية، وبين العربية والفرنسية، وبين العربية والأوروبية القديمة، وبين العربية واليونانية، وبين العربية والإيطالية، وبين العربية والسنسكريتية، ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع فيه كل شوارع اللغات المختلفة، وهذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات والمحيطات التي تفصل شعوبها بعضها عن بعض وأعود إلى السؤال:

لماذا خرجت المؤلفة بالنتيجة القاطعة أن اللغة العربية كانت الأصل والمنبع، وإن جميع اللغات كانت قنوات وروافد منها؛ تقول المؤلفة في كتابها:

أن السبب الأول هو سعة اللغة العربية وغناها وضيق اللغات الأخرى وفقرها النسبي؛ فاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط، والساكسونية بها ألفا جذر! بينما العربية بها ستة عشر ألف جذر لغوي، يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل والاشتقاق والتركيب.. ففي الانجليزية مثلا لفظ  Tallبمعنى طويل والتشابه بين الكلمتين في النطق واضح، ولكنا نجد أن اللفظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد (طال يطول وطائل وطائلة وطويل وطويلة وذو الطول ومستطيل.. إلخ، بينما اللفظ الإنجليزي Tall لا يخرج منه شيء.

ونفس الملاحظة في لفظة أخرى مثل Good بالإنجليزية وجيد بالعربية، وكلاهما متشابه في النطق، ولكنا نجد كلمة جيد يخرج منها الجود والجودة والإجادة ويجيد ويجود وجواد وجياد… إلخ، ولا نجد لفظ Good يخرج منه شيء!

ثم نجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن.. فمثلا قاتل وقتيل وفيض وفيضان ورحيم ورحمن ورضى ورضوان وعنف وعنفوان.. اختلافات في المعنى أحيانا تصل إلى العكس كما في قاتل وقتيل، وهذا التلوين في الإيقاع الوزني غير معروف في اللغات الأخرى.. وإذا احتاج الأمر لا يجد الإنجليزى بدا من استخدام كلمتين مثل  Good &  Very Good للتعبير عن الجيد والأجود.

وميزة أخرى ينفرد بها الحرف العربي.. هي أن الحرف العربي بذاته له رمزية ودلالة ومعنى.. فحرف الحاء مثلا نراه يرمز للحدة والسخونة.. مثل حمى وحرارة وحر وحب وحريق وحقد وحميم وحنظل وحريف وحرام وحرير وحنان وحكة وحاد وحق..

بينما نجد حرفا آخر مثل الخاء يرمز إلى كل ما هو كريه وسيئ ومنفر، ويدخل في كلمات مثل: خوف وخزي وخجل وخيانة وخلاعة وخنوثة وخذلان وخنزير وخنفس وخرقة وخراء وخلط وخبط وخرف وخسة وخسيس وخم وخلع وخواء..

ونرى الطفل إذا لمس النار قال.. أخ، ونرى الكبير إذا اكتشف أنه نسي أمرا مهما يقول: “أخ”؛ فالنسيان أمر سيئ، وهذه الرمزية الخاصة بالحرف والتي تجعله بمفرده ذا معنى هي خاصية ينفرد بها الحرف العربي.. ولذا نجد سور القرآن أحيانا تبدأ بحرف واحد مثل: ص، ق، ن، أو، ألم.. وكأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئا.

نستطيع أن نؤلّف بالعربية جملا قصيرة جدا مثل “لن أذهب” ومثل هذه الجملة القصيرة يحتاج الإنجليزي إلى جملة طويلة ليترجمها فيقول I shall not go ليعني بذلك نفس الشيء؛ لأنه لا يجد عنده ما يقابل هذه الرمزية في الحروف التي تسهل عليه الوصول إلى مراده بأقل كلمات.

وإذا ذهبنا نتتبع تاريخ اللغة العربية ونحوها وصرفها وقواعدها وكلماتها وتراكيبها فسوف نكتشف أن نحوها وصرفها وقواعدها وأساليب التراكيب والاشتقاق فيها ثابتة لم تتغير على مدى ما نعلم منذ آلاف السنين، وكل ما حدث أن نهرها كان يتسع من حيث المحصول والكلمات والمفردات كلما اتسعت المناسبات، ولكنها ظلت حافظة لكيانها وهيكلها وقوانينها ولم تجرِ عليها عوامل الفناء والانحلال أو التشويه والتحريف، وهو ما لم يحدث في اللغات الأخرى التي دخلها التحريف والإضافة والحذف والإدماج والاختصار، وتغيرت أجروميتها مرة بعد مرة.

وفي اللغة الألمانية القديمة نجد لغة فصحى خاصة بالشمال غير اللغة الفصحى الخاصة بالجنوب، ونجد أجرومية مختلفة في اللغتين، ونجد التطور يؤدي إلى التداخل والإدماج والاختصار والتحريف والتغيير في القواعد، ونفس الشيء في اللاتينية وأنواعها في اليونانية وفي الأنجلوساكسونية، ولهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن؛ لأنه وعاء محفوظ غير ذي عوج، وامتدح قرآنه بأنه {قرآنا عربيا غير ذي عوج}.

وحدّث ولا حرج عن غنى اللغة العربية بمترادفاتها حيث تجد للأسد العديد من الأسماء؛ فهو الليث والغضنفر والسبع والرئبال والهزبر والضرغام والضيغم والورد والقسورة… إلخ.

ونجد كل اسم يعكس صفة مختلفة في الأسد، ونجد لكل اسم ظلالا ورنينا وإيقاعا.

ومن الطبيعي أن يأخذ الفقير من الغني وليس العكس، ومن الطبيعي أن تأخذ اللاتينية والساكسونية والأوروبية واليونانية من العربية، وأن تكون العربية هي الأصل الأول لجميع اللغات، وأن تكون هي التي أوحيت بقواعدها وتفعيلاتها وكلماتها إلى آدم كما قال القرآن: {وعلم آدم الأسماء كلها}.

ولكن المؤلفة لا تكتفي بالسند الديني، وإنما تقوم بتشريح الكلمات اللاتينية والأوروبية واليونانية والهيروغليفية، وتكشف عن تراكيبها وتردّها إلى أصولها العربية شارحة ما جدّ على تلك الكلمات من حذف وإدماج واختصار تفعل هذا في صبر ودأب وأناة ومثابرة عجيبة.


لغة آدم
خالد سعد فردان القحطاني


عند الحديث عن لغة آدم فإن هذا الموضوع كالحديث عن أمور الغيب لا يستطيع أحد أن يجزم فيه بقول صحيح ولكن نستطيع أن نضع بعض النقاط والتلميحات لعلها تكون مدخلاً لمن أراد البحث العلمي في هذا الموضوع ولعل الكشوفات القادمة سواءً الآثارية أو العلمية تزيل الغموض عن هذا الموضوع أو لعل تطور علم اللغات أو ما يسمى حديثاً باسم " اللغة الكونية " يكشف عن لغة آدم .. " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "  ...
إن الباحثين عن لغة آدم في الأغلب ليسوا من مناصري نظرية التطور لداروين والتي ترى أن التطور الخلقي من خلية أحادية ... إلى قرد.. إلى إنسان أول... إلى الإنسان الحالي تشمل أيضاً مسألة تطور اللغة وقد يوافقهم بعض أصحاب الأديان السماوية في مسألة التطور وهو ليس تطورا بمفهوم الداروينية ولكنه اعتقاد بوجود بشر قبل آدم ويستدلون بالآية " إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فيرون أن اصطفاء آدم كان اصطفاءا من بين آخرين... وهناك حديث عند الصوفية ( إسناده ضعيف جداً ) "قبل آدم ألف آدم.. أو ألف ألف آدم ..." فتم اصطفاء آدم ليكون تاج الخليقة  ولكن هؤلاء أيضاً يختلفون مع الداروينيين في مسألة اللغة هل تطورت أم هي مما خص به آدم توقيفاً وجبل عليه
يقول نعوم تشومسكي عالم اللغويات الشهير: إن اللغة سمة بشرية " أي قابلية الكلام والتعبير غريزة في البشر تميزه عن الحيوان

وهناك أمر آخر وهو زمن آدم ؟!! متى كان أو متى كان  بدء هذه الدنيا؟
 عمر الكون يقدر بـ13 مليار سنة ولكن المقصود عمر الإنسان على الأرض !!! .
في التوراة نجد عمر الحياة على الأرض بل عمر الكون 6018 سنة !!! والاكتشافات الأثرية وحدها جديرة بتكذيب ذلك
 القرآن لم يحدد متى بدأت الحياة ولكن في الأحاديث هناك ما يشير إلى ذلك ففي حديث أبي سعيد الخدري : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر فما ترك شيئاً إلى يوم القيامة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان قال : أما إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقى من يومكم هذا ...... " يقول الحافظ البقاعي في تفسيره " نظم الدرر في تناسق الآيات والسور "  :
وبحساب ذلك يكون ما بقى من اليوم هو عشر العشر أي (1%) أي بقى من عمر الدنيا (1%) وبحساب بسيط للإمام البقاعي الذي عاش في القرن التاسع الهجري قال إن خلق آدم كان قبل 100 ألف سنة تقريباً .
فهذا العمر التقريبي لزمن آدم يجعل التغيير في لغته حتى وصلتنا تغييراً كثيراً وقد تكون لغة  آدم بدأت كلغة واحدة ثم انفجرت منها جميع اللغات على غرار نشأة الكون (Big Bang) وليس فيما بقى الآن من اللغات ما يشابهها وهذا فرض لابد من أخذه بالحسبان ولكن هل كانت لغته توقيفيه أم اصطلاحية؟

 مسألة أن اللغة توقيفية أو اصطلاحية مسألة خلاف أخرى فأصحاب مدرسة التطور المعرفي ( أوغست كونت ) ترى أن الإنسان انتقل في مراحل تطويرية من الهمجية الصرفية إلى الخرافة إلى الأديان إلى العلم وخلال هذه المراحل تكونت اللغة .
وعند المسلمين مثلاً نجد الغالبية يميلون إلى أن اللغة توقيفية ولكن هناك اتجاه يرى أنها مصطلحة كالمعتزلة أو اللغوي الكبير ابن  جنى وغيره .
ومن أدلة أصحاب القول بأنها توقيفية قوله تعالى : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "   ." علمه البيان "  والبيان : هو الإفصاح والتبيين والتعبير وهذا لا يكون إلا بلغة فهي ضمنا مما علمه الإنسان ".
أما قوله " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم " فمنهم من فسر "  اختلاف ألسنتكم " باللهجات وطريقة النطق ولكن مفسراً كبيراً كابن كثير يقول " اختلاف ألسنتكم " أ ي لغاتكم وهذا لا يعطي دلالة قاطعة أنها مختلفة منذ البداية فقد تكون لغة واحدة ثم تعددت اللغات باختلاف اللهجات وتباعد البشر
والتوراة تشير صراحة أن اللغة كانت واحدة حتى عهد نوح عليه السلام وأن الألسن تبلبلت بعد النزول من السفينة وصار هناك 80 لغة !!! .

الكتب السماوية تشير إلى أن الله علّم آدم اللغة ولكن الخلاف في ماذا علمه ؟
في القرآن ( وهو الكتاب الوحيد المحكم وغير المحرف ) يقول الله " وعلم آدم الأسماء كلها " ، وفي تفسير ابن كثير يقول ابن عباس إنه علمه أسماء الأشياء من الملائكة والأرض والمخلوقات حتى الفأر والفأرة ... ولكن هناك بعض المفسرين المتأخرين يفسرون هذه الآية بأن الله علّم آدم اللغات كلها !!! وبقيت في نسله أي علمه تقريباً 6000 لغة ( المعروفة لنا على الأقل ) والتي لم يبق حياً منها ( أي يوجد من يستخدمه ويتداوله " سوى 601 لغة ولكن هذا الرأي لا يصمد أمام تشابه اللغات واشتقاق بعضها من بعض فبعض اللغات بل أكثرها ما هي إلا حفيدة للغة أخرى أو حفيدة ثانية  وهذا معلوم لعلماء اللغات ... بل إن اللغويين حديثاً يجمعون على أن جميع اللغات ترجع لأصلين فقط ( السامية – الهندوأوروبية) بل والدراسات حالياً تتجه لإرجاعها لأصل واحد فقط هي السامية.
في التوراة تجد تحديداً جازماً للغة آدم وأنها السريانية ( السوريانية ) نسبة لسوريا المنطقة  وهي نفسها الآرامية وبعض اللغويين يجعل السوريانية إحدى لهجات الآرامية ...
والتوراة ( وإحدى نسخها مكتوبة بالآرامية ) تشير أن لغة إبراهيم عليه السلام هي الآرامية ولغة عيسى عليه السلام هي الآرامية ( لا زالت الآرامية مستخدمة اليوم لشعب يعيش بعضه في سوريا ولبنان وهي قريبة للعربية وقد تكون كلمة الآرامية ترجمة غير دقيقة للعربية مع إسقاط العين وقد أخذ العرب  رسم حروفنا هذه التي نكتب بها ( س ، ص ، ع ) من الآراميين ).
وفكرة التوراة في أن لغة آدم هي السريانية ( السوريانية ) انتقلت لبعض المسلمين الذين ينقلون عن أهل الكتاب ونجدها واضحة في كلام أئمة الشيعة في كتاب الكافي وغيره .

التقسيم الحديث للغات إلى سامية وغير سامية غير مقبول ( ومسألة السامية ونسبه اليهود المتأخرين للسامية ومسألة عداء السامية كلها أمور سياسية ليجعل هناك جذوراً مستقلة لليهود الذين يبدأ تاريخهم من عهد يعقوب عليه السلام أي قبل الميلاد بألفي عام على الأكثر مع طمس تاريخ العرب القديم ( عاد و ثمود ) الذين لا يوجد لهم ذكر في العهد القديم لدى اليهود وتاريخ لغتهم لينسب الجميع إلى سام بن نوح !!! ) .

التقسيم الحديث للغات يقسم اللغات السامية إلى :
لغات سامية شمالية غربية : الكنعانية ( منها تفرغت العبرية ) والفينيقية والآرامية(السوريانية) والسينائية والموآبية والأوغاريتية 
ولغات سامية شمالية شرقية : الأكادية (الأكدية) وما تفرع منها من بابلية وأشورية . 
واللغات الجنوبية تشمل : العربية الشمالية والجنوبية والحبشية . 

وعند مقارنة اللغة العربية باللغة الأكدية مثلاً نجد التشابه والتقارب بينهما نجد ذلك مثلاً في ترجمة " ملحمة جلجامش " والتي ترجمت للعربية وأفضل ترجمة لها ترجمة الدكتور سامي الأحمد بل من أ سماء ملوك بابل : جندت نصر .

بل إن حضارة أوغاريت أو " رأس شمرا " في الشمال الغربي من بلاد الشام وعمرها يعود للألف السابع قبل الميلاد أصلها حضارة عربية يمنية انتقلت إلى هناك فالأبجدية والحروف عربية بل إن اللغات الآثارية القديمة وخاصة في بلاد الرافدين " الأكادية " السومرية ، الآرامية ...لا تفك رموزها إلا من خلال معاجم اللغة العربية حتى يقول روجر بيكون " من أراد أن يقرأ الحضارات القديمة فليتعلم العربية " .

السومريون هم الشعب الذي سكن في بلاد مابين النهرين (العراق ) في الفترة الممتدة من 5000 ق.م. الى 4000 ق.م. تقريبا حسب رأي المؤرخين الغربيين وفي بحث قام به الباحث محمد رشيد ناصر ذوق لمجلة ديوان الادب قال: لقد رسم أو نقش السومريون لغتهم التي كانت معهم في جنوب جزيرة العرب و بحر العرب و الخليج العربي ( عمان ) بما يسمى بالطريقة( المسمارية) التي تتكون من صور مشابهة تماما للرسوم السينائية التصويرية و نرى ذلك التشابه بوضوح عندما نقوم بمعاينة الحروف الأوغاريتية و كيف وصل تطور المسمارية الى الحروف الهجائية في حضارة اوغاريت و ايبلا . من هذا المنطلق و بعد التحقيق فإن الأوغاريتية تشابه تماما التصويرية السينائية من حيث الشكل و تشابه العربية الفصحى من حيث اللفظ و الشكل أيضا ثم يورد أمثلة (تقريبا 20 كلمة) من التشابه بين الكلمات السومرية والعربية ويضيف في بحثه العلمي ( لغة آدم– عطاء ابدي لبني آدم ) عن نشأة الأبجدية فيقول :

( قبل أن تكون للحروف اسماء كان الانسان يرسم الكلمات التي ينطقها ، فعندما رسم الانسان القديم الحية و النسر كان يقصد بها لفظتا الحياة و النصر ، فجاء الرسم و النطق و المعنى مطابقا له باللغة العربية ، فمن رسم الحية و اطلق عليها اسم حية كان ناطقا بالعربية وهذه الرسومات نراها في كل الحضارات لتدل على المعنى و اللفظ ، فرسومات الحية التي تلتف على الشجرة تعني شجرة حية ، و رسم الحية التي تلتف على الكأس تعني كأس الحياة .... الخ

و اذا عدنا الى اصل الحروف تبين لنا أنها رموز لكلمات سبقتها كان الانسان قد رسمها مثل ( اليف – بيت – جمل – ماء – عين – نار -سمك .... الخ ) .فحرف اليف(أ) كما نعرفه هو نفسه حرف الفا اليوناني و اصله رسم لحيوان اليف رسمه الانسان قديما للدلالة على الحيوان الاليف قبل أن يصبح لفظا لحرف واحد من حروف الابجدية..وحرف باء كما نعرفه – هو نفسه حرف بيتا اليوناني و ان اصله رسم و لفظ بيت.و اصل حرف ميم ايضا هو ماء و موج و رسمه مطابق للفظه واصل حرف عين – رسم العين و لفظها وحرف السين –اصله سمك لفظا و كتابة ....الخ )

الفينيقيون أو الكنعانيون كما تسميهم التوراة يقال أنهم اخترعوا الأبجدية وذلك باستبدال حروف الكتابة المسمارية الـ 550 بـ 30 حرفاً صوتياً ( أصبحت لاحقاً 22 حرفاً بعد بعض التعديلات من طرف الإغريق ثم الرومان ) والتاريخ القديم يذكر أنهم أول من حولوا الكلمات المسموعة إلى لغة مكتوبة وآثار هذه الأبجدية عاشت إلى اليوم في اللغة المالطية وهي اللغة الأقرب للعربية من بين اللغات الحية اليوم مع اللغة العبرية .

عند مقارنة اللغات نجد تشابها كبيرا بينها وهذه يجعلها مشتقة من بعضها وليس القصد بالتشابه هو وجود كلمات متشابهة فهذا شيء طبيعي جداً أن تأخذ اللغات من بعضها بعض الكلمات ولكن القصد من التشابه هو التشابه في القواعد والأساليب والإعراب

وانتقال الكلمات بين اللغات شي معروف وطبيعي ولكن يظل السؤال : أي لغة أخذت من الأخرى؟

يجيب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله بقوله :الفقير هو من يأخذ من الغني ، إشارة لأن جذور العربية تجاوز ال19 ألف جذر وأقرب لغة لها في عدد الجذور لا تجاوز 4 آلاف جذر

عند البحث في اللغات نجد أن أكثر لغة في الجذور هي اللغة العربية (16000) جذرا ولكن عند النظر للإنجليزية أو الفرنسية فهي لا تتعدى 4000 جذر بل إن العبرية جذورها 2500 جذر وهي إحدى فروع اللغة الكنعانية (والكنعانية إحدى لهجات الآرامية القديمة وليست إحدى اللغات السامية كما ينشر ) وهي لهجة من العربية القديمة بل حروفها الـ22 نفس الحروف العربية بل وبترتيبها الأبجدي( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت )

اللغة الصينية مع امتداد حروفها إلى 2500 حرف ( وهي أكثر لغة الآن ينطق بها الناس لوجود2 مليار صيني ) ولكن جذورها قليلة مقارنة بالعربية .

حتى اللغة اليابانية تعتبر ( حفيد ثالث ) للغة العربية كما يشير الدكتور سعيد الشربيني عالم اللغة الكونية في جامعة لندن .

بالنسبة للكلمات نجد أن الجذور العربية منتشرة في أكثر اللغات وخاصة اللغة الإنجليزية بل إن أحد الدكاترة العراقيين قد صنف معجماً اسماه معجم الفردوس للجذور العربية الموجودة في الإنجليزية فذكر اكثر من (1500) جذر عربي في اللغة الإنجليزية وهو رقم مبالغ فيه قليلاً لأنه أدخل فيه أسماء الأعلام العربية ( مثل أحمد – علي ....وغيرها ) .

أحد فلاسفة الإغريق ( فيلون الاسكندراني ) أتى بنظرية عن لوغوس (Aogos) ومعناها: الكلمة ,ولا يهمنا النظرية بقدر ما تهمنا كلمة لوغوس وقربها الشديد من كلمة " لغة " العربية .

وحتى اللغات في جنوب أمريكا ( وهي تجاوز الألفين سواءً المستخدمة أو الميتة ) نجد فيها جذوراً عربية كثيرة .

ينبغي أن نشير إلى أن أقدم مخطوط وجد في العالم هو مخطوط وجد في مناجم الفيروز في صحراء سيناء مكتوب باللغة العربية وعمره 4000 سنة .

في السنة نجد عدّة أحاديث عن اللغة العربية ففي الحديث : " أول من تكلم العربية هود " وفي الحديث الآخر " أول من تكلم العربية المبينة إسماعيل " ، وفي الحديث الذي صححه الألباني " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل" .

وهذا إشارة لأن العربية القديمة هي لغة هود الجد الأعلى لإبراهيم على الأرجح وللعرب العاربة . أما اللغة العربية المبينة أو الفصحى فأول من تكلمها هو إسماعيل وإذا كان هود يتكلم العربية القديمة فإن إبراهيم كذلك على الأرجح تكلمها أي العربية أو الآرامية كما تشير التوراة ولكن ابنه الذي نشأ مع قوم آخرين من العرب العاربة تأثرت لهجته العربية بلهجة جرهم فنشأت لهجة جديدة هي اللغة العربية الفصحى والتي استمرت في العرب العدنانية ( وهي تسمى بالمستعربة وهذا مسمى غير صحيح ) إلى أن نزل بها القرآن وكانت تسمى العربية الفصحى أو العربية النزارية مع بقاء اللهجات الأخرى كاليمانية أو الحميرية ونزل القرآن باللهجات ( الألسن) السبع ولكن جمع أخيراً في عهد عثمان بن عفان على لسان واحد تقريباً ( لأنه يوجد في القرآن الموحد الآن بعض الكلمات بل والأساليب والقواعد لبعض اللهجات الأخرى التي كانت مستخدمة عند العرب مثل : كلمة قسورة المستخدمة في لهجة زبيد ومثل " إن هذان ساحران " برفع اسم إن بدل نصبه والمستخدمة في لهجة الحارث بن كعب ) وغيرها .....

هناك نقطة مهمة وهي أن اللغة العربية القديمة جداً تختلف عن لغة عاد وهود ( اختلاف لهجات ) وتختلف عن لغة إبراهيم وتختلف عن لغة إسماعيل وهي الفصحى كما تختلف الفصحى عن لهجتنا العامية الآن .

عندما نقف عند هذه الآية " وعلم آدم الأسماء كلها " ما هي اللغة التي إذا علمت أسماءها استطعت اشتقاق الأفعال منها ؟!! .

على حدود معرفتي في اللغات لا يوجد سوى اللغة العربية فالأسماء ( المصادر خاصة وليست الأعلام ) تستطيع اشتقاق الأفعال منها بل والصفات .... فمثلاً :

اسم :كتاب تستطيع أن تشتق منه : كتب ، يكتب ، اكتب ، كاتب ، مكتبة ، اكتتاب ، كتب ، كاتبة ، كتيّب ، كتّاب ، مكتوب ....

بل إن اسم آدم والموجود في عدة لغات إضافة للغة العربية مشتق من الأدم أو الأديم وهو الجلد لأنه خلق من أديم الأرض وفي العربية أيضاً آدم هو الرجل الطويل .

بل حتى أسماء الملائكة والأنبياء المتفق عليها بين المسلمين وأهل الكتاب عربية فمثلا جبريل:جبروت الإله ، فكلمة : ايل ، أو إلّ ، والمعروفة في العبرية بالإله هي كلمة عربية فصحى

وفي الأثر عن أبي بكر أنه عندما سمع قرآن مسيلمة قال : والله ما يخرج هذا الكلام من إلّ ... أي من إلاه . وكذلك ميكائيل أي ملكوت الله واسرائيل أي أسير الله أو عبدالله ومنه إسماعيل أي اسماع الله بل اسم إبراهيم عربي أيضاً أي إبراء .. (تنزيه) الإله هيم أي الإله . وفي الإنجيل يقول عيسى " إيلي إيلي لم شبكتني" إلهي إلهي لم أوقعتني في الشبك " .

لا ننسى أن لغة أهل الجنة هي العربية كما في الحديث " يدخلون الجنة على صورة يوسف ولسان أحمد " وآدم كان في الجنة

والقرآن عربي وقد كتب قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ولكن هذه مسألة عقدية عميقة :كيف كتب؟ وهل كتب بنفس اللغة ؟ وهل كلام الله ( وخطاب الملائكة وخطاب آدم وموسى) تنطبق عليه لغة معينة أم هو لغة إلاهية يتم إيقاع المعنى في قلب المخاطب وهل القرآن وهو بلا شك كلام الله كان مكتوباً بالعربية أم بغيرها والكتابة هل هي كتابة حقيقية أم مجازية لذلك لا أرى الخوض في هذا الاستدلال كثيراً .

إذا كانت هناك لغة مرشحة أن تكون أم اللغات فهي اللغة العربية وهناك من جزم بهذا مثل الدكتورة تحية عبدالعزيز في بحثها " اللغة العربية أصل اللغات كلها " ، وكذلك الدكتور عبدالرحمن سعيد البوريني في كتابه الموسوم بنفس العنوان .

أرشح أن اللغة العربية بأي لهجة كانت هي لغة آدم لأنها اللغة القادرة على البقاء هذه الآلاف من السنين وعلم اللغة الكوني حالياً يدرس حياة اللغات وصمودها وأن العربية هي التي ستصمد لوحدها فقط بعد 100 سنة

هذا إن سلمنا أن لغته الأصلية لم تندثر بعد انبثاق عدة لغات منها والله أعلم .

المرجع:

http://www.arabiclanguageic.org/view_page.php?id=5946


سر الكلمات  يكمن في نشأة  كل حروف الابجدية من كلمات عربية –

بقلم محمد رشيد ناصر ذوق  

إن ما يثلج الصدر أن ترى عشاق اللغة العربية يحاولون استنباط خفاياها و كشف اسرارها الكثيرة المتنوعة ، لكن ما  جاء به الباحث أياد الحصني لم يكن بحثا علميا حقيقيا  حيث جاءت نظريته غير متماسكة و انتقائية و خالية من مسمى النظرية العلمية القابلة للتصويب.
فلقد تناقلت الصحف الكويتية خبرا جاء فيه :
(( أقامت رابطة الادباء في الكويت ندوة بعنوان " معاني الحروف العربية " للباحث أياد حصني  "قال إنها نظرية جديدة في علم اللغة  "
الحصني: سر الكلمات العربية في حروفها!   
30/05/2006  كتب جمال محمود ( في جريدة القبس الكويتية ) :
قال الباحث الاميركي - السوري اياد الحصني انه توصل الى نظرية جديدة في اللغات، وهي ان لكل حرف معنى محددا.
وفي زيارته لنا في 'القبس' للتعريف بكتابه الذي ضم معاني الحروف، قال الحصني الذي يدير معهدا لتعليم اللغات في الجزائر: انه توصل الى ان لكل حرف معنى محددا، اذا عرف ادى الى معرفة معنى الكلمة في اللغة العربية.
حرف الفاء
وضرب الحصني مثلا على ذلك بحرف الفاء، وقال: ان هذا الحرف يدل على الفراغ او التفريع المادي او الحسي، مثل: حفرة، كهف، فتحة، فسحة، فضاء، فوهة، نافذة، فم، أنف وفرج.
واضاف اذا دخل هذا الحرف على كلمات اخرى فرغها من معناها مثل: شر تتحول الى شرف، وسر تتحول الى فسر، صر تتحول الى صرف.
واشار الى حرف الشين، وقال: ان الكلمة التي تحويه تشير الى كل شيء منتشر في الوجود ذي طابع مادي او حسي، مثل: شمس، شرارة، شعلة، شعر، حشيش، عشب، شجر، بشر، شعب، رش ونشر.
واضاف: معنى حرف الشين مأخوذ من طريقة لفظه، وهو انتشار الهواء في الفم، كما ان الفاء تفرغ الشين من معناها: رش تصبح رشف، شطف، شفط، نشف.. الخ." )) – 1
لقد حاول ( الحصني ) ايجاد صلة بين لفظ الحروف و لفظ الكلمات و لكنه لم يوفق الى نظرية علمية  فبحثه هذا لم يأت بالقول الفصل في هذا الباب ، و الجديد فيه هو انه ابتعد عن العلمية فكان بحثه إنتقائيا لا يشمل كل كلمات اللغة بل إن في اللغة العربية  عدد كبير من الكلمات  التي تحوي حروفا تعارض نظريته هذه.
وإن كان حرف الخاء يدل على الكراهية ( كما يقول الحصني ) و قد اورد أمثلة على ذلك ، خداع ، خبث ، خسارة ، الا أن كلمات  خير و خبز و خلق تخالف ذلك  كما قال بعض الادباء الذين حضروا محاضرته في الكويت ، وهذا ينطبق على كل الحروف التي جاء بها ( الحصني) فإن  منها  كلمات تطابق نظريته و منها كلمات تناقضها تماما .


حقيقة الحروف الابجدية ومدلولاتها :


ان البحث في الحروف  الابجدية لا بد له من منهج علمي ، فالحروف كما نعلم هي صور ورسوم لكلمات  كان ينطقها الانسان قبل ان يرسمها ثم تطورت هذه الصور لتصل الينا في نظام الابجدية الذي نعرفه اليوم .

وان كان لا بد من العودة الى اصل الحروف قبل ان نحاول معرفة مدلولاتها فإني سأحاول في عجالة العودة الى اصل و مدلولات الحروف كما اوردتها في بحثي العلمي ( لغة آدم – عطاء ابدي لبني آدم ) .
 (( قبل أن تكون للحروف اسماء كان الانسان يرسم الكلمات التي ينطقها ، فعندما رسم الانسان القديم الحية و النسر كان يقصد بها  لفظتا الحياة و النصر ، فجاء الرسم و النطق و المعنى  مطابقا له باللغة العربية ، فمن رسم  الحية و اطلق عليها اسم حية كان ناطقا بالعربية  وهذه الرسومات نرها في كل الحضارات لتدل على المعنى و اللفظ ، فرسومات الحية التي تلتف على الشجرة تعني شجرة حية ، و رسم الحية التي تلتف على الكأس تعني كأس الحياة .... الخ
 و اذا عدنا الى اصل الحروف تبين لنا أنها رموز لكلمات سبقتها كان الانسان قد رسمها مثل ( اليف – بيت – جمل – ماء – عين – نار - سمك .... الخ )  .
فحرف اليف كما نعرفه هو نفسه حرف الفا اليوناني و اصله رسم لحيوان اليف  رسمه الانسان قديما للدلالة على الحيوان الاليف قبل أن يصبح لفظا لحرف واحد من حروف الابجدية..
وحرف باء  كما نعرفه – هو نفسه حرف بيتا اليوناني و ان اصله رسم و لفظ بيت.
و اصل حرف  ميم ايضا هو ماء و موج  و رسمه مطابق للفظه  
واصل حرف عين – رسم العين و لفظها
وحرف السين – اصله سمك لفظا و كتابة  ....الخ )) – 2

ان ما يوصلنا اليه متابعة الحروف الى مصدرها بشكل علمي هو انها من اصول عربية  و أن الذي رسمها قبل انتقالها الى الحروف ( كان ينطق باللغة العربية أو لغة تشبهها لفظا  ) لذلك علينا نعيد الحروف الى مصدرها  بشكل علمي قبل ان نخوض في العلاقة بين الحروف و الكلمات.

اليكم هذا الجدول الذي وضعته  و الذي   يبين  الاصل العلمي للحروف الابجدية  في اوغاريت  مضافا اليه الرسوم السينائية التي تطورت لتصبح الابجدية في فينيقيا و اليونان و في  الجزيرة العربية خلال 300 ميلادية . هذا الجدول الذي اعتمدته موسوعة مقاتل  من الصحراء كمرجع ( مع خطأ في الملحق حيث أن هذه الجدول من وضع الكاتب – محمد رشيد ناصر ذوق و ليس هنري  س. عبودي ).

دراسة علمية جديدة: العربية تتربع عرش اللغات نهاية القرن الحالي
د عبد الرحمان الخالدي
ظهرت حقائق علمية جديدة مؤخراً تهم واقع ومستقبل اللغة العربية، ليس فقط باعتبارها اللغة الخالدة لخلود القرآن، ولكن أيضا باعتبارها لغة تملك كل مقومات الهيمنة على اللغات الأخرى.

ليس الأمر مبالغة أو انحيازا عاطفيا للغة العربية فقط، ولكنه نتائج أبحاث علمية لم يكشف عنها العرب ولا المسلمون، وإنما الذي اكتشفها وعبر عنها ونشرها هو فريق علمي غربي بإحدى جامعات لندن، ليس فيه من المسلمين العرب إلا عالم واحد، هو الدكتور سعيد الشربيني من جمهورية مصر العربية وهو من تولى الإعلان عما وصل إليه فريقه.

العلم الذي أتحدث عنه هنا هو ما يعرف بعلم اللغة الكوني، وهو العلم الذي يدرس لغات العالم جميعها في وقت واحد بمقارنة النظام النحوي والعلاقة الجينية بينها ليعرِف أسباب موتها وأسباب بقائها واستمرارها وكذاقوتها وضعفها، أي هو العلم الذي يدرس لغات العالم دفعة واحدة ليعرف مراحل نشأتها وشبابها وشيخوختها، وليعرف بالتالي أي لغة يكتب لها الخلود لخصائصها ومميزاتها.هذا العلم بدأ سنة 2003 على يد زمرة من العلماء الغربيين في جامعة لندن، قسم "علم اللغة الكوني" حيث يسمى فيها قسم اللغة العربية بقسم "اللغة الأم"، وليس "قسم اللغة العربية".

أهم الخلاصات التي توصل إليها هذا الفريق كشف عنها الدكتور الشربيني في سلسلة حلقات تلفزيونية بقناة الرحمة قبل أيام ومن جملة ما أشار إليه، وهو كثير جدا، أذكر به تعميما للفائدة وبشارة لمحبي لغة الضاد، أن غالبية اللغات الآن تحمل في ذاتها عوامل فنائها وموتها إلا اللغة العربية، فهي لغة خالدة لخلود القرآن إلى قيام الساعة. وقد علل الدكتور سعيد هذا الحكم بالإشارة إلى أنه ثبت علمياأن جملة "الحمدلله" التي قالها آدم عليه السلام عند خلقه كانت بالعربية. وذلك لأن كلمة "الحمد" لايمكن أن تترجم إلى أي لغة أخرى بما يحفظ لها معناها كماهو. فهي إن ترجمت ستكون إماشكرا وهومقابل شيء ما، أومدحا، وهو ما تجوز فيه المبالغة، أماالحمد فهو الشكر دون مقابل والمدح دون مبالغة، وإن كان يجوز مثلا أن نحمد في فلان أو علان سلوكا معينا، كأن نقول "أحمد فيك خلق الوفاء" وإن لم يشر الدكتور الشربيني إلى هذه الملاحظة. وعليه فهذه الكلمة لايمكن ترجمتها، بما يحفظ لها معناها، بكلمةأخرى أبدا في أي لغةعلى الأرض، حيةكانت أو ميتة.

وفي سياق بيان أفضلية اللغة العربية على غيرها أشار الشربيني إلى أن فريقه أثبتعلميامن خلال دراسة نسبة وفاةاللغات على الأرض أنه عند نهاية القرن الحالي لن تبقى سوى ثلاث لغات فقط منها وعلى رأسها اللغة العربية بالإضافة إلى الإنجليزية والصينية.

وأن اللغة الإنجليزية التي تهيمن على العالم الآن، والتي لم يخف إعجابه بها، قد دخلت عمليا في مرحلة شيخوخة واعوجاج، غير أن وفاتها لن تكون كوفاةم عظماللغات، فهي ستموت على الألسن بمعنى لن تكون لغة الحديث إطلاقا، لكن سيُبقى عليها لغةً الكترونية للعلم فقط. غير أنه في المقابل أكد أن عدد اللغات التي تموت في السنة الواحدة هو 50 لغة، بمعدل لغة واحدة كل أسبوع، مشيرا إلى أن آخر لغة ماتت هذه السنة هي اللغة النوبية بمصر، وأن عدد اللغات الحية حاليا هو 601 لغة، بينما عدد اللغات التي ماتت هو 402 لغة، وأن عدد اللغات التي ماتت بالهند وحدها في السنة الماضية فاق أربعين لغة، كما أنه بحلول 2030 يتوقع هذا الباحث أن تبقى فقط 15 لغة فقط من أصل الـ 601 الحالية، لتبقى فقط ثلاث لغات عند نهاية هذا القرن، أي بحلول 2100، طبعا لن تكون منها الفرنسية لأنه يتوقع ألا تستمر هذه اللغة على قيد الحياة أكثر من 70 سنة لتموت نهائيا. وهو ما عبر عنه بظاهرة "كوليرا اللغات".

أما اللغة الصينية فلعراقة تاريخها وتعدد أصواتها وحروفها(حوالي 60 صوتا) إلا أنها أصبحت لغة مُعوَّقة لما اعتراها من عيوب تتعلق بوضعية الضمائر وابتعادها عما سماه بـ ـ"فطرية التعبير الزمني": الماضي والحاضر والمستقبل. وهي في هذا تشترك مع الإنجليزية الآن التي أصيبت هي الأخرى باعوجاج حيث لم يعد من الخطأ أن يقول الطالب الإنجليزي في المرحلة الثانوية مثلا أنا أذهب أمس أو أنا أذهب غدا عوضا عن ذهبت أو سأذهب غدا، بل إن الجهات المسؤولة عن التعليم في بريطانيا تناقش بشكل رسمي أن تضيف اللواحق والمحددات أمس "Yesterday"واليوم "Today"وغدا "Tomorrow" للأفعال لتحديد الزمن المقصود. وهذا الاعوجاج، يقول الشربيني،مقدمة للموت المحقق، ولذلك يقول إن العربية لن تموت لاعتدال أصواتها، فهي لغة ليس بها اعوجاج لقوله تعالى في مطلع سورة الكهف: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا" وقريب من هذا كذلك قوله تعالى في سورة الزمر: "وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ".ويستشهد على ذلك بأن الكتب المكتوبة باللغة اللاتينية مثلا قبل 500 سنة فقط لا يمكن للعامة الآن قراءتها مهما حاولوا، ولا يستطيع ذلك إلا الدارسون المتخصصون جدا في هذه اللغة القديمة، فكانت النتيجة أن أصبحت هذه الكتب شيئا من التاريخ.غير أن الأمر مختلف تماما في ما يتعلق باللغة العربية، ذلك أن العرب بإمكانهم قراءةالكتب المكتوبة قبل 1400 سنة، وأن ما دخل عليها من تغيرات لم يدخل على معاني الكلمات ومدلولاتها أوطريقة نطقها الصحيحة، وإنماالذي أُلحق بها وأضيف إليها إنما هومجرد نقطٍ للكلمات وشكل لها ممايزيد اللغة قوة ووضوحا. ويؤكد رأيه هذا فيضرب مثلا داعما حيابالقرآنا لكريم، وهو الكتاب الذي ما يزال يتلى تواترا ومشافهة منذعهد الرسول صل الله عليه وسلم يومناهذا بالحروف نفسها والأصوات نفسها التي بها نزل والتي تلاها رسول (ص) الله نفسه. ليخلص إلى أن اللغةالعربية محفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم. أمااللغة العِبرية فهي لغة ميتة منذ آلاف السنين، وقدأعاد اليهود استعمالها فعلا، لكنهم ل ميستطيعوا إحياءها إل ابعد أن غيروا فيها الكثي والكثير جدا فصارت مسخا للغة كان تذات يوم "عبرية".

ويؤكد الدكتور الباحث من جملة المعطيات العلمية الجديدة التي أدلى بها أن العربية ليس بها عوج على الإطلاق وأنها شابَّة كما بدأت، وأنها أي كلمة "العربية" تعني من جملة ما تعنيه "الشباب" أو "الشابة" وإن لم يشر لمصدر هذا المعنى المشار إليه، كما أكد أن كلمة "العربية"إن هي إلا صفة لهذه"اللغة العربية" وليس اسما لها، فعندما أقول أنت عربي فكأنني أتمنى أن تظل دائما شابا، ولعل هذا التفسير يجد ما يؤكده في قوله تعالى وهو يتحدث عن جزاء أصحاب اليمين في الآخرة: "إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا، لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ" حيث يذهب المفسرون إلى أن كلمة "عربا"ومفردها "عَروب" تعني "العواشق المتحببات إلى أزواجهن، اللواتي يحسن التبعل"، ولا يفترض حدوث هذا تصوريا إلا ممن كانت شابة حيوية.

وإذا كان خير الحق ما شهد به الأعداء والخصوم فإن هذا الدكتور الباحث يؤكد أن في بريطانيا الآن، كما في أمريكا يتم تدوين معظم الأبحاث والدراسات والوثائق الهامة، وحتىالمعاهداتالدولية، باللغة العربية لتكون متاحة للأجيال القادمة، وهذا اعتراف ضمني منهم بخلود هذه اللغة وتفوقها على اللغة الإنجليزية، فبالأحرى الفرنسية مثلا. وما يدعم هذا ويؤكده أن جامعات مرموقة كثيرة بدأت تعتني باللغة العربية عناية خاصة،فبدأت تكتب بها وتترجم إليها، وآخرجامعة شرعت في ذلك هي جامعة طوكيو.

ولكي يضفي الشربيني على حقائقه العلمية هاته صفة المصداقية واليقين يشير، ضمن سلسلة محاضراته سالفة الذكر التي خص بها قناة الرحمة، وهذا فعلا مما يثير الاستغراب والدهشة،إلى أن الكونجرس الأمريكي وافق على قرار كتابة صيغ التحذير على معلبات المخلفات النووية التي تلقى في أماكن غير مأهولة بالسكان في أمريكا،والتي يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يصل إليها الإعمارالسكاني بعد 100 سنة، (وافق على كتابة التحذير) باللغةالعربية وليس بالإنجليزية أو غيرها،فقط، يقول الشربيني،لأنهم يعلمون أنها هي اللغة التي ستبقى.

هذه المعطيات العلمية الجديدة التي كشف عنها الدكتور الشربيني تقتضي من الباحثين والمهتمين باللغة العربية أن يبدوا برأيهم في الموضوع، بعيدا عن كل تعصب أو تشنج، إننا نريده نقاشا علميا موثقا قائما على الحجة والدليل. وإني، كمهتممتابع، أتساءل ماذا سيكون موقف الكائدين للغة الضاد إذا ما ثبت صدق هذه النتائج العلمية سالفة الذكر، ماذا سيكون موقف هؤلاء وقد كشف النقاش الدائر حول دفاتر تحملات القطب العمومي، وخاصة ما تعلق منها بالهوية واللغة العربية، عن وجود لوبي قوي لا يريد للعربية أن تنتشر ولا أن تأخذ مكانتها الطبيعية في وقت صار الصراع مؤهلالأن يصبح صراعا حول اللغة والهوية بامتياز.


*رئيس فرع الرباط للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية

العربية لغة المستقبل

وليد سميح عبدالعال


قامت بعضُ الهيئاتِ العربية التي تهتمُّ بالدراسات اللغوية بدراساتٍ عن اللغات التي تتصفُ بصفات القوة التي تجعلُها تقاومُ الفناءَ والاندثار والاضمحلال.

وخلَصت هذه الدراساتُ إلى اختيار ست لغات يُرجَّح أن يكتب لها البقاءُ مستقبلا؛ من هذه اللغاتِ اللغةُ العربية، ولكنهم لم يعدوا العربيةَ في مقدمة هذه اللغات.

ومع التحفظ على نتائج هذه الدراسة، فإنا نجزم بأن اللغة العربية تتميزُ بما لا تتميزُ به أي لغة أخرى، وهذا ما يُقِر به الغربيون أيضًا، والفضلُ ما شهدت به الأعداءُ، فهذا المستشرق الغربي الفرنسي (رينان) -وهو معروفٌ بتعصبه الشديد وبغضه للعرب- يقول: إن هذه اللغة تميزت بالنضج من أول ظهور لها وحتى الآن، فلا يُعرف لها طفولة، ولا يعرف لها شيخوخة، برغم أنها ظهرت وسط أقوامٍ متفرقين بدوٍ مرتحلين ليست لهم دولةٌ ولا مدينة ولا حاضرة متحضرة.

وكفى بمثل هذا القول من هذا الغربي المتعصب الذي يقر بأن اللغة العربية لغة قوية ليست كأي لغة.

ونعود للإحصائيات؛ حيث أجريت إحصائيات تقضي بأن اللغة الإنجليزية لن تتعدى خمسًا وسبعين ومائةً من السنين وتنقرض.

والفرنسية لن تتعدى خمسين ومائة سنة.

وقد حكى لنا شيخُنا الدكتور فتحي جمعة -أستاذ اللغويات بدار العلوم- قصةً عجيبة؛ أن جماعة من العلماء الروس وضعوا النفايات النووية في أماكن بعيدة يُتوقع العثور عليها بعد أربعة أو خمسة قرون، فأرادوا  أن يكتبوا رسالةً لهذه الأجيال المستقبلية، فبحثوا وفتشوا واستفتوا أهلَ الخبرة باللغات ليعلموا اللغة التي يمكن أن تبقى بعد هذه القرون الطويلة، فلم يجدوا لغة يمكن أن تبقى هذه المدة الطويلة إلا اللغة العربية، فكتبوا رسالتهم باللغة العربية، فانظر إلى هذه الأمة البعيدة عن العربية كيف يشهدون بأن اللغة العربية هي لغة المستقبل؟!

لمثل هذا يذوب القلب من كمد..!

وحديثُ العربية حديثٌ طويل ذو شجون، حيث ملئ بالحرب عليها من غير أهلها، وكذلك -ويا للأسف!- من أهلها، ففي حين تعتز دولة كفرنسا بلغتها اعتزازًا نحن أولى بمثله، نُلقي نحن بِلُغَتِنا تحت الأقدام نابذين لها ورافضين.

كانت هناك مذيعة فرنسية في التليفزيون الفرنسي تجرى حوارًا مع رجل ألماني، مسئول من المسئولين أو نحو ذلك، وكان الحوار يجرى بالفرنسية فقط من الطرفين، ثم سألته سؤالا ولكن استعصت نقطةٌ واحدة من ألفاظ السؤال على فهمه، فذكرت له الكلمةَ بالألمانية حتى يفهم.. وفى اليوم التالي أقيلت هذه المذيعةُ من عملها! ولكن لماذا..؟ لأنها تكلمت بكلمة ألمانية واحدة في التليفزيون الفرنسي وسمعها ملايين الفرنسيين.

أين نحن من ذلك؟! يحسب (المثقف العربي) أنه ما دام يتكلم بلغات أخرى غير العربية فهو بهذا قد بلغ منتهى الثقافة والعلم والتحضر، بل ينظر للعربية نظرة احتقار وتنقص، وقل من يحسن العربية فضلا عمن يدافع عنها ويذب الطاعنين عنها.

وقد واجهت اللغةُ العربية -منذ أوائل القرن العشرين- حربًا شديدة على يد الاستعمار (وهو عن العمار بعيد) حيث كانت كل دولة أجنبية تحاولُ أن تفرض لغتَها على الدولة المحتلة، فرنسيةً كانت لغتُها أو إنجليزية، ويكفي أن يعلم ما حدث من (فرنسه) في بلاد المغرب، يعلم آثارها الآن كلُّ من قرأ أو سمع شيئًا من أخبار المغرب، حيث ترى أكثر المغاربة يتحدثون الفرنسية بطلاقة، ربما أكثر من لغتهم العربية.

وهكذا أو ما يقرب منه في كل البلاد المحتلة، وفى مصر رأينا خطة المحتل في تدمير التعليم وتغير الأساس الثقافي للتعليم من العربية إلى الإنجليزية.

وظهرت بعد ذلك مدارسُ تدرس باللغة الإنجليزية، وهي مدارس أجنبية في أرض عربية ولا يخفى الخطة الغربية لتحويل الأمة عن هويتها. ليس إلى هوية أخرى بل إلى (لا هوية). تحويلها إلى مسخ لا عربي إسلامي ولا هو لهويتهم ينتسب، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

وقد نجحوا في ذلك أيَّما نجاحٍ، وظهرت بعد ذلك مدارسُ اللغات التي تدرس لغات أجنبية من أول مراحلها.

وكانت هناك محاولات كثيرة للكَيْدِ للعربيةِ؛ مثل محاولات بعض (المبرِّزين) المصريين أن يزيد في طريقة الكتابة العربية حروفًا تدل على الحركات مثل الكتابة بالحروف اللاتينية.

وكذلك محاولات الدعوة إلى العامية أن تكون وسيلةَ الكتابة بدلا من الفصحى، ويكون الكلام والتأليف والتعامل بها في كل شيء بدلا من الفصحى.

إلي آخر محاولات الحرب على العربية من قبل أهلها. كيف نحس ونحن نقرأ عن مثل هذه المؤامرات على لغة العرب والمسلمين لغة القرآن والسنة؟!
أَلَمٌ.. أيُّ ألم..

فكيف إذًا يا أخي وماذا فعل اليهود بلغتهم..!

اعلم -وفقك الله– أن اللغة العبرية فرعٌ من فروع اللغات السامية –مثل العربية– ولكنها لم تصمد للاندثار والاختفاء أمام زحف اللغات الأخرى، وجاء عليها وقتٌ سادت فيه اللغةُ الآرامية عليها، وانتقل الناس للتعامل والخطاب بالآرامية تاركين العربيةَ لتندثر تمامًا وليكتب عليها الفناءُ التام، وذلك منذ القرن السادس قبل الميلاد، وتركها أهلها أنفسهم، وجعلوا مكانَها الآرامية وسيلة للتعامل بينهم في حياتهم اليومية، وانحصرت في معابد اليهود في نطاق ضيق جدًّا، واختفت من دنيا الناس، وظلت هكذا ستة وعشرين قرنًا تخلَّلتها محاولاتٌ للإحياء، لكنها سرعان ما غابت مرة أخرى وتلاشى ذكرُها تمامًا.

حتى جاء العصرُ الحديث، وظهرت فكرةُ الدولة الصهيونية، فكان من الطبيعي أن تكون أول اهتماماتهم اللغة؛ لأنها دليل على الهوية، فعادوا إلى لغتهم التي ماتت، حتى إنهم أسموا دولتهم بالدولة العبرية نسبة إلى لغتهم.

وعادت هذه اللغةُ التي كانت قد ماتت واندثرت قرونا طوالاً، عادت للحياة لدنيا الناس؛ يتحدثون بها ويكتبون، وأصبح لها عالم وكيان، بل وأصبح لها أدبٌ يُكتب بها، ويشارك في المسابقات، ويكون محلاً للدراسات الأدبية والنقدية، ويكون له جمهور من القراء.

فانظر ماذا فعل هؤلاء -على ما هم عليه من باطل- مع لغتهم التي كانت قد ماتت، فماذا فعلنا نحن مع لغتنا التي ما ماتت ولا ضعفت ولا شاخت ولا نقصت؟!

مهانة وأي مهانة لهذه اللغة التي جعلها الله لغة القرآن واصطفاها على غيرها من اللغات.

ولكن لماذا ظلت هذه اللغةُ قويةً شامخة برغم كل ما حدث لها من هجوم ومحاولات هدم وتدمير؟ خلاصة القول في ذلك أن هذه اللغة هي لغة القرآن، لذا فإنها ستظل باقيةً ما دام القرآنُ باقيًا (ولعلنا نفرد لذلك مقالا مستقلا) ولذلك يجزم علماءُ اللغة أن اللغة العربية هي لغة المستقبل، وستبقى حية قادرة على مسايرة الحضارة والتطور والتقدم.

ويدل على ذلك مقدرتُها العجيبة على استيعاب أعقد المصطلحات الغربية والتعبير عنها بمصطلحات عربية، وهذه شبهة كانت تعرض من قبل لهؤلاء المستغربين الذين يرفضون تطبيقَ اللغة العربية لغةً لدراسة العلوم التجريبية؛ كالطب والهندسة وغيرهما من العلوم التي تدرس في بلاد العرب المسلمين بلغة غير اللغة العربية منذ عشرات السنين، ولا يستثنى من ذلك إلا سوريا فقط، فإن الطب وغيره يدرس فيها باللغة العربية حتى الآن.

يقولون: إن اللغة العربية لا تستوعب المصطلحات الغربية، ومن ثم فلا بد أن تظل الدراسة باللغات الأجنبية.

وهذا أمر بعيد عن الصواب؛ فإن اللغة العربية لغة ثرية بمفرداتها وتراكيبها، بل هي من أثرى اللغات، بل لا نكون مبالغين إذا قلنا إنها أثرى اللغات على الإطلاق، ولن تعجز عن أن يكون فيها مفردات تعبر عن هذه المصطلحات العلمية الحديثة، وللمجامع اللغوية العربية جهودٌ في تعريب الألفاظ والمصطلحات وأسماء الآلات والأجهزة  الحديثة، وما زالوا يخرجون العشرات من الألفاظ الجديدة التي تحتملها اللغة العربية تعبيرًا عن مصطلحات وكلمات أجنبية.

ولله در حافظ إبراهيم إذ يقول على لسان العربية:
وسعت كتاب الله لفظًا وغاية 
وما ضِقتُ عن آي به وعظات 
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة 
وتنسيق أسماء لمخترعات 

إن اللغة العربية لغة قوية، وضع اللهُ عز وجل فيها كلَّ مقومات البقاء، فحريٌ بنا ثم حريٌ بنا أن نستعلي بها ونفتخر بها، وإن جحد الجاحدون وحقد الحاقدون وغرق في الثقافات الغربية الغارقون.

(ملحوظة): [اعتمدت في هذا المقال على محاضرات د. فتحي جمعة أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم بالقاهرة].

المراجع :
1-   جريدة القبس الكويتية
2-    لغة آدم – محمد رشيد  ناصر ذوق – منشورات جروس برس – 1995-  لبنان
3-   موسوعة مقاتل من الصحراء :
http://www.moqatel.com/mokatel/data/behoth/melmiah12/logat392/1/mokatel9_4-2.htm#30



email: zaouk_rachid@yahoo.com


شبهات و ردود

ليست هناك تعليقات: