المـــــــراجــــــــــــــع:
أخناتون الهيئة المصرية العامة للكتاب 1997
لغز الهرم الأكبر
لغز الحضارة الفرعونية
عرف المصريون القدماء حساب الزمن بنزول التقويم الشمسى الذى حمله النجم سبدت (الشعرى اليمانية ) عند ظهوره فى سماء مصر بصحبة الاله رع ليعلن بداية العام فى اول تقويم عرفته البشرية وحمل التقويم اسم الاله " رع " الشمس .
جبل موسى : بين الواقع والأساطير
شغلت اسطورة موقع جبل موسى الباحثين في علوم الأديان وبحوث التاريخ الجغرافي وعلماء الآثار في العصر الحديث لفك رموز الأسطورة التي وقع فيها الاختيار على جبل سان كترين ليتحول إلى جبل موسى الذي اتفق عليه علماء الآثار مع رجال الأديان وتمسكهم بما ورد في التوراه حرفوا سفر الخروج فاجمعوا على أن جبل سان كترين هو جبل موسى بوصفه أعلا جبل في سينا الذي "يظل ارضها بنور العقيدة". وهو تخطيط سياسي قصد به السيطرة على أرض سينا وقادوا بعده محاولات سياسية باسم اقامة مجمع للأديان الثلاثة في سفح الجبل ليتيح لهم الفرصة في الزحف على سينا والاستيطان بها والاستيلاء على أرضها باسم السياحة وهو المشروع الذي كلفت بتصميمه فقمت باحباطه والغائه بعدما كشفت للمسئولين حقيقة تاريخ الجبل الذي لميصل إليه موسى وقومه كما أن سان كترين نفسها لم تقم بزيارة الكنيسة التي نقل إليها جثمانها بعد وفاتها في مدينة القدس ولم تكن قد زارت الجبل أو الكنسية من قبل.
إذا كان سيدنا موسى وقومه لم يصلوا إلى جبل سان كترين الذي اطلقوا عليه اسم جبل موسى فأيجبل في سيناء صلوا إليه مع النبي موسى وهو الجبل الذي عاش في ظله سبه سنوات وهو الجبل الذي صعد إليه ليكلم ربه ويحمل الواح الوصايا التي حطمها عندما رآهم يعبدون العجل وأمر موسى بنسف العجل الذهبي والقائه في اليم.
ان رحلة الخروج من مصر كما ورد ذكرها في كل من التوراه وسفر الخروج والوثائق المصرية التي تم تسجيها في عهد البطالسة استغرقت عشرة أيام وانتهت عند وادي افيديم والجبل المقدس الذي يشرف بدوره على مدخل الوادي المقدس. وهو جبل صدر المشرف على " الوادي المقدس طوى" وادي المن والسلوى ومدخل أرض سيناء.
يقع الجبل المقدس كما هو مبين في الخرائط على بعد عشرين كيلومتر من منطقة مارا (التبرالمرة) التي غادرها موسى وقومه في اليوم التاسع وتبعد بدورها ما يقرب من عشرين كيلومتر من عيون موسى التي وصلوا إليها في اليوم الثامن.
بينما يبعد جبل "سان كترين" الذي اطلقوا عليه اسم جبل موسى ما يقرب من مائتي كيلومتر وارتفاع أربعة آلاف قدم.
بمقارنة جبل موسى بسان كترين بجبل صدر.. فجبل موسى الذي شق منه النبي موسى الألواح بيده مكون من البزلت والجرانيت الصلب بينما جبل صدر فهو من الحجر الجيري الهش ومن السهل شق الالواح باليد.
ولما رجع موسى إلى قومه غضبان اسفا عندما رآهم يعبدون العجل القى الألواح فتفتت ولم يتمكنوا من جمعها والقى موسى العجل في اليم. فإذا كانت الألواح من الجرانيت أو البازلت الصلب لما تفتت وصعب جمعها كما أن البحر الذي القى فيه بالعجل يبعد عن موقع الجبل بخمسين كيلومتر.
بينما جبل صدر الذي يشرف على مدخل الوادي المقدس تتكون طبقاته من الحجر الجيري الذي يسهل شق الالواح من طبقاته الهشة كما أن الجبل الذي حمل منه موسى الألواح يبعد عن شاطئ البحر بما لا يزيد عن مائتي متر وهو الشاطئ الذي شاهد فيه النبي قومه وهم يعبدون العجل الذي صنعوه من حليهم ومن الذهب الذي سرقوه من مصر فحمل العجل والقاه في اليم الذي كانوا يتعبدون على شاطئه.
مفاجأة أخرى اثارها علماءهم الذي يؤكدون بها أن جبل موسى بسان كترين هو جبلهم المقدس الذي ورد وصفه في التوراه انه أعلا جبل على أرض سيناءبينما جبل صدر يرتفع عدة أمتار عن سطح الأرض.
فجبل صدر هو جبل موسى الحقيقي الذي عاش موسى وقومه في ظله سبع سنوات وكان أعلا جبل على أرض سينا.
حدثنا الله تبارك وتعالى عن قصة هذا الجبل الكريم في سورة الأعراف:
"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا"
فجبل موسى بالوادي المقدس كان جبلا مقدسا اختاره الله تعالى واختصه بالتجلي عليه شاهد انوار الحق فذاب خشوعاً أمام الجلال والجمال المقدسين فجبال سينا كلها تحسده على تجربته وتحسده على غيابه الذي يجعله حاضرا بالروح والذكرى وان كان غائباً بالكيان والجسد.
أين هذا الجبل وأين يقع مكانه ؟ ان احدا لا يدري سوى الله فقد ذهب حاملا اسراره.
أهو جبل سينا الذي لازال قائما ولم يخضع لمشيئة الله تعالى الذي امر بدكه ام جبل حورب بالوادي المقدس الذي دكه الاه فتناثرت اشلاؤه في التلال المحيطة به وتحولت صخوره الصلبة إلى طبقاته الجيرية الهشة التي صنع منها النبي موسى الالواح التي تفتت عندما القاها على الأرض
يحمل الجبل المقدس في كل من التوراة وسفر الخروج ووثائق تاريخ العقيدة من بينها حورب وجبل الحجر وش بشار أي جبل البشرى وهو الاسم الذي اطلقه اليهود على جبل صدر عند احتلالهم لسينا وقيام خبراؤهم بتصوير الخرائط الجديدة لارض سينا التي وقعوا عليها اسماء الجبال والاماكن باللغة العبرية فاطلقوا على جبل صدر مدخل الوادي المقدس اسم " ش بشار" أي جبل البشرى كما اطلقوا في نفس الوقت على جبل سان كترين اسم جبل موسى.
اطلق اليهود اسم جبل موسى على اكثر من جبل سواء في سينا أو غيرها من الاماكن الجغرافية حتى اصبح اسم "جبل موسى" يرمز إلى الاحتلال اكثر من رمزه إلى العقيدة أو للنبي موسى عليه السلام.
مفاجأة جديدة أثارها لاري جونز في موسوعته المعروفة التي اعلن فيها اكتشافه لجبل موسى في الجزيرة العربية أثناء التصريح له بالكشف عن آثار سيدنا ابراهيم حتى يسمح للبعثة في التجول في انحاء الجزيرة التي أقاموا بها ما يقرب من ستة اشهر لم يجدوا من الآثار المرتبطة بسيدنا ابراهيم وهاجر واسماعيل سوى الكعبة لكنهم اكتشفوا على الضفة الغربية من الصحراء وفي مواجهة خليج العقبة جبلاً يطلق عليه العرب اسم جبل اللوز وعند قيامهم بجغرافيات الكشف بالجبل وجدوا تمثالا للعجل والواح عليها نقوش باللغة العبرية والهيروغليفية واستمرت ابحاث البعثة ما يقرب من العام طافوا خلالها حول الجزيرة بأكملها توصلوا خلالها إلى اكتشاف عدة اثار يهودية من بينها اثار معبد قديم لم يبق منه سوى اثنى عشر عمود تمثل الطوائف الاسرائيلية الاثنى عشر كما اكتشفوا اثنى عشر مغارة في صحراء الضفة الشرقية من الجزيرة ومما جدير بالذكر أن البعثة لا تحتفظ بأي اثر قاموا باكتشافهم مدعين بان العرب عندما رأوا تلك الاثار الوثنية قاموا بنسفها وتسويتها بأرض الصحراء حتى الاثار التي حملوها معهم كالعجل والالواح ليس لها او لصورها اي وجود لديهم أو في وثائقهم.
وحاولت البعثة في وثائق الموسوعة (موسوعة لاري جونز) اثبات وجود اليهود واقامتهم في الجزيرة العربية كما حاولوا وصف الجزيرةالعربية بانها ارض التيه التي اقام بها اليهود اربعون سنة.
مفاجأة جديدة يعلنها فريق خبراء (انديانا جونز) باكتشافهم طريق خروج النبي موسى وقوم اسرائيل من مصر إلى صحراء التيه وارض الميعاد.
حاولوا عن طريق ما قاموا به من بحوث ودراسات بالمناطق التي ورد ذكرها في "سفر الخروج"ومتابعة بحوث قدماء المؤرخين والاثريين وعلماء الاديان.
بدأت دراستهم من نقطة النهاية للمرحلة الاولى التي توقفت عند اليوم العاشرالتي وصلوا فيه الى اقيديم (شاطئ صدر). عندما وجد اليهود استحالة عبورهم ارض سينا المحصنة بقلاع الفراعنة كان من الطبيعي ان يختاروا طريق الشاطئ وهو الطريق الذي حاول الخبراء تتبعه واقتناء اثار اقدام الرحلة وزعموا انهم وجدوا من الأثار ما يؤكد مرورهم في ذلك الطريق.
بالرجوع إلى موسوعة "لاري وليمز" الذي وصف فيه اكتشافه لجبل موسى الحقيقي بالاراضي السعودية وفي مواجهة خليج العقبة تأكد لفريق "انديانا جونز" انهم ساروا في الطريق الصحيح الذي سار فيه اليهود في اتجاه الوصول إلى جبل موسى المقدس الذي وصلوا اليه بعد عبور البحر الاحمر وهو خليج العقبة.
خروج النبى موسى وقوم اسرائيل عن طريق خليج العقبة والجزيرة السعودية
بذلك يكون البحر الاحمر الذي شقه النبي موسى للوصول باليهود إلى الجبل المقدس هو خليج العقبة لا خليج السويس الذي تركزت عليه الابحاث الحديثة انها تتعارض مع سفر الخروج نفسه... وهكذا انضم جبل موسى بالجزيرة السعودية إلى قائمة جبال موسى إلى كل من حورب وصدر وسان كاترين . ولن يكون جبل موسى بالسعودية هو آخر الجبال التي تحمل اسم موسى فلن يتوقف اليهود عن البحث عن جبل آخر يطلقون عليه اسم جبل موسى في محاولتهم استكشاف اراض اخرى يحاولون الاستلاء عليها كما استولوا على فلسطين في رحلة التيه ثم محاولتهم الاستيلاء على ارض سيناء اكثر من مرة.
· رحلة الخروج : الحقائق التي امكن استخدامها من الوثائق التاريخية والكتب السماوية وسفر الخروج:-
1- ان رمسيس الثاني فرعون الاضطهاد مات قبل خروج اليهود بخمس سنوات وسجل طردهم في لوحة اتريب
2- ان النبي موسى لم يعبر البحر الاحمر بل يم سوف اي برك البحيرات المرة (يم بالفرعوني معناها بركة وسوف - البوص) وتبعد عن البحر الاحمر بمائة كيلومتر
3- الوادي المقدس هو وادي سدر (مدخل هضبة التبة).
4- جبل موسى هو جبل ش بشار بوادي سدر ش بشار ذكرت في التوراة ومعناها جبل البشرى
5- لم يذهب موسى واليهود الى وادي سان كترين او الجبل الذي اطلقوا عليه جبل موسى.
6- فرعون موسى مرنيتاح لم يمت غرقاً وقد نجاه الله ببدنه ليجلس على العرش 14 سنة بعد طرد اليهود ليسجل انتصاراته عليهم وعلى الليبين وقمم الشمال. (برديات طيبة ولوحة ازيب)
اسطورة شق البحر الأحمر
لم يذكر اسم البحر الاحمر في التوراه أو سفر الخروج أو الكتب السماوية لأن اسم البحر الاحمر أطلق عليها حديثاً وفي القرن الثامن عشر وقد ورد اسم اليم في الكتب السماوية الذي شقه موسى بعصاه واليم كلمة فرعونية وعبرية معناها "البركة" ويم سوف التي ورد ذكرها في التوراه معناها بركة البومى وعرفت عن الفراعنة باسم سم سوبى وتقع ضمن بركة اكياد وعندما ترجمت التوراه لأول مرة بالانجليزية والترجمة الالسبعينية ترجمت سوف Reed Sea ثم حرفت في الطبعات التي ظهرت في اواخر القرن الماضي إلى رد Red Sea التي استغلها اليهود في الاسطورة
حروب مصر واسرائيل
· اول حرب في التاريخ خاضها المصريون ضد الاسرائيلين بعد احتلالهم لفلسطين هي التي قام بها ملك مصر شبشيق الاول عام 940 ق.م وأعاد فيها فلسطين إلى ارض مصر بعدما دمر مدن وقرى اليهود ومحي هيكل سليمان من الوجود
· أما الحرب الثانية فقد قادها بخار الثاني عام 597 قم وحطم فيها جيوش اليهود وقتل ملكهم ياشويح (يوشح) ولم تقم لليهود قائمة بعد ذلك وظلوا يحلمون بالعودة إلى أرض الميعاد.
لقد ذكر الحق تبارك وتعالى انعامه على بنى اسرائيل واحسانه اليهم بما يسر لهم من ((المن)) و ((السلوى)) .. طعامين شهيين بلا كلفة ، ولا سعى لهم فيه .. بل ينزل الله ((المن)) باكرا ، ويرسل عليهم الطير عشيا .. وانبع لهم الماء حين ضرب موسى عليه السلام حجرا كانوا يحملونه معهم بالعصا فتفجر منه ((اثنتا عشرة عينا))(لكل سبط عين منه تنبجس) .. ثم تفجر ماءذلالا فيستقون فيشربون ، وظل عليهم الغمم من الحر .. وانجاهم من اعدائهم ، وخلصهم من الضيق . ووعدهم صحبه نبيهم الى جانب الطور الايمن لينزل عليهم احكاما عظيمة فيها مصلحة لهم فى دنياهم واخراهم .
ولقد كانت هذه النعم التى توالت على بنى اسرائيل والمعجزات التى اجراها الله على يدى نبيهم موسى عليه السلام كافية لاقامتهم على المحجة الواضحة وتبصرهم فى الجهاد المقدس .. ومن أجل ذلك ظن موسى فيهم الخير .. وتوقع منهم الاستجابة للعمل الصالح – فطلب اليهم أن يتوجهوا الى (( بيت المقدس )) لانقاذه من ((الكنعانيين)) الائمين – الا أن بنى اسرائيل كانوا قد اكفوا الذلة ، والخضوع واعتذروا عن الجهاد بضعفهم ، وقوة اعدائهم الذين وصفوهم بانهم قوم جبارون .. ودعوا موسى الى ان يقاتلهم هو وربه – وهذا منتهى الجهل ، وسوء التقدير .. وكان من نتيجة هذا التخازل ان حرو الله عليهم دخول ((الارض المقدسة))...
ولما كفر بنو اسرائيل برسالة موسى عليه السلام حجبهم الله عن الارض المقدسة .. وحكم عليهم ((بالتيه)) .. ثم قضى الله تعالى قضاءه فيهم وأدخل من بعدهم الى أرض فلسطين . وعلوفى الارض ، وافسدوا . . ((الافساد الأول)) فاطاح الله بهم وشردهم . . فدخلوا فى ذلك طور ((الشتات))، وبقى لهم ((الافساد الثانى )) – وهو قدر لابد عنه . . وينبغى ان تتهئ له الشعوب وايضا الظروف من حول (( بيت المقدس)) لينفذ قضاء الله حتما وواجبا. .
الحكم و الأمثال فى الأدب الفرعونى
مقدمة :-
• مصر هى الحضارة .. و المصرى القديم هو أول من شق طريقها : كانت طبعات اقدامه على ذلك الطريق هى الاثار التى اقتفتها الحضارات الانسانية جميعها فى مختلف عناصر تكوينها .. من فنون و أداب و علوم و معرفة .
كان المصرى أول من امسك بالقلم . صنعه من غاب النيل و سيقان البردى ليسجل أفكاره و يكتب تاريخه فكان أول من صنع ورق الكتابة من نبات البردى ( يايبور ) فاعترف العالم بفضله فاطلق على الورق بجميع أنواعه .. و فى جميع اللغات الحية نفس الاسم .
كان أول من أخترع حبر الكتابة من عصير نبات النيله التى نسب أسمه الى النيل المقدس.
خط لنفسه أول أبجدية فى الوجود جمعت بين الفن و العلم و الأدب فجعل من الكتابة فنا جميلا و متحررا .
رسم كتابته من اليمين إلى الشمال و من الشمال إلى اليمين فى وضع أفقى أو رأسى كما يمليه أحساسه بالفن و بالجمال و أستغل الألوان المختلفة فى رسم و كتابة بعض الحروف و الكلمات لتأكيد فاعليتها.
الأدب المصرى القديم هو أقدم أنواع الأدب . يتميز باصالته بحكم توغله فى القدم . كانت شخصيته القوية و طابعه المميز الذى كان أنعكاسا لظروف البيئة فى الزمان و المكان و أستجابة مباشرة للعوامل الفكرية و الإجتماعية و الدينية و التاريخية .
تلك العوامل التى حددت مفاهيمه و ألهمت مواضيعه و حددت أساليبة .. فكان أنتاجه الخلاق الذى أهتدى به الأدب فى العالم القديم و ترك بصماته على الكثير من عناصر الأدب العالمى الحديث .
فالكاتب المصرى كان أول من أمسك بالقلم فى تاريخ البشرية . رأى مولد الزمان فسجله . عاصر أول تجربة فى بناء الحضارة فدونها فكان أول من كتب التاريخ و خلد بقلمه تراثه الفكرى .
فالمصريون القدماء كان لهم أدب و أن هذا الأدب كان شعرا و نثرا و قصصا و غزلا و مدحا و وصفا و فلسفه و تهذيبا و فكاهة و عقيدة و فنونا و علوما . خاضوا بفنون أدبهم جميع جوانب التجارب الإنسانية فيما خلفوه من تراث فكرى خالد أنعكس واضحا على أقوال حكمائهم تردد فى أمثالهم الشعبية .
• لقد دون المصريون القدماء أقوالهم فى أدب الحكمة و أمثالهم الشعبية على الحجارة كما دونوها على أوراق البردى و لفائفه .
أن عوامل الزمن و عوامل التدمير قضت على جانب كبير من هذا التراث الأدبى و لم يبق منه الا القليل و لكن هذا القليل كثير مع ذلك و قد وصل إلينا و نقل إلى اللغات الحية كلها ما عدا اللغة العربية فانه لم يترجم اليها الا اقل من القليل حتى اليوم .
أن ما ترجم منه ما يكفى لتفهم روح هذا الأدب بل فيه ما يكفى لتتبع تطورة خلال مختلف العصور الفرعونية التى أستمرت أربعين قرن من الزمان .
أننا محتاجون لمعرفة هذا الأدب لتعرف كيف نما فصار أدبا بسط سلطانه على العالم القديم كله و ترك أثره واضحا فى أداب الشعوب الساقية وفى الأدب اليونانى و الرومانى و امتدادهما إلى الأدب الحديث لقد شقت حكم و أقوال الحكيم المصرى القديم طريقها إلى جميع الحضارات القديمة و تركت بصماتها واضحة فى حكم و أقوال كثير من كتاب العقائد و الأديان فحكم أخناتون التى صيغت على شكل أناشيد أنتقلت بحذافيرها لترددها مزامير داود المعروفة التى ظهرت بعد أخناتون بثلاثة قرون .
من المفاجأت التى كشفتها حفريات بانوبوليس ( أخميم ) مجموعة برديات الحكيم المصرى ( أمنحتب بن كنخت ) و تتكون من 30 حكمة كتبها الحكيم لابنه ( مرت من ) و قد وجد عند ترجمتها أنها مصدر حكم سليمان الحكيم التى ظهرت بعدها بعدة قرون و تحمل البردية رقم 10474 بالمتحف البريطانى.
تبدأ البردية بقوله أعطنى أذنك واصغ إلى ما أقول و هو ما يتفق مع ما ورد فى التواره. و من بين الحكم التى وردت فى بردية "أمنحتب بن كنخت".
" كلما أرتفعت إلى اعلا يا ولدى وجه نظرك الى أسفل حتى لا تنسى نفسك و تنسى مسئوليتك أمام الإله الذى رفعك".
من أشهر أوائل الحكماء فى الدولة القديمة الذين قدسهم الكتاب على مر العصور الفرعونية و يعتبرهم مؤرخوا الأدب الفرعونى أنهم أعظم من أنجبت مصر من أدباء الحكمة المقدسة وهم أيمحوتب وكاجمنى و تباح حوتب (2500 ق.م) يليهم فى الشهرة حكماء الثورة و عصر التحرير فى مقدمتهم الحكيم "ايييؤور" (2280 ق.م) ثم الكهنة الحكماء " نفرايهو " و " خبرو رع " و سنب حوتب (2230 ق.م) وفى الدولة الوسطى ختيى و امنحوتب بن كنخت و يتصدر حكماء الدولة الحديثة " أخناتون " و " الحكيم آنى " و حونفر و خيتى بن دودوف .
أن حكم و أقوال هؤلاء الحكماء العظام التى لا تعد ولا تحصى وجدت متفرقة فى مقابرهم و أمكن جمع الكثير منها من مقابر الكتاب و الأمراء كما أمكن العثور على نصوص كثير منها فى حفريات المدافن العامة .
و تحوى المتاحف العالمية الى اليوم ألاف البرديات التى تحوى مختلف الحكم و الأمثال لازال معظمها لم تفسر رموزه إلى الآن .
و فيما يلى نماذج من حكم الفراعنة و أقوال الحكماء و الأمثال الشعبية المتوارثة التى أمكن جمعها من ترجمات المؤرخين و كتاب المصريات بالاضافة إلى النصوص الواردة فى البرديات التى لم تكن قد ترجمت بعد .
بعض الأمثلة و الحكم : -
• من يحاول تغيير جلده لن يغير ما تحت الجلد من صفات حامله و أصل طباعه.
• أنسان بلا هدف .. أنسان بلا وجود كائن يولد ليأكل و يشرب و يتناسل و يموت .
• العلم يصنع الموهبة و ليست الموهبة هى التى تصنع العلم .
• العلم يرصف الطريق لخطوات الحضارة و العقيدة ترصف الطريق لخطوات العلم .
• اذا ارتدى الحمار قناع الأسد ليرتفع إلى مجلس الأسود و يحضر مجلسهم بقى حمارا يكشف عنه صوت نهيقه عندما يحاول الزئير تشبها بالأسود .
• من يزرع نبته طيبة يجنى ثمارا طيبة وزهورا يانعه تشرح القلب و تسعد النفس ومن يزرع نبته خبيثة يجنى أشواكا خبيثة تجرح القلب و تدمى يدى زارعها .
• اذا أظلمت الدنيا حولك و أفتقدك خطواتك الطريق فارفع رأسك إلى السماء فهى التى ستمدك بالشعلة التى تنير لك الطريق .
• من يعيش بعيدا عن أهل الشر يأمن شرهم .
• السباحة ضد التيار تحتاج إلى سواعد قوية ولن يقاوم التيار قارب بغير مجاديف تحركة و دفه توجههة .
• أذا فقد الملاح شراعة فلا يطلب من الريح أن تعينه للسير ضد التيار .
• المال لا يجلب الأصدقاء بل يجذب المنافقون .
• مشوار الحياة قصير فلا تقطعه و أنت تلهث .
• أن من يفقد الصدق مع نفسه لن يصدقه الاخرون .
• لا تفتح عينيك على أخطاء الأصدقاء حتى لا تفقدهم .
• العين التى لا ترى الا عيوب الناس كالعين التى لا ترى الا حسناتهم .. لا تركن اليهما فى الحكم على الناس .
• اذا ارتدى الشر قناع الخير .. لا يخفى القناع روح الشر الكامن من خلف القناع .
• تفنن فى الحديث تسد فلاح المرء اللسان وقد يكون الكلام اللبق أكثر فاعلية من أى عراك .
• لا تركن الى مقتنيات شخص أخر ولا تقل ان لى دارا فى يد جدى لامى .
• كلما طال تمثال الحاكم وهو حى كلما دل ذلك على أقتراب نهايته .
• الخطيئة نقمة فهى تخلق الفوضى التى تحطم النفس اذا أسئ أستعمالها و نعمة أذا حسن أستعمالها فتعمل على إعادة التوازن النفسانى و تعلم الإنسان الحكمة .
• الخوف شر القلب يمكن التغلب عليه بالسيطرة على النفس .
• السعادة كالطائر لا يعيش مع الخوف . عندما يحس بالخوف يطير من أول نافذة يجدها مفتوحة .
• لا تجعل الشمس تغرب وفى عينيك و قلبك دمعة حتى لا تحاسبك الألهة فى منامك ما فعلت فى صحوك . حاسب نفسك قبل أن تغمض عينيك فتشرق شمس الصباح على يوم كله أمل و سعاده .
• لا تقف مع القوى ضد الضعيف . بل ليكن وقدمك دائما مع الضعيف ضد القوى .
• رجاحة التفكير تنبع من الصمت و كثرة الكلام تعطل التفكير .
• أخلص لعملك ولا تقم . بعمل لا تحبه أو تتقنه أو ترتاح لادائه .
• أحفظ لسانك طاهرا ولا تلوثة بنطق الباطل ولا تجعل لسانك يسبق عقلك و تدبيرك .
• ورث أبنك ما ورثته من علم ليشق طريقه السليم فى الحياة . فابن الأسد لا يعيش فى الماء و أبن الحوت لا يعيش فى الأرض .
• همس المظلوم أعلا صوتا من صراخ الظالم فالسماء تسمع همس المظلوم ولا يصل إليها صراخ الظالم .
• الاخلاق الطيبة كالنباتات تنمو بالزرع و الرعاية و العادات السيئة كالنباتات البرية تنمو شيطانيا .
• اذا نام الضمير .. أستيقظت الغرائز .
• لا صداقة بين الشركاء فى السلطان فالحاكم لا يامن لصديق ولا يطيق صديقا .
• الفرصة لا تسنح الا لمن يبحث عنها .
• قطرات الماء تنحت الصخر باستمرارها و دوامها .
• من السهل أن ينصح الإنسان غيره ومن الصعب أن ينصح نفسه .
• معدة الفقير فى حاجة إلى طعام و طعام الغنى فى حاجة إلى معدة .
• القزم يرى أبعد من العملاق أذا ركب فوق كتفيه .
• أشد ساعات الليل ظلاماً تلك التى تسبق الفجر .
• الضمير المطمئن خير وسادة للراحة .
• الضمير المطمئن خير وسادة للراحة .
• الضمير المطمئن خير وسادة للراحة .
• الموسيقى لغة السماء التى تخاطب بها الطبيعة كل مخلوقاتها .
• الخطيئة تعلن عن نفسها و تابى أن يطول أختفاؤها .
• البخيل يعيش فقيراً و يحاسب فى الآخرة كغنى .
• من يمدحك بما ليس فيك و أنت راض عنه يلعنك بما ليس فيك و أنت غاضب عليه .
• لا يطعن من الخلف .. الا من يسير فى المقدمة .
• لا يهتم الإنسان بما يملك بقدر اهنمامه بما لا يملك .
• الفرق بين الجاهل و الحمار .. أن الحمار له فائدة .
• الثمرة الخضراء تنضج بوجودها بجوار الثمرة الناضجة .
• من يحاول صيد طائرين بسهم واحد يفقد الطائران و يضيع السهم .
• السمكة الفاسدة تفسد كل سمك السلة .
• ذهب لصيد أسد و عاد بذنب ثعلب .
• الأمل يبنى للإنسان كل يوم قصر .. ولكن ما أكثر القصور التى تظل أبوابها مغلقة .
• الحقيقة حديقة مليئة بالزهور و لكنها لا تخلو من النباتات السامة .
• اذا اردت ان يكشف الناس اخطاءك فابدأ بتقديم النصائح .
• من يعلو على سواعد غيره يقع عندما تتخلى عنه السواعد التى تحمله .
• المناصب لا تبدل الرجال بل تكشف أقنعتهم .
• لا تصدق النقد حتى لا يقعدك اليأس ولا تصدق المديح حتى لا يقعدك الغرور .
• أن من يطيل النظر فيما فات .. يولى ظهره الى الغد و ما يقدمه إليه .
• من يسير مغمض العينين يقع فى أول حفرة .
• لا تنطق الا اذا كلامك أفضل من الصمت .
• لان تبنى كوخا خير من أن تفاخر بميراث قصر .
• الصديق هو من يعرف متى يأتى لزياراتك و متى .
• اذا حكمك شخصان فى فض نزاع بينهما فلا تفعل لأنك ستفقد احدهما .
• من يزرع الشوك يدمى الشوك ساعديه .
• الثمار الناضجة وحدها تقذف بالطوب .
• احرص على احترام نفسك قبل حرصك على اأحترام الناس لك .
• الرجل الشجاع هو الذى يبتسم و هو يكافح .
• خير الكلام ما يصدق فيه قائله و ينتفع منه سامعه .
• كلما كثر كلام الإنسان .. كثرت عثراته و انكشفت حقيقتة و كشف معدنه .
• أحذر الكريم اذا اهنته و اللئيم اذا اكرمته .
• ماء النهر ينحدر من منبعه الى مصبه ولا يرتفع من مصبه الى منبعه .
• المغرور كالديك الذى يظن أن الشمس تشرق لصياحه .
• صانع الأصنام لا يعبدها لانه يعرف المادة التى صنعت منها .
• اذا سقطت الشجرة هربت العصافير .
• اذا اردت قتل الثعبان . فهشم رأسه قبل أن تمسكه من ذيله .
• بعض الطيور خلقت لتملا الدنيا غناءا لا لبناء الأوكار .
• الرجل حيوان يتدلى ذيله من لسانه .
• اذا برزت أسنان التمساح فلا تظن أنه يبتسم .
• البستان الجميل لا يخلو من الافاعى .
• مهما أطعمت الذئب فعينه لن تغيب عن الغابة .
• الباب المفتوح يغرى أكثر الناس طهاره على الدخول .
• الباب المفتوح يغرى أكثر الناس طهاره على الدخول .
• تابع الشيطان من يعلم الحق و يكتمه .
• ليس من المهم أن تعرف أخطاءك بل أن تعرف أسبابها .
• من غدر بك مرة فالذنب ذنبه ومن غدر بك مرة أخرى فالذنب ذنبك .
• لا يمكنك أن تصنع شيئاً تغير به الماضى و لكن يمكنك أن تصنع شيئاً تغير به المستقبل اليوم يبدأ بالأمس و الغد يبدأ اليوم .
• الخير و الشر يتقاسمان قلب الإنسان و يولدان معه فاذا تغلب الخير أمتلأ به القلب و اطمأنت النفس واذا تغلب الشر فسدت النفس .
• ما من ابن هلك من تاديب أبيه .
• على الابن جنازة الابوين و رعاية قبرهما وعلى البنت رعايتهما فى شيخوختهما .
• أغرس اليوم شجرة تجد ما تستظل به فى الغد .
• أنظر إلى الإنسان كما هو .. ليس كما كان أو كما سيكون .
• هناك أناس كالتماثيل لا تعيش ولا تموت .
• شجرة الأصل هى التى تستظل فروعها بجذورها .
• قطيع يرعاه ذئب .. قوم يسودهم ظالم .
• العقل هو التاج الوحيد الذى يزين الرأس ولا يقع من عليها .
• اذا اردت ان تحتفظ بصداقة جارك فلا تنزع السور الذى يفصل بين داريكما .
• العقارب التى لا تقطع اذنابها لا تسلم من سمومها .
• ليست الحكمة ان تعرف كل شئ بل الحكمة أن تعرف قيمة كل شئ .
• لكى تحكم نفسك أستخدم رأسك و لكى تحكم الأخرين أستخدم قلبك .
• أقدام متعبة وضمير مستريح خير من ضمير متعب و أقدام مستريحة .
• الماء الجارى لا يتغير صفاؤه ولا مذاقه و الماء الراكد سرعان ما تعلوه الحشائش و يفقد مذاقه هكذا الحياة تحييها الحركة .
• لحم الأسد يكسر أسنان الثعلب .
• أفضل الثمار أبطأها نضوجاً .
• أن تبدأ بالشك حتى تصل إلى اليقين خير من أن تبدأ باليقين لتنتهى بالشك .
• عامل الصديق كشخص قد ينقلب يوما عدوا لك . و عامل العدو لشخص قد يصبح يوما صديقاً لك .
• الحقيقة التى توليها ظهرك تطعنك فيه .
• الحقيقة التى توليها ظهرك تطعنك فيه .
• لا يعرف الإنسان قيمة الينبوع الا عندما ينصب ماؤه .
• المغرور كالطائر كلما أرتفع صغر فى عين الناس .
• المغرور كالطائر كلما أرتفع صغر فى عين الناس .
• من يمتطى الأسد يحار كيف ينزل من على ظهره .
• ليس المهم أن تعطى .. بل المهم ماذا تعطى وكيف تعطى ولمن تعطى و متى تعطى ؟
• ليس كل نافع بمستحب ولا كل ضار بمكروه .
• الإنسان يمكنه أن يتحكم فيما لا يقول أكثر من تحكمه فيما يقول .
• من يملحق فى الشمس ليعرف أسرارها يصيبه لعمى فيصبح عاجزاً عن رؤية ما بين يديه .
• البخيل كالدابة التى تحمل التبر و تأكل التبن .
• السهم الذى ينطلق لا يعود فتأكد من التصويب .
• من يعيش فى الظلام لا يمكنه مواجهة النور القوى .
• ليست الحكمة أن تعرف الطريق بل الحكمة أن تسير فيه .
• من مدح رجلا بما ليس فيه فقد بالغ فى هجائه .
• ظالم نفسه من يتواضع لمن لا يكرمه و يذهب و يلجأ لموده من لا ينفعه .
• ليس القوة فى الا نسقط . بل القوة فى أن ننهض كلما سقطنا .
• لا يخون الكلب صاحبة لأنه ليس من بنى الإنسان .
• كثيراً ما يكون الإبتعاد عن الناس أكثر تسلية من وجودهم أو مصاحبتهم .
• لا تبح بأسرارك لخادمك .
• لا تدعى أن البئر عميقه اذا كان الحبل قصير .
• حاكم مستبد .. أشد فراسة من وحش مفترس .
• أنظر إلى من يقول لا ما يقول تعرف حقيقة ما يقول .
الالعاب الاولـمبية فـى مصـر الفرعـونية
بداً اهتمام المصريون القدماء بالرياضة البدنية كوسيلة للتدريب العسكرى أبتداء من العهد العتيق مع ظهور الاسرة الاولى التى اسسها القائد العسكرى مينا موحد القطرين عام5600 ق.م (التقديم التحوتى . بدأت التدريبات بمختلف أنواع المصارعة والمبارزه واعتدت فى نفس الوقت الى الرياضة الشعبية . اما الرياضة النسائية فقد ظهرت فى نفس الوقت كما ظهرت نقوش بعض الواح الاوستراكا ونقوش المقابر بالرقص التوقيعى المرتبط بطقوس العباده لينتقل الى الرقص الشعبى الترفيهى مع خروج الالات الموسيقية المصاحبة له الى المجتمعات والمناسبات والاعياء ويجد الرقص مكانه وحركاته فى مختلف الالعاب الرياضية وقواعد ممارستها .
لقد اوحت الالات الموسيقية التى فرحت لتصاحب الرقصات التوقيعية وحركات الرياضة البدنية الى ظهورمختلف المعدات والادوات التى تعمل بدورها على تخطيط ممارسة الالعاب كالكرات بانواعها والمضارب والاكياس والعصى والاطواق والشباك والتى تحول ممارسة كل منها الى رياضة خاصة لها طابعها واسالبيها وقنونها ومبارياتها.
بلغت الرياضة اوج اكتمالها وما وضعه المؤرخون بالعصر الذهبى للرياضة مع بداية الدولة القديمة وعصر الاهرامات (2780-2281ق.م) وهو العصر الذى اهتمت فيه الدولة بالرياضة وعملت على نشرها ورعايتها فى جميع المحافظات والاقاليم وخصصت لها مدربين مدنيين وعسكريين وكان للمباريات الرياضية بالاشتراك مع مباريات الرقص التوقيعى مكانا مرموقا فى المناسبات الدينية والشعبية والاعياد العامة .
كما قاموا باعداد مساحات خارج المدن للتدريب على الرماية والصيد وكانوا يطلقون عليها اسم رياضة الملوك وكانت تزين وتعد فى المناسبات العامة والاعياد لاقامة المباريات الرياضية العامة لمختلف الالعاب الرياضية والبهلوانية التى يشترك فيها الاقزام والعبيد من مختلف الجنسيات بمصاحبة الموسيقى والرقص التوقيعى.
لقد قام احد الباحثين بعمل دراسة لحصر انواع الالعاب الرياضية الرسمية العسكرية والشعبية البرية منها والبحرية ذات القواعد الفنية المنتظمة التى مارستها المصريون القدماء فى الدولة القديمة فوجداتها تبلغ ثمان وستون رياضة او لعبة رياضية . ويبلغ عدد الادوات والمعدات المستعملة ابتداء من انواع الكرات الى الاكياس والشباك والاطواق والعجلات مالايقل عن سبع واربعين وحدة بينما الات الموسيقية التى تصاحبها فى الايقاع بلغ عددها سبعا وعشرون آله موسيقية مختلفة ابتداء من الناى الى القيتار الى الهارب الذى يطلق عليه العالم اسم ملك الالات.
الالعاب الاولمبية بين مصر وبلاد الاغريق :
ان الالعاب الاولمبيةالتى اصبحت شاغل العالم الحديث وتمتد جذورها الى اعماق العالم القديم. نسب التاريخ اسمها الى "اولمبيا" اول مدينة رياضية فى التاريخ .
فكر هركولين (هرقل) فى انشاء مدينة رياضية تقام فيها دورة الالعاب الرياضية المختلفة تشتمل الركض بانواعه والقفز ورمى القرص والرمح والحركات الجمبازية والمصارعة والملاكمة.. وغيرها من الالعاب الرياضية الغربية والتى لم يكن لها وجود عندهم قبل اتصالهم بالمصريين عندما كانت جميع تلك الالعاب يمارسها المصريون رجالا ونساءا واطفالا من الالف السنين حتى وصفها احد قدماء المؤرخين الاغريق بقوله عند زيارته لمنطقة بنى حسن " ان الرياضة تجرى فى دماء المصريين حولوها الى صلوات تقربهم الى الهتهم"
لذلك اختار هرقل مدينة " اولمبيا" حيث يقع جبل اوليمب ويبلغ ارتفاعه 2917 مترا، مما يجعل قمته تحتجب وراء السحب . ويرجع هذا الاختيار الى اعتقاد الاغريق بان قمة اولمبس الغائبة وسط السحب مقر سرى يهبط اليه زيوس كبير الالهة وهو الاله "رع رب الارباب" المصرى الذى له ومن حق رعاية الاحتفالات واعياد الرياضية المقدسة وهو ما نقله الاغريق عن معتـقـدات قدماء المصريين فنقلوها الى بلادهم واطلقوا عليها الاسماء الافريقية المعروفة ابتداء من "زيوس" الاله رع رب الارباب الى كثير من الالهة المصرية التى تحمل صفات القوة والصحة والجمال وغيرها مما يرتبط بالرياضة ويرعى اهلها على جبل "الاوطب" حيث يجلس الاله على عرشه فوق قمة الجبل . ووصل تمسكهم بمعتقدات المصريين ان اطلقوا اسم المعبوده "نبث" (اثينا) على عاصمة بلادهم وهى معبوده معبد زايس الذى كان يحج اليه كثير من علماتهم امثال سولون وافلاطون وكريتنياس.
فجميع ما ارتبط بواقع تلك الاساطير ما هو الا امتداد احضارة مصر الفرعونية مهد الحضارات لتلقى ضوء شعلتها على شواطئ اوروبا الجنوبية لتطع بذور حضارة اوروبا الحديثة التى خرجت من الاغريق والرومان .
بعد انشاء مدينة اولمبيا اقميت بها اول دورة اولمبية عام 779 ق.م أى بعد 1500 سنة من قيام دورة الفراعنة.
وكان الاحتفال يبدأ بان يقسم الرياضيون بالتعهد على الالتزام بالاخلاق الكريمة والولاء للوطن . وبما يرضى الاله رب الارباب والالهة التى ترعى الانسان بالرياضة.
الالعاب الاولمبية فى مصر الفرعونية :
بدء التخطيط للالعاب الاولمبية ودوراتها الرياضية القومية فى اوائل الدولة الوسطى فى اعقاب عصر الاضمحلال الاول وذلك فى عهد الملك "امتحتمت الاول" مؤسس الاسرة الثانية عشر عام 2130ق.م مع بداية ثورة التحرير بعد اخضاع مختلف المقاطعات والاقطاعيات المصرية وتوحيد البلاد ووصل السلسة التى تربط حلقاتها محافظات وجهى مصر المعروفة التى مزقتها الشيوعية فى عصر الاضمحلال.
وضع الملك نصب عينية كما تشير برديات الحكم اعادة اواحد العلاقة الاجتماعية وادماجها فى الروابط الثقافية والرياضية بين ابناء الشعب وهو ما وصفوه ببناء الكيان الجثمانى للشعب والجميع بينه وبين الكيان العسكرى للرود عن الوطن بعد التحرير . اى الجمع بين الثقافة والرياضة والصحة فكانت الثقافة مكملة للرياضة فى مختلف نواحى تدريباتها.
اختار الملك امتحتمت الاول عندما استتب له الحكم موقعا استرايتجيا يتوسط الوادى ويقع فى منتصف المسافة بين قطبية السياسيان "منف وطيبة" فى منطقة وادى الغزال بالقرب من اسيوط. والمنطقة التى وقع عليها الاختيار تتكون من واد منبسط تحيط به سلسلتى الجبال الشرقية والغربية. تبلغ مساحته 1260 كيلومترمربع (70*18 كيلومتر) وهى منطقة محمية طبيعيا من العوامل الجوية والعواصف الرملية على مدار السنة. بدات الفكرة فى اعداد الموقع ليكون مركزا للتدريب العسكرى لشباب جميع محافظات الدولة بدلا مما كان متبعا فى عصر الاقطاع من استقلال كل محافظة بقوات دفاعها .
لما كانت التدريبات العسكرية بتدا باللياقة البدنية والرعاية الصحية وعلاقة كل منها بالثقافة العلمية والفنية . فقد تم التخطيط الرياضى بوضع الاسس العلمية والفنية لمختلف الالعاب الرياضية واحياء جميع انواع الالعاب الرياضية القديمة التى اشيرت بها حضارة مصر والتى كانت قد اضمحلت خلال عصرالاضمحلال الذى حل بمصر فى اعقاب الدولة القديمة وطوى عصرها الذهبى .
عمل الملك على تجميع كل انواع الرياضة وادواتها ومعداتها وجمع خبراء ممارسى الانواع المختلفة من الالعاب الرياضية من مختلف المحافظات فتمكن خلال بضع سنوات من احياء جميع انواع الرياضة التى بدأت كجزء من التدريب العسكرى ثم انتقلت لتصبح الرياضة والعابها الحرة نواة لانشاء النوادى الرياضية بكل محافظة من المحافظات وتنتقل فيها الى المنافسة الاقليمية فى المباريات بين المحافظات وتتدرج الى ان تصل الى مستوى المباريات الاولمبية بين محافظات البلاد.
لقد نجحت التجربة الاولى التى قام بها أمتحتمت الاول فى تكوين اول جيش مركزى موحد بعيدا عن تاثيرات مختلف القوى المتصارعه من بقايا عصر الاضمحلال . وكانت المفاجأء الثانية عوده الروح الرياضية الى جميع البلاد التى كانت تجمع بين التدريبات العسكرية ومختلف انواع الرياضة سواء فى المصارعة بانواعها او كرة القدم وكرة السله أو كرات اليدوية والاطواق والشيش والالعاب المائية والاكروبات مايختص منها بالهوايات الخاصة او الاحتراف . وكان خريج التدريبات العسكرية عند انتهاء من تدريبه يحمل معه عند عودته الى البلد ادوات ومعدات اللعبة التى تخصص فيها ليمارس تخصصة ويدرب اهل بلده فى النوادى والملاعب التى تقيمها له الدوله كجزء من الثقافة الرياضية العامة .
ولم يقل اهتمام الملك "سنوسرت الاول" ابن امتحتب وقراهتم بتربية ابنه " امتحتمت الثانى" ثالث ملوك الاسرة الثانية عشر والذى عاش منذ طفولته فى ذلك الجو الرياضى فكان له الفضل فى ادخال رياضة الاطفال فى المدارس واقامة مباريات الاطفال واشتراكهم فى مختلف المناسبات والاعياد واعداد ملاهى الاطفال .
وعندما تولى" أمتحتب الثانى " الحكم عام 1938ق.م قام بتحويل "وادى الغزال" مركز التدريب العسكرى والذى كانت تقام فوق ارضة جميع انواع الالعاب لرياضية المدنية والعسكريه وقام بتحويله الى مدينة رياصية لتربية الشعب وبناء ثقافته لمختلف فئاته وطبقاته كما خصص مكانا لشباب جميع المحافظات حيث اعتبرت الرياضة ناحية من نواحى التخصيص العلمى واطلق على المدينة الرياضية اسم " منعات خوفو" اى "مرضعة الجلالة " كما وضعت المدينة تحت رعاية واشراف المعبد عندما اعترفت الدولة بان الرياضة ركن من اركان المعرفة المقدسة وعلومها التى فرقتها العقيدة.
احتفلت مدينة "افق حورس" الرياضية رسميا باقامة وافتتاح اول عيد للرياضة عام 1930ق.م وتحدد يوم الافتتاح بيوم جلوس الملك امتحتب الثانى على العرش وكان يتفق مع اعياد الربيع ، وتشترك فى المباريات الرسمية الفرق الرياضية بمختلف المحافظات وفى نهاية المباريات كانت تهدى الاوسمة والانواط على الفائزين ومن بينهما الالقاب الفخرية لكبارالرياضيين الذين يتكرر فوزهم فى مختلف الدورات. كما كان الافراد ورجال الحاشية الملكية وكان يفخر بعضهم بعدد ما حصل علية من اوسمة فى مختلف العاب الفروسية والمبارزه ومسابقات الصيد البرى الذى كان يحتمل مكانا مرموقا فى الدورات الرياضية ومسابقاتها .
لقد شهرت الالعاب الرياضية ومبارياتها فى مصر القديمة نهضة جديدة بعد انهيارها واختفائها فى ظل الاضطربات التى حلت بالبلاد خلال عصر الاضمحلال الثانى الذى عاصر ضربات الغزو الاجنبى وحكم الهكسوس .
بدأت النهضة بثورة التحرير التى قادها الملك احمس الاول الذى تولى الحكم عام 1578ق.م ليئسس الاسرة الثامنة عشر بداية الدولة الحديثة وظهور الامبراطوريه المصرية وعصرها الذهبى الذى مسجله لها تاريخ الحضارات .
بدأ الملك احمس الاول فى السنوات الاولى من حكمه فى اختفاء اثر ملوك الدولة الوسطى باعاده تنظيم جيش مصر العظيم وتدريباته العسكرية والرياضية باعاده بنائه ببناء مدينتة الرياضية بوادى الغزال الذى اعاد اليه اسمه القديم " افق حورس " وبدأ فى جميع شمل الرياضة والبحث عن ابطال غراوليها وتجميع بقايا العابها وادواتها الموزعة بارجاء المحافظات وتجميعها فى ارض وادى الغزال فتحول الوادى ومدينته القديمة الى مجمع لمزاولة التدريبات الرياضية لجميع ماعرفته البلاد ومارسة رياضيوها طوال تاريخها القديم . ويقوم الخبراء الذين تركز عملهم واقامتهم بالمدينة بتدريب الشباب من ابناء جميع المحافظات على مختلف الالعاب الرياضية مجانب التدريبات العسكرية لاكتشاف قدراتهم الرياضية الخاصة والعمل على تنميتها ليقوموا بدورهم المقدس فى احياء الرياضة وتنميتها عند عودتهم الى محافظاتهم حيث تعاونهم الدولة فى انشاء النوادى الرياضية والملاعب الخاصة وتزودهم بمختلف المعدات والادوات والامكانيات لتدريب ابناء المحافظة عقليا وجسمانيا واعدادهم للمباريات السنوية العامة التى تقام على مستوى الدولة فى مباريات عن الرياضة .
ويذكر التاريخ اول عيد للمباريات العامة اقامة الملك احمس الاول كان فى السنة العاشرة من حكمة اى عام 1568ق.م واشترك فيه عديد من الاسرى الاجانب ودعا لمشاهدته بعض حكام الدول الأجنبية .
حاول اخناتون الاهتمام بالالعاب الرياضية تقليد الجده الملك "احمس" فاقام اول مباريات عامة للالعاب الرياضية فى الوادى الجنوبى لمدينة الدينية "اخت اتون" واشترت المباريات أو عيد الرياضة باشتراك جميع عناصر الشعب افراده وفئاته وطبقاته ابتداء من مباريات الطفولة الى الشباب الرجال والنساء والشيوخ كما اشتركت فى المباريات الفرق الموسيقية والاتها والاغانى والالحان ومؤلفوها، والرقص التوقيعى المصاحب لها والعاب الاكروبات حتى الكاتب المصرى كان له مكان فى تلك المباريات بما يتقدم به من نتاج اعماله الادبية بجانب الممثالون ومبارياتهم فى فنون النحت والتصوير . واختار الملك اخناتون يوم ظهور النجم سبدت (الشعرى اليمانية) الذى يعلن ظهور شمس الاله "اتون" (اله التوحيد) فى سماء ارض مدينتة المقدسة فاتخد من ذلك اليوم مناسبة لعيد الاله وبدء العام وعيد الرياضة التى وصفتها شريعته الدينية بانها ركن من اركان العباده لم يستمر الاحتفال بالرياضة واعياد مبارياتها زمنا طويلا تلك العمارنة بعد الثورة الانقلاب السياسى والدينى الذى اطاح بالمدينة عاصمة الحكم وتسبب فى تجزيب عمراتها وشل نشاطها فى جميع نواحية . ويعود الاهتمام بالرياضة ومبارياتها الرسمية فى الاسرة التاسعة عشر عندما بدأ الملك رمسيس الثانى بجمع شملها واعادة تنظيمها مع ربطها بالتدريبات العسكرية للعمل على بناء اجسام الشباب بالرياضة تمهيداً لاشتراكهم فى التدريبات العسكرية وبناء الجيش الذى حقق به فتوحاته العظيمة وازدهرت الرياضة اثناء حكم حفيدة رمسيس الثالث عام 1168 لتقام المباريات الرسمية بالتناوب بين طيبة الغربية ومنف وحاول اعادة الحياة الى وادى الغزال (افق حورس) موطن الالعاب الاولمبية المصرية الاولى فى بنى حسن بتحويلها الى مركز للتدريبات العسكرية للمتطوعين وجمع المركز بين التدريبات العسكرية والالعاب الرياضية بانواعها حتى استعاد المركز مكانته القديمة وبدء فى نقل المباريات الرياضية الرسمية اليه والاحتفال لاول مرة بالجمع بين اعياد الرياضة المدينة واعياد النصر العسكرية .
توقف الاحتفال بالمباريات الرياضية بوادى الغزال ببنى حسن فى عهد البطالة عندما انتقلت المباريت الرياضية بمختلف العابها لتشترك فى مختلف الاعياد العامة كاعياد الربيع والحصاد والحب والزهور والخمر بجانب مختلف الاعياد الدينية . وتركز اهتمام البطالة على أقامة مختلف الاعياد فى عاصمة ملكهم الاسكندرية ومحافظات الدلتا القريبة منها . كما استقلت محافظات الوجه القبلى والصعيد بالاحتفال باعياد الرياضة الخاصة بكل منها وربط مواسمها باعياد المعبودات الخاصة بكل منطقة وكانت المعابد تقوم بدور فى الاشراف على الرياضة ودعها ماديا فى محاولة ربط الرياضة بالعقيدة .
الالعاب الاولمبية .. وانتقالها من مصر الى اليونان
انتقلت الالعاب الرياضية من مصر الى بلاد الاغريق عن طريق الغزو المصرى للبلاد الاسيوية المتاضمة لمقدونيا والبلاد الاغريقية خلال فتوحات الدولة الحديثة (1578-1150ق.م) تتبعها مرحلة الغزو الاجنبى فى القرنين التاسع والعاشر قبل الميلاد والذى نقل فيه الغزاة الكثير من عناصر الحضارة المصرية فى العلوم والفنون والاداب حتى العقيدة الدينية نفسها .
فى مقدمة الشعوب التى اهتمت بالحضارة المصرية وانجذبت باضواءها شعب الاغريق الذى بدأت علاقته بمصر بالعلاقات التجارية عبر الرحلات البحرية وبدأ اندماج الاغريق بالمصريين للتعرف على نوحى حضارتهم ومجالات علوم وثقافتهم لنقلها الى بلادهم وقد ساعد على ذلك الاندماج هجرة جميع علمائهم المشهورين الذين بنووا حضارة الاغريق – هجرتهم اللى ارض مصر لتلقىعلوم المعرفة فى معابد مصر وجامعاتها المشهوره من بينهم اورفيوس وهرميروس وسولون وتاليس وفيثاغورس وافلاطون وسقراط وارسطو وكثير غيرهم مما ينسب اليهم الفضل فى الحضارة الاوروبية الحديثة متجاهلين فضل مصر عليهم والتى نقلوا عناصر حضارتها الى العالم اجمع. كما انقلوا فنون الحرب والقتال عن المصريين والتى طوروا بها اسلحتهم وسفنهم الحربية ونقلوا معها بطبيعة الحال فنون الرياضة والعابها لارتباطها بالتدربيات العسكرية بل وانتقل مع الرياضة الالات الموسيقية المصرية ما عرف عنهم فى تاريخهم القديم قبل اتصاليهم بمصر وحضارتهم وقد امتد شغفهم بالحضارة المصرية الى كثير من الهه قدماء المصريين الى معتقداتهم ابتداء من الاله زيوس رب الارباب اله الشمس عن المصريين الى ايزيس وغيرهم من الهه الحب والجمال والحرب والطب والرياضة واطلقوا على كل منها اسماء اغريقية ونسجوا حولها الاساطر التى اشتربها الادب الاغريقى المعروف . كما كان حبهم للمعبوده "نيث" المصرية معبوده معبد "زايس" الذى كان ينتمى اليه الكثير من علمائهم ويتبارك بها رجال البحران اطلقوا اسمها على عاصمة بلادهم ايثنا وهى ترجمة لاسم نيث المصرية وصنعوا لها تماثيلها المشهورة التى تزين كثيرا من المتاحف العالمية معبرة عن عاصمة بلادهم المقدسة التى لازالت تحتفظ باسم المعبوده " اثينا" الى اليوم ويورد البروفسور البريطانى مارتن برخال استاذ علم السياسة بجامعة كورنيل فى كتابة اثينا السوداء نصوصا تاريخية قديمة توكدان الحضارة الاغريقية لم تظهر الى حيز الوجود الا عندما نقل المصريون القدماء حضارتهم الى سكان جزر بحرايجة ويورد نصوصا اخرى تؤكدان الذى بنى اثينا واطلق عليها اسمها مهندسوا مصر.
ويشير برنال فى كتابه "اثينا السوداء" الى بعض المؤلفات القديمة التى تؤكدان المصريين القدماء غزوا بلاد اليونان واحتلوها واستوطنوا بها حتى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتركوا هناك اثارهم ونقلوا الى سكان بلاد الاغريق فلسفتهم وعلومهم وطقوسهم الدينية بل والعديد من الهتهم القديمة وفى مقدمتهم اله التوحيد رب الارباب " زيوس" .
تؤكد مؤرخوا الحضارات ان عمارة مدينة "اثينا" التى قام المصريون ببنائها كما يقوم برنال والتى تعتبر نواة طراز العمارة الاغريقية التى انتقلت اليها نظريات العمارة الفرعونية المعاصرة والتى بدأت بظهور العمود الدوريكى المشهور والذى يعتبرة مؤرخوا فن العمارة والانشاء اساس القواعد المعمارية فى عالم الطرز المعمارية . فالعامود الذى اطلق عليه الاغريق اسمه العالمى"الدوريك" هو صورة طبق الاصل للعمود الفرعونى المفرز الذى ابتكره المهندس المصرى "ايمحوتب" مهندس الاهرامات فى الدوله القديمة فى اول تجربة لحمل اسقف المعابد على اعمدة فى تاريخ العمارة قبل انتقاله الى بلاد الاغريق واثينا بـ 2500عام هناك عدة اعمدة لازالت قائمة فى منشأت الهرم المدرج بسقاره وتطلق عليه بعض المراجع اسم عمود " بنى حسن" عندما احتل مكانه فى المنشأت الرياضية والدينية وواجهات المقابر فى مدينة الاولمبيات المصرية الاولى التى احتلت اعمدة الدوريك المصرية واجتهاتها وحملت اسقف قاعاتها وتزنيت حواتطها وواجهاتها بصور ورسوم مختلف الالعاب والمباريات وهو نفس العمود الذى انتقل بدورة ليظر فى منشأت الملاعب والمعابد بجبل الاولميب الاغريقى ليصبح ملاعب بنى حسن عهد الالعاب الاولمبية بصحاتها على جبل الاولمب .
ان الالعاب الرياضية التى انتقلت من مصر الى بلاد الاغريق وتنظم لها المباريات على جبل الاولمب فقد اشتملت على جميع انواع القوى والمصارعة والمبارزه بانواعه خاصة جميع الالعاب التى تجمع بين الرياضة الحرة والتدريبات العسكرية كما اشتركت المراة فى كثير من المباريات خاصة العاب الكرات والجمباز والرقص التوقيعى – كما نقل الاغريق عن المصريين اشتراك الفرق الموسيقية والاتها لمصاحبة المباريات والاحتفال بعيد الرياضة.
ان فكرة اقامة اعياد كبرى للرياضة على فترات متباعدة كما هو متبع فى اقامة الدورات الاولمبية اليوم فقد ظهر ذلك التقليد فى الدولة الحديثة اثناء حكم رمسيس الثانى حيث كانت دورة الالعاب الاولمبية تقام كل عام ويطلق عليها اسم حورس حامى الرياضة والرياضيين فاقام المصريون عيداً قوميا خاصا للرياضة تحمل اسم اوزوريس اله الخير ورمز التوحيد اختارو الدورتة السنة الرابعة من التقويم الشمس الرباعى الذى يضاف فيه يوم الى ايام السنة (السنة الكبيسة) فاطلقوا على ذلك اليوم اسم اوزوريس والذى تحمل الدورة الكبيرة التى رعاها كل اربعة سنوات . ربما كان ذلك التقليد قرأ تنقل الى الدوره الاولمبية الاغريقية ليعبر اليوم عن نفسة ويثبت الاجديد تحت الشمس.
الـفـراعـنة والـريـاضـة
صحة النفـس مـن صحة العـقـل، وصحة العـقـل مـن صحة الجسد.
هكذا احتلت الرياضة مكانها بين دساتير حياة المجتمع التى بطها الفراعنة بالعقيدة فوضعوا تشريعات لاصولها ونظما لقواعدها صبحت الرياضة ركنا من اركان العقيدة وضرورة من ضرورات الحياة ، وضعو لها قواعد ونظريات ممارستها كعلم من علوم الحياة وفن من فنونها اضفت عليه العقيدة قدسيته اسوة بمختلف المقومات التى ارست دعائم الحضارة المصرية القديمة وطبعتها بطابعها المميز الذى جمع بين الاصالة والاستمرار والخلود.
بذلك قدم الفراعنة للعالم اسس مثلث الرياضة والالعاب الرياضية الذى نطقت به حكمة العقيدة ذلك المثلث الرياضة المرتبط الاضلاع الذى يتمثل فى رياضة الروح اى الرياضة النفسية .. ورياضة العقل اى الرياضة الذهنية .. ورياضة الجسد اى رياضة البدنية ظهرت جميعها مع اول شعاع فى فجر الحضارة واستمرت عبر تاريخ البشرية لتمسك قبضتها بشعلة الالعاب الاولمبية وتترك بصماتها على مباريات العصر الحديث .
الالعاب الرياضية
الرياضة البدنية
الصيد والرماية :
أقدم رياضة عرفتها البشرية .. نشأت مع الانسان كسنة من سنن الطبيعة ووسيلة للبقاء على حياته . مارسها بالغريزة كيفية كائنات المجتمع الحيوانى الذى يحيط به ليدفع عن نفسه بما أمدته الطبيعة من أسلحة فى مقدمتها العقل ، ويحصل على غذائه بما يقوم باصطياده وافتراسه ممن يشاركه فى عالم الغابة.
رياضة تطورت بتطور المدنية . تحول من الدفاع عن نفسه وبيته وأرضه من الحيونات الضارية الى الدفاع عن نفسه وبيته وأرضه من المغيرين والمعتدين من بنى جنسه تحولت أسلحة من أسلحة لرد عدو ان الجنس الحيوانى الى أسلحة لرد عدو ان الجنس الانسانى كوسيلة جديدة للبقاء على حياته تحولت رياضة صيد الحيوان .. الى رياضة صيد الانسان ..
فتاريخ رياضة الصيد والرماية فى مصر القديمة وهى تقدم رياضة يمارسها المصرى القديم . ومنها خرجت جميع أنواع الرياضة والعابها – بدات قبل ظهور الحضارة نفسها فقد تركت لنا العصور الحجرية القديمة وعصور ما قبل التاريخ ومنذ الالف العاشر قبل الميلاد العديد من الرسوم المنقوشة على صخور التلال الحجرية المتناثرة فى مناطق تجواله وترحالهأو على جدران الكهوف فى محاولات استقراره تسجل لنا جميعها صيد الحيوانات على اختلاف أنواعها باستعمال الحراب الطويلة المزودة بنصل مدبب من الاحجار الصوانية الصلبة كما ظهر مع الحراب أقدم أمثلة للاقواس والسهام وظهرت أول محاولات لابتكار أنواع من الفخاخ والشباك البدائية .
كانت صحارى مصر عامرة بالحيوانات كما ظهرت بوفرة فى النقوش والرسوم القديمة ولم يبداً أنقراض بعض أنواعها أو اختفائها الا في القرن العاشر قبل الميلاد . أهم حيونات الصيد التى كثيرا ما رسمت على الاثار منذ فجر التاريخ هى السباع والفهود والفيلة والزراف والنعام والضباع والوعول والغزلان والثيران البرية وفرس النهر والتماسيح والثعالب والارانب البرية.
ويؤكد بعض الباحثين أن اختفاء معظم تلك الحيوانات من مصر أو هجرتها الى الجنوب يرجع الى تغير البيئة والجو حيث ثبت أن الطبيعة فى تلك العصور القديمة كانت تجود بالمطر الذى كان يساعد على نمو الاعشاب ووفرة المياه وهما عاملان اساسيان لمسكنى الحيوان .
تدل رسومات الصيد فى الدولة القديمة أن المصريين قد وضعوا الاصول الفنية لصيد مختلف أنواع الحيوانات أو فى مختلف مناطق الصيد كما عرفوا طريقة أقامة السياج حول مناطق شاسعة من الارض يقوم الصيادون يدفع حيوانات الصيد داخلها ثم تبداً بعد ذلك رياضة الصيد بالسهام وبالاستعانة بكلاب الصيد وقد سجل الفنان المصرى القديم بمهارة فائقة مناظر حلبات الصيد وما يدور فيها أبتداء من اعدادالسياج وطريقة استعمال مختلف الاسلحة والعودة بالغنائم . وكثيرا ما كانت الزوجة تشارك زوجها وترافقه فى رحلات الصيد وتقوم بالعناية بكلاب الصيد واعداد غنائم الصيد وقد عثر على أكثر من لوحة من لوحات الصيد فى الاسرتين الثالثة والرابعة تظهر بها زوجة الامير أو النبيل وهى ترافق زوجها فى طريقه الى الصيد وفى بعضها تحمل له السهام أو أقواس صيد الطيور ، وكثيرا ما كان ملوك تلك الاسرات يأخذون معهم فى الصيد بعض أتباعهم من الصيادين االمحترفين وخاصة فى رحلات الصيد الخطرة .
وكان الصيد فى الدولة الحديثة من أحب ملاهى الملوك وامراء وكبار رجال الدولة . وكان الملوك يتفاخرون بشجاعتهم وقوة سواعدهم ومهارتهم الفائقة فى أصابة الاهداف .
فيصف تحتمس الثالث كيف خرج فى رحلة لصيد الافيال فى سوريا فاصطاد منها مائة وعشرين فيلا . وقد رمى فيلا ضخما دون أن يصيب منه مقتلا فهجم علية الفيل وكاد يفتك بالملك الجرىء لولا تعريض قائدة العظيم أمنمحت حياته للخطر ومبادرته بقطع خرطوم الفيل .
ويفخر الملك أمنحوتب الثالث بأنه فى العشر سنوات الاولى من حكمه قد اصطاد مائة واثنين سبعا وستة وتسعين فيلا وسجل سيتى الاول فى لوحات الصيد كيف كان يترك عجلته ويذهب وحده راجلا يصحبه كلبه الامين ورسم كيف كان يصارع الاسد وجها لوجه بأستعمال الحربة التى يشق بها صدر الاسد بضربة واحدة .
ومن أكثر ملوك الفراعنة هواية بالصيد رمسيس الثانى الذى كان يملك أسدا أليفا يتبعه كالكلب ويرافقه فى القتال وكان يرقد ليلا فى المعسكر أمام مخيم سيده الملك وقد أطلق عليه اسم (( السيد)).
واشتهر رمسيس الثالث برحلات الصيد التى كان يصطاد فيها الثيران الوحشية وسجل فى مدينة هايو قائمة ضخمة بما قام باصطياده من الثيران والاسود التى اصطاد منها ثلاثة أسود فى رحلة واحدة فى صحراء الاهرام .
واشتهر رمسيس الثالث برحلات الصيد التى كان يصطاد فيها الثيران الوحشية وسجل فى مدينة هايو قائمة ضخمة بما قام باصطياده من الثيران والاسود التى اصطاد منها ثلاثة أسود فى رحلة واحدة فى صحراء الاهرام .
وفى الرماية يروى امنحتب الثانى انه كان يطلق سهمه على درع نحاسى غليظ بعرض راحة الكف فتخترق سهامه وانه رمى من فوق عربته وهى تسابق الريح أربعة أسهم على أربعة أهداف نحاسية متتابعة سمك كل منها ثلاثة أصابع فاخترقتها سهامه جميعها وكان يفصل بين كل هدف منها وما يليه أكثر من عشرة أمتار .
ومن أشهر مباريات الصيد وأخطرها فى نظر المصريين كان صيد التمساح وفرس النهر فى "برك سايس" بشمال الدالتا باستعمال الحراب والرماح وقد عنى المصريين بكلاب الصيد ودربوها على مطاردة الانواع المختلفة من الحيوانات وعلموا الكلاب كيف تحاصر اناث الغزال وصغاره وتمنعها من الحركة حتى يضل الصياد ويقيدها بالشباك أو الحبال ويحملها معه حيث كانوا يحرمون قتل اناث الغزال وصغاره أو حتى اصابته بالاسلحة . كما دربوا كلاب الصيد على حماية خيام الصيد وأوكاره من الافاعى والزواحف أثناء الليل .
وفى الدولة الحديثة قاموا بتدريب القطط على صيد الطيور وكان الصياد يحمل قطه معه والذى يطلقه خلف الطيور التى يصيدها بعصا الرماية .
صيد الطيور :
كان صيد الطيور من الهوايات المحببة لدى المصريين فكانت تجمع بين الرياضة والمتعة وكثيرا ما كان الصياد يصطحب زوجته وأولاده لمشاركته فى متعة الصيد .
وقد استخدموا عدة طرق لصيد الطيور فى مقدمتها ومن أقدمها عصا الرماية ( البوميرانج) Boomerang وهى عصا خشبية معقوضة الطرف شكلت بأشكال هندسية دقيقة الصنع ، كانوا يقذفونها الى أعلى بخفة وبسرعة بين أسراب الطيور فتدور فى انحناءات سريعة ثم تعود الى راميها فيتلقفها وهو قائم فى موضعة بعد أن تصيب الطير الذى يتساقط حوله وقد وجدت منها مجموعات كاملة فى مقابر الدولة القديمة وعصر ما قبل الاسرات كما احتفظ توت عنج أموت ببعض أنواعها الدقيقة الصنع ضمن أثاثه الجنائزى .
والطريقة الثانية التى برعوا فيها فى رياضة صيد الطيور استعمال الشباك الكبيرة وترى ممثلة فى مقابر سقارة وبنى حسن وكانت
تصنع من ألياف النخيل وخيوط الكتان .
تصنع من ألياف النخيل وخيوط الكتان .
وشباك صيد الطيور كانت تصنع أيضا وفقا لاشكال هندسية من أشهرها الشبكة السداسية ويبلغ طولها ثمانية اذرع وعرضها أربعة اذرع ، وكانت تغمر بقاعدتها المسدسة الشكل فى الماء بعد اخفائها تحت النباتات المائية فعندما تحط أسراب الطيور فى الماء وتتجمع فوقها يشد الصيادون طرفى الشبكة المتصلة بحبال يسكون باطرافها ويجذبونها بشدة وبحركة سريعة وهم مختفون بين عيدان البردى فتنطبق الشبكة وهى ممتلئة بصيدها . كما صنعوا أنواع مختلفة من الشباك السمان والاوز البرى ابتكروا لكل منها اشمالا فنية الصنع ما زال معظمها يستعمل الى الان .
وكانوا يجمعون طيور الصيد الحية ويربونها فى حظائر خاصة ويعدون بركا خاصة من برك الزينة فى منازلهم حيث تصبح من الطيور والدواجن الاليفة .
أما فى صيد الاسماك فقد كان المصرى القديم أول من أبتكر الشص (السنارة) وأول من استعملها ، صنعها من البرونز كما ابتكر رياضة صيد الاسماك بالحراب والخطاف وهى الرياضة التى انتقلت الى أستراليا مع الصيد بالبوميرانج.
أما صيد الاسماك بالشباك فقد ظهرت رسومها على جدران كثير من المقابر ابتداء من الاسرات الاولى والدولة القديمة وقد وجدت الشبكة التى يلقيها الصياد بمفرده فى الماء فى جميع العصور بنفس الطريقة التى تستعمل بها الان . ثم الشباك الكبيرة التى يشترك فى سحبها مجموعة من الصيادين وكانت لها عوامات من الفلين والخشب من أعلى واثقال من أسفل وكان نسيجها متسع الفتحات لتترك المجال لنمو الاسماك الصغيرة وعدم صيدها لتكاثرها حفاظا على الثروة المائية كما استعملت الشباك المماثلة التى تجرها سفينة أو تشد بين قاربين .
كما ظهرت أنواع عديدة من الشباك اليدوية ذات المقابض الطويلة أو الاوانى الشبكية المعروفة باسم (البجمة) التى ما زال استعمالها سائدا الى الان فى كثير من البلاد الشرقية .
المصارعة :
ظهرت رياضة المصارعة ومبارياتها فى كثير من النقوش واللوحات القديمة فى عصور ما قبل الاسرات . فقد ظهرت محفورة باتقان على لوحات من العاج ومقابض الخناجر التى ترجع الى عصر نقادة الاولى كما وجدت أمثلة منها محفورة على مقابض الاسلحة ولويحات الاوستراكا فى مقابر الاسرة الاولى مما يدل على أنها استمرار لطرق وأصول منظمة ظهرت قبل ذلك العصر بفترة طويلة .
وتعتبر المصارعة من أقدم أنواع الرياضة التى عاصرت رياضة الصيد فى جميع مراحلها . وكانت موضع اهتمام خاص فى الدولة القديمة حيث كان يمارسها الشعب بجميع طبقاته ، وكانت من الالعاب الرياضية التى تدرس فى المدارس وتعقد لها المباريات فى مختلف المناسبات الدينية والشعبية والاعياد القومية ونعد لها ساحات خاصة فى الاسواق والميادين . وفى لوحات الدولة القديمة وجدت كثير من الصور والنقوش التى تمثل أوضاع المصارعة التى كان يدرب عليها الاطفال والشباب من الصغر ، وقد وضعت لها قواعد وأصول وبشرف عليها معلمون ومدربون محترفون .
وقد سجلت احدى اللوحات المنقوشة على جدران مقبرة الوزير بتاح حوتب (الاسرة الثالثة 2400ق.م ) مختلف أوضاع المصارعة التى يؤديها الصغار من الشباب ويشترك معهم ابن الوزير وتظهر الرسوم الاصول الفنية وببساطة أوضاعها التى وضعت لتلك المصارعة والتى تختلف عن أصول المصارعة وحركاتها التى وضعت لمختلف الاعمار والمستويات . وسجلت برديات ذلك العهد اهتمام أبناء الملوك والامراء وتفاخرهم باقتنائها والتفوق فيها فى المباريات العامة كما كان هناك مدرب خاص لابناء الملك خوفو يشترك معهم فى التدريب أبناء الامراء وكبار رجال الدولة .
وبلغت رياضة المصارعة أوجها ونضوجها فى الدولة الوسطى (2100-1850ق.م) حيث دلت رسومها وصورها الوفيرة التى غطت حوائط وجدران الكثير من المقابر أنها أصبحت أكثر تطورا ونضجا ومهارة .
تحوى مقابر بنى حسن (مقابر حكام اقليم الغزال- الاقليم السادس عشر من اقاليم – الوجه القبلى مجموعات قيمة من صور المصارعة وهى منحوتة فى الصخر أو منقوشة على الجدران برسوم ملونة فوق طبقة من الملاط ومن اهم المقابر التى احتفظت بتلك النقوش مقبرة الحاكم أمينى ومقبرة باقت ومقبرة خيتى التى تجمع بين المصارعة والتدريبات الرياضية العسكرية وتشرح صور المصارعة فى مقبرة أمينى الكثير من أوضاعها وتفاصيل حركاتها الفنية التى كان يؤديها خبراء ذوو مران وتشير برديات ذلك العصر الى انه كان بينهم محترفون يتكسيون من مبارياتهم وعرض العابهم وكانت هناك القاب خاصة للمحترفين والمدربين كما كان لرياضة المصارعة وأبطالها رعاية خاصة من أمراء الاقاليم الذين كانوا يجدون متعة كبرى فى مراقبة تمريناتهم الرياضية وكان لكل اقليم فريق خاص يعتز به ويشترك به فى المباريات العامة والدورية بين الاقاليم .
وفى احدى لوحات مقابر بنى حسن رسم المصور المصرى القديم 220 وضعا مختلفا من أوضاع المصارعة تشرح قواعدها وأصولها وتقاليدها وتشرح بعض الرسوم كيفية بداية المباراة عندما يواجه كل من الخصمين زميله ويتمهل فى الهجوم حتى يفرغ خصمه من عقد حزامه حول خصره ثم تبدأ المباراة باشارة متبادلة من كليهما وتبدأ المباراة هادئة ومنظمة وتتطور الى العنف بعد أن يدرس كل منهما خصمه بدقة .
وفى الدولة الحديثة (1570-1150ق.م ) دخلت المصارعة مرحلة أخرى بعدما أصبحت من التدريبات العسكرية التقليدية وظهر ما أطلق عليه المصارعة المسلحة والتى تشبه الى احد كبير تدريبات فرق الفدائيين وكانت تقام لها مباريات خاصة فى المناسبات العسكرية القومية وأعياد النصر الحربى وفى الحفلات التى كانت تقام خاصة عند تلقى الجزية من المستعمرات المصرية فى عهد الامبراطورية .
كما كان يشترك فى المباريات ضباط من الاجانب والمصارعين من الاسرى الذين يكافئهم فرعون بتحريرهم والافراج عنهم اذا انتصروا فى المباريات . كما كانت تظهر فرق المبارزة من المحترفين والمدنيين بفرقهم الخاصة لمباراة العسكريين .
وبدراسة المباريات الرياضية فى الدولة الحديثة نجد أنها وضعت أسس المباريات العالمية فى الرياضة حيث كانت تقام المباريات فى بلاط رمسيس الثانى وتظهر بها جنسيات مختلفة من المتبارين وكانت تغطى رءوسهم وأذقانهم أحزمة من الجلد ويظهر الفريق المنتصر وهو يتقدم لتقبل التهنئة والهدايا من الملك . وكان الامراء والنبلاء يتنافسون فى الاشتراك فى تلك المباريات لاظهار مهارتهم ومقدرتهم أمام الملك .
وكما كان لبداية المصارعة تقاليدها التى صورتها نقرش الدولة الوسطى فقد ظهر تقليد جديد فى الدولة الحديثة حيث كانت المباراة تبدأ بأن يشد كل لاعب على يد مناسبه بيسراه ويجذب عـنقه بيمناه وهو تقليد يهدف به اللاعب اختبار بأس خصمه . كما كان يشترط للفوز أن يجبر المغلوب على ان يلمس الارض بثلاث نقط كاليدين والركبة والاكتاف ويتساوى أن تمدد المغلوب على بطنه أو على ظهره .
ومما يلفت النظر أن تلك الاشتراطات تعتبر من أصول القواعد التى تخضع لها مختلف ألعاب المصارعة فى العصر الحديث .
العاب المبارزة
لا شك فى أن العاب المصارعة التى بدأت مع الحضارة الفرعونية من عصور ما قبل التاريخ هى النواة التى تفرعت منها الكثير من الالعاب الرياضية فظهرت المبارزة التى كانت تطورا طبيعيا لبعض أنواع المصارعة بعد أن أدخلت فى التدريبات العسكرية وتمارينها واستعراضاتها فظهرت المصارعة بالاسلحة أو المبارزة مع بداية الدولة الحديثة وكانت أول أسلحتها العيدان الخشية ذات الرءوس المدببة والاسياخ المعدنية والتى لم تكن تختلف عن المبارزة بالشيش المعروفة حالياً وكان المتبارزون يغطون رءوسهم وأذقانهم بأحزمه وخوذات من الجلد وفى كثير من الحالات كان اللاعبون يحمون سواعد دفاعهم بأربطة جلدية يتلقون بها الضربات . بجانب مبارزة الشيش ظهرت أنواع مختلفة من المبارزة بالخناجر والمبارزة بالسيوف .
تعد ألعاب المبارزة بالسلاح بصفة عامة امتداد (للتحطيب) الذى كان من الالعاب والمباريات الشعبية المستحبة والشائعة بين المصريين من أقدم العصور وخاصة فى الريف وكانت تلعب بعصى اختلف تصويرها .
كانت فى اول ظهورها باستعمال عيدان الغاب الذى ينمو على شواطىء النيل ثم استعملت عيدان سعف النخيل وعندما أنتقلت الى المدن صنعت لها عصى خاصة خلال الدولة القديمة من سيقان الاخشاب الصلبة وتزود العصا بمقبض جلدى كما كان اللاعب يتلقى ضربات خصمه بترس صغير ضيق يشده الى ذراعه اليسرى بشريط من الجلد مماثل لما ظهر فى المبارزة بالاسلحة وقد تفنن المصريون فى فن التحطيب فى الدولة الوسطى فظهرت أشكال مختلفة للعصى اختلفت فى الطول والسمك وقد ينزل اللاعب الى المبارزة بعصاتين واحدة يضرب بها وأخرى يرد بها ضربات خصمه .
لقد اقترنت كل لعبة من ألعاب لروسية المبارزة والتحطيب برقصات توقيعية خاصة ابتكروا حركاتها من حركات الالعاب نفسها كانوا يقومون بها بمصاحبة للفرق الموسيقية فى الاعياد وحفلات الترفيه التى تعقب المباريات والمسابقات .
لقد ظهر ضمن صور المصارعة فى لوحات سقارة وبنى حسن وما ارتبط بالمصارعة من ألعاب رياضية ابتكرها المصرى القديم فكان له قصب السيق فى اكتشافها ووضع أصولها حمل الاثقال حيث صورت النقوش كيف كان يتدرب الشباب على رفع أكياس خاصة من الرمل الى أعلى بطريقة النطر بيد واحدة ، أو أن يرفع كل منافس خصمه المماثل له فى الوزن بيديه الى اعلى فى وضع أفقى .
ولمصارعة الثيران والقفز فوقها صور من الدولة القديمة وجدت فى مقابر الاسرة الثالثة بسقارة ومما هو جدير بالذكر أنه قد وجدت صور مماثلة لها بتفاصيلها فى حفريات كريت التى ظهرت بعد الدولة القديمة بألف وخمسمائة عام كما ظهرت صورها أيضا فى الحضارة الاغريقية التى ظهرت بعد الحضارة الكريتية بخمسمائة عام وقد نقلت كلا الحضارتين الكثير من الالعاب الرياضية المصرية التى كانت معروفة فى ذلك الوقت وكان لها الفضل فى انتقال الرياضة من مصر الى العالم الحديث بأكمله .
السباحة والعاب الماء :
كان للسباحة هوأيتها التى ظهرت من أقدم عصور تاريخ الفراعنة . وقد خلفت لنا نقوش مقابر الدولة القديمة وكثير من أوستراكا الدولة الوسطى العديد من الصور والرسوم التى تعبر عن اهتمام المصريين بالسباحة واتقانهم لها وشغفهم بها . فوضعوا لممارستها القواعد والاصول الفنية التى ظهرت فى نقوشهم ووصفوها فى كثير من أساطير أدب قصصهم. وصفوا اللقاءات بين المحبين والمباريات بين الشباب فى أحواض السباحة وبرك البردى والبحيرات المقدسة. صوروا قصص سباقات السباحة تحت الماء ومباريات الغوص لالتقاط قطع الحلى التى تكون من نصيب من يلتقطها من أعماق البحيرات والنهر المقدس فى مناسبات الاعياد المقدسة وعيد حتحور الهة الحب والجمال .. ووصف الكاتب القديم مهارة شباب الريف فى مباريات السباحة لعبور النيل فى عيد الاله حعبى اله النيل ووصفت احدى البرديات الارقام القياسية التى حققها المتبارون فىعدد مرات عبور النهر بغير توقف أو السباحة الاستعراضية الطويلة فى مرافقة سفينة حورس المقدسة وهى تنتقل فى النيل بين ادفر ودندرة فى عيد زواج حتحور من حورس . وذكرت احدى برديات الدولة القديمة فى عصر الاهرامات أن أبناء الملك كان لهم مدرب خاص يعلمهم السباحة وأنهم كانوا يشتركون فى المباريات والاستعراضات الخاصة باعياد منف مع المتسابقين من أبطال رياضة السباحة والعابها . كما روى احد حكام أسيوط من نفس العهد انه تعلم السباحة مع أبناء الفرعون فى قصره وانه لا يوجد من ينافسه فى السباحة وفنونها فى اقليمه بأكمله ..
وتقوم قصور مدينة اخناتون بتل العمارنة شاهدا على مكانة السباحة فى الدولة الحديثة . لم يخل قصر من قصور المدينة أو مسكن من مساكن نبلائها من وجود حمام كبير للسباحة فى حديقة . وفى بعض القصور قام المهندس المعمارى يوضع حوضين للسباحة واحد فى الحديقة الداخلية للاطفال والعائلة والاخر فى مواجهة قاعة الاستقبال للضيوف والحفلات وهو ما يقوم دليلا على ما وصلت اليه الرياضة من مكانة فى حياة المجتمع ومقومات حضارته .
ومع رياضة السباحة ظهرت رياضة التجديف التى برع فيها المصريون أبتداء من ملازمتها لرياضة الصيد كما سبق ذكرها . وقد تفنن المصريون فى صناعة مختلف أنواع سفن التجديف والقوارب الشراعية وكانت هواية التجديف من الهوايات المفضلة والمستحبة عند النساء والرجال على السواء . كان للنساء قوارب خاصة تفنن المصرى القديم فى صنعها وزخرفتها . كـن يخرجن للتجديف بها فى بحيرات البردى بالفيوم والدالتا وعلى صفحة النيل وفى الاحواض الخاصة بالقصور فى مختلف المناسبات والاعياد وتصاحب ضربات المجاديف دقات الطبول والدقوق والات الموسيقى وأصوات الغناء مما كان مادة خصبة لكثير من أدباء وشعراء الدولة القديمة فى وصف كثير منها . تصف برديات وستكار التى ترجع الى الاسرة الرابعة سفينة الاميرة مروى ابنة سنفرو (التى كان يقوم بالتجديف فيها عشرون وصيفة من أجمل الغذارى ذوات أجمل الصدور والجوارح ولا يستر أجسامهن سوى غلالات من شباك الصيد وكن يجدفن بمجاديف مكسوة برقائق الفضة على أنغام القيتارات).
هناك أمثلة لا حصر لها فى الادب الفرعونى القديم التى وصفتها برديات وستكار الى الدولة الحديثة التى وصفت مختلف الالعاب والرياضيات المائية التى تشترك فيها النساء مع الرجال حتىعهد كليوباترة ووصف المؤرخين لسفينتها الاسطورية والحفلات الرياضية التى كانت تقيمها خاصة فى عيد الزهور ومواكبه التى كانت من ابتكارها .
ومن الرياضيات المائية التى ابتكرها المصريون ما أطلق عليه مبارزات القوارب . كانت المباراة تبدأ عندما قاربا الفريقين المتنافسين فيتضاربان بعمد طويلة يحاول خلالها كل فريق اسقاط منافسيه فى الماء . وهناك مباريات مماثلة كان سلاح المتبارين فيها أكياس من الجلد أو الكتان ..
العاب الكرة :
الكرة .. أقدم أدوات اللعب التى ابتكرها المصرى القديم من أقدم الازمان .. صنعها من أكياس نسيج الكتان وحشاها بالقش والخيش وهى المعروفة شعبيا اليوم باسم الكرة الشراب ... وضع للعبتها أصولا وتقاليد ما زال معمولا بها لى اليوم لم يطراً عليها تغيير رغم مرور ستين قرنا على ميردها ، وأطلق عليها الفراعنة اسم (حرى سنو) أى مرتين الى الخلف و(داوا سنو) أى الرمية الخامسة . ما زالت تلك الاسماء والتعبيرات يطلقها عامة الشعب على الكرة الشراب الى يومنا هذا .
كما أن لعبة (الحكشة) الريفية التى استعملوا فيها مضارب الكرة صنعوها من جريد النخيل المفرطح الطرف ، أو سيقان الخيزران بجذوره الصلبة المعقوفة ما هى الا لعبة الجولف العالمية بعصيها وطريقة لعبها . وحتى تتحمل الكور ضربات العصى الصلبة الاطراف فقد هداهم التفكير الى كسوتها بجلد الماعز ثم تطورت صناعة الكور المختلفة الاحجام والاغراض الى كسوتها بمختلف أنواع جلد الحيوان خاصة ما كانوا يستعملونها فى الالعاب المائية .
كانت ألعاب الكور بأنواعها التى تفننوا فى ابتكار وسائل وطرق لعبها من الالعاب المحببة الى الشعب بجميع طبقاته . فكانت هناك ألعاب الكرة الخاصة بالاطفال التى تجمع بين التسلية واللهو والتربية الرياضية اللازمة لبناء أجسامهم على اختلاف أعمارهم وهناك ألعاب خاصة بالبنات والنساء تجمع بين الرياضة البدنية وألعاب الجمباز والرقص التوقيعى صوروا الكثير منها على جدران مقابر بنى حسن وسقارة منها الالعاب الثنائية أو المشتركة التى تشترك فيها مجموعة كبيرة من اللاعبات . ومن بين الالعاب المعروفة لعبة الحصان حيث تمتطى كل لاعبة كتفى زميلة لها وتتفاذف اللاعبات بالكور الطائرة برشاقة ومهارة واللاعبة التى تهزم تقوم بدور الحصان فى حمل زميلتها لمواصلة المباراة .
كما استعمل المصريون فى لعب الكور أنواعا مختلفة من المضارب الخشبية يشبه بعضها مضارب كرة الشاطىء والبنج بونج كما كسوا بعضها بالجلد أو سيور الجلد ونسيج الليف التى تشبه مضارب التنس الحالية ، كما ابتكروا ألعاب الرماية بالكور وكانوا يضعون لها أهدافا من التماثيل الخشبية أو لوحات مزينة بمختلف الرسوم والنقوش .
العاب الجمباز والاكروبات :
برع المصريون القدماء فى ألعاب الجمباز والالعاب الاستعراضية وقد حفظت نقوش صور الحياة اليومية التى تزين جدران كثير من مقابر الدولة القديمة والدولة الوسطى مجموعات قيمة من استعراضات ألعاب الجمباز الجماعية التى تشترك فى بعضها الفيتات مع الشبان وتجمع حركاتها الكثير من حركات الاكروبات المعروفة حاليا بأوضاعها الفنية التى تجمع بين الرشاقة والتناسق وكانت هناك أنواع خاصة من الاستعراضات للحفلات الدينية وأعيادها تجمع بين الحركات التوقيعية والتمثيلية التعبيرية كرقصات البالية . وكانوا فى حفلات الاستعراض والمباريات يرتدون أزياء الرياضة الحالة ويتألف الزى من ازار نصفى محبوك على الخصر ومثبت بحزام عريض يحمل شارة الفريق الذى ينتمى اليه اللاعب وأشرطة عريضة يربطها كل لاعب حول معصميه ورسفية . كما كان للمدربين والمحترفين زى خاص يميزهم عن بقية اللاعبين .
رياضة العــقـل :
الـرياضة الذهنية
أما رياضة العقل أو رياضة الذهن وما ارتبط بها من ألعاب وقت الفراغ فقد شملت عددا لا يحصى من الالعاب التى ابتكرها المصرى القديم من أقدم عصور حضارته وبدأ معظمها من عصر ما قبل الاسرات كما كشفت لنا حفريات العصر العتيق فى سقارة خلال مقابر الاسرتين الاولى والثانية (3200- 2800 ق.م ) عدة أمثلة من نماذجها المتطورة واستمر معظمها عبر التاريخ الفرعونى بأكمله بعد تطور فنون اخراجها وانتقل الكثير منها الى الحضارات الاخرى التى ارتبطت بمصر كما وصل بعضها الى عصرنا الحديث ولم يطراً عليه من تغيير الا بعض التعديلات الطفيفة .
من أقدم العاب الذهن والتسلية التى ظهرت مع ظهور الحضارة نفسها وكانت أكثرها شيوعا لعبة (السيجة) الشعبية التى ما زالت تحتفظ باسمها المصرى القديم ومعناه : المحاورة .
كانت لوحاتها تقسم الى 36،16 مربعا ، كانوا يحفرونها أو يرسمونها على الارض مباشرة أو تخطط على الرمال فى الحقول وتعد قطع لعبها من الحصى والاحجار المختلفة الالوان أو الاشكال وهى الطريقة المتبعة الى الان فى الارياف . كما كانت تصنع لها لوحات خاصة من الخشب والارتواز وفى بعضها كانت الخانات ترقم بالرموز والارقام وتشكل قطع اللعب باشكال هندسية من الخشب والعاج أو من الفخار المطى ..
كان كانت لعبة الضامة أو الشطرنج من أقدم الالعاب الرياضة الذهنية التى كان الملوك وعـلية القوم يتبارون فى ممارستها وكانت اللعبة المفضلة عند الكثير من الفراعنة والكهنة وكانوا يحتفظون بنماذج منها فى مقابرهم ضمن الاثاث الجنائزى ، كما سجلت رسومها وصورها على حوائط كثير من المقابر ضمن صور الحياة اليومية لاصحابها ، وقد وصل كثير من نماذجها سواء ما وجد منها فى حفريات العصر العتيق الدولة القديمة بسقارة أو فى مقابر الدولة الحديثة ، كان الفنانون يتبارون فى تصميم أشكال مناضدها ووحدات قطعها ومن أجمل أمثلتها ما وجد فى مقبرة توت عنخ أمون .
وكانت لوحة الشطرنج أو الضامة المصرية مقسمة الى 36،30،18 مربعا مميز عن بعضها البعض بالالوان أو الرموز والارقام .
وكانت قطعها تصنع على هيئـة الناقوس والمخروط ونصف الكرة كما كانت تشكل بعض قطعها بأشكال انسانية وحيوانية تصنع من العاج والابنوس والخشب ويختلف لون كل مجموعة عن الاخرى . كما تفنن المصريون فى صناعة مناضد اللعب وخزائن حفظ القطع وكان بعضها يصنع على شكل مناضد متحركة تفتح وتغلق بطرق فنية مبتكرة وبها أماكن رص القطع .
كما كانت منضدة اللعب التى تعد من أهم التحف الفنية التى يحتفظون بها فى مجالسهم يضم خزائنها أكثر من لعبة من مختلف الالعاب الذهنية وألعاب التسلية حتى يشترك فى اللعب أكثر من شخصين من الضيوف وأصحاب الدار كل على حسب هوايته .
لقد خلفت لنا أثارهم كثيرا من لوحات ألعاب التسلية الذهنية التى كانوا يمارسونها ويتبارون فيها فى سهراتهم وندواتهم من بينها وأقدمها لعبة الافعى الملتوية وكانت لها لوحة خاصة مستديرة الشكل رسم عليها طريق لولبى على شكل أفعى ملتفة ومقسم الى عدد من الخانات والموانع أو التوابع المتتالية التى تحرك عليها قطع مخروطية أو على شكل تماثيل الالهة والمعبودات وتحرك بما يشبه أحجار النرد المستعملة حاليا فى لعبة الطاولة .
كما أن لعبة الدومينو المعروفة حاليا وجدت لعبة مماثلة لها باحجارها وترقيمها فى احد مقابر الاسرة الثانية ومن الالعاب التى كانت شائعة فى الدولة الحديثة لعبة يطلق عليها اسم (الكلب والثعلب) ولوحتها على شكل الدرع يتوسطها رسم نخلة وتتضمن لوحتها 60 تجويفا يساير عشرون منها جانبى ساق النخلة وتعاقبت الاربعون الاخرى حول حوافها أما أوتادها فهى على شكل دبابيس عاجية طويلة تشكل رءوسها على هيئة رءوس الكلاب والثعالب .
لقد خلف لنا الفراعنة عدة نماذج أخرى لبعض الالعاب الذهنية المعقدة أو ما أطلق عليها ألعاب الذكاء والتى تعتمد على الذكاء والخبرة ولكن لم تصل الينا الاسف تفاصيل طرق اللعب الخاصة بها .
رياضة الروح:
الرياضة النفسية
ان رياضة الروح أو رياضة النفس كانت تلقن كعلم قائم بذاته له تعاليمه وطقوس ممارسته التى يعبر عنها بالرقص الدينى وكان جزءا لا ينفصل عن الخدمة الدينية سواء فى المعابد أو خارجها فى الحفلات الدينية .. وقد وصفوا الرياضة الدينية وحركاتها بانها من الفنون الراقية التى يمارسها الالهة والتى تستمتع بمشاهدة طقوسها . وان حركاتها هى لغة التخاطب مع الالهة ، فـفيها ما يعبر عن الدعاء أو الاستمالة أو الاستجابة أو طلب الحماية وابعاد قوى الشر .
ويصف بعض علماء اللاهوت طقوس الرقص الدينى بأنه نوع من الصلاة كما هو الحال فى كثير من الاديان التى تعتمد طقوس الصلاة بها على الحركات الجسمانية والتوقيعية التى تصاحبها الانغام الموسيقية والاناشيد ومنها ما كان يعبر عنه بالرقص الطقسى الذى يعتبر من الطقوس الدينية الجنائزية ومنها الرقص التمثيلى الذى تمثل فيه الحوادث التاريخية الدينية وأساطيرها وقص مظاهرها المختلفة بما يشبه التابلوهات التعبيرية الحية فى فن الباليه الحديث . وتمتد طقوس الرقص الدينى من الحركات التعبيرية والتوقيعية الهادئة الى الطقوس التى تشبه حركات الذكر الحديث .. ان لم تكن الاخيرة امتدادا طبيعيا لها والتى تسير مواكبها حاملة الطبول أو الدفوف وسعف النخيل والسيوف لطرد الارواح الشريرة التى تعترض الموكب أو تعوق مسيرته . وما حفلات الزار الحالية وما يصاحبها من حركات مستيرية الا امتداد لطقوس مماثلة من أنواع الرقص الدينى أو الرياضة الروحية التى قصد بها طرد الارواح الشريرة وشفاء الامراض المرتبطة بها والتى ارتبطت بعلاقة السحر بالعقيدة وطقوسها وقد حاول بعض علماء العصر الحديث فى علوم الروحانيات دراسة علاقة الاوضاع والحركات الرياضية التى ترتبط بتلك الطقوس بالتأثيرات والمؤثرات الطبيعية والكونية .
وكان الرقص الدينى وطقوسه يحتاج الى مران طويل ونوع من التخصص فى المعابد وقد سجلت كثير من الملكات والاميرات أسماء فن فى لوحات المعابد بما يثبت اشتراكهن فى طقوس الرقص الدينى وحفلاته وحمل بعضهن لقب راقصة المعبد الاولى .
كما سجل بعض ملوك الفراعنة صورهم وهم يقومون بتلك الطقوس ورقصاتها ومن بينها رقصة الملك يظهر فيها الملك وهو ممسك بمجداف عند تقديمه القرابين للالهة . وقد تغلغل السحر فى الرياضة الروحية وطقوسها الدينية فى الدولة الوسطى ولعب دورا هاما فى تحديد مختلف أوضاع الحركة التى تمارس فى الطقوس وعلاقة كل منها بما تؤديه من أغراض .
لقد كشفت رياضة الروح والنفس عند قدماء المصريين أن رياضة اليوجا كانت معروفة عندهم وكان لهم السبق فى ممارستها وأنها كانت من الطقوس الدينية . وقد وجدت صور كثيرة من أوضاع اليوجا فى نقوش مقابر حفريات الدولة القديمة قام ببحثها العالمان الفرنسيان سانبوسى ولوبرى فى البحوث التى قام بها كل منهما عن أصول اليوجا وتعاليمها وتاريخ نشائتها وأثبتا ان كهنة الفراعنة كانوا أول من وضع أسس اليوجا وأنهم قاموا بممارستها ضمن طقوسهم المقدسة أبتدا من الاسرة الاولى نفسها أى حوالى عام 3100 ق.م .
كما كشف البروفسور لوبرى أن أول اوضاع اليوجا وهى رفع الذراعين الى أعلا لاستقبال القوى الكونية أو علاقة الروح بالقوى العليا عبر عنها قدماء المصريين بعلاقة (الكا) أى النفس التى صوروها على شكل ذراعين ممدوتين الى أعلا تشيران الى السماء . كما ذكر سانبوسى ان تماثيل فراعنة مصر فى مختلف العصور تشترك جميعها فى وضع واحد معين وهو التقدم بالساق اليسرى الى الامام وقبضة كل من اليدين على قطب مغناطيسى وهى من تمارين تعاليم اليوجا التى تعمل على سيطرة الشخص بقوته وشخصيته على من يقف أمامه .
كما كشف فى نفس الوقت علاقة الحركة فى النحت الفرعونى وصور الالهة وأوضاعها باليوجا أو الحركات المقدسة والتى وجدها لاوضاع معينة وثابتة لم تتغير بتغير فن النحت والتصوير وطابعه من عصر الى آخر كما هو الحال فى الاوضاع الثابتة لتماثيل الملوك وقد لعبت اليوجا دورا كبيرا فى السحر فى مختلف العصور الفرعونية عندما كان كهنة السحر يحتفظون بأسرارها وطرق ممارستها داخل أسوار معابدهم .
وهكذا كان ارتباط الرياضة بالعقيدة هو الذى مهد لخلودها يوضع التشاريع الثابتة لاصولها وقواعدها فتمسك بها الشعب وحافظ عليها لتصبح من تقاليده الموروثة ومن المقومات المميزة لحضارته . وجعل ممارستها من أركان العقيدة لسلامة النفس والعقل والجسد .
نادى العالم بسلامة الجسم لسلامة العقل .
ونادى المصرى القديم بسلامة الجسم لسلامة العقل وسلامة العقل .
مسجد قرطبة الجامع
مهد مولد جامعات الغرب الأوربية ومنار نشأة جامعات الشرق الإسلامية
بقلم د.سيد كريم
• أختار الأوربيون مدريد عاصمة أسبانيا لتكون عاصمة أوروبا الثقافية أو عاصمة الثقافة الأوربية عام 1992 لأن مدريد تختلف من حيث شخصتيها عن العواصم الأوربية الأخرى ولأن العرب كان لهم دور كبير فى ازدهارها ونشاطها قبل ظهور الثقافة الأوربية الجامعية.
فالعرب تربطهم علاقات تاريخية قديمة بالأسبان ويقول أحد علماء الاسبان إن اللغة الأسبانية هى حلقة الاتصال بين أسبانيا والعرب من جهة أخرى عن طريق الحضارة الاسلامية الأندلسية التى عبرت أوروباعن طريق أسبانيا على حين أن الأسبان بدأوا فى تعلم اللغة العربية منذ القرن الثامن عشر وأنشأوا أقساما للغة العربية وأدايها فى الجامعات ودرسوها فى قسمى التاريخ والأثار.
فالاسبانيون يعترفون فى كتاباتهم ودراساتهم وأبحاثهم ومؤتمراتهم بالدور المشرف للاسلام واسهاماته فى التكوين الثقافى لأوروبا وحضارتها الحديثة.
فأسبانيا مقتنعه تماما بدور الإسلام فى تكونيها التاريخى والثقافى والحضارى.
البحث عن الحقيقة
• أين هى الحقيقة فى علاقة العرب بالاندلس ودور تلك العلاقة فى نشر الثقافة فى أوروبا ونشأة الجامعات الأوربية ؟ ذلك الدور الذى مهد للاعتراف بمدريد كعاصمة للثقافة الأوربية؟
بدأت علاقة العرب بالأندلس عندما نجح عبد الرحمن الداخل عام 756م فى تأسيس خلافة أموية فى الأندلس ظلت حاكمة ما يقرب من ثلاثمائة عام ، تحت الخلافة الأموية ورعايتها أينع أسلوب فنى عظيم مسمى بالأسلوب الإسلامى الأندلسى وكان مركز هذا الأشعاع المسجد الكبير الذى أقامة العرب فى قرطبة وأطلق عليه أسم المسجد الجامع "والذى أتخذت منه الجامعات أسمها".
يعتبر مسجد قرطبة الجامع أو جامعة قرطبة التى خرجت إلى حيز الوجود عام 170هـ / 786م أول جامعة شهدها عالم الغرب وكانت تسمى بالجامع الأعظم دار العلوم ومجمع العلماء وكعبة المعرفة.
يعد جامع قرطبة أكبر المساجد الإسلامية فى الأندلس وثالث المساجد الإسلامية الكبرى فى الإسلام بعد مسجدى سامراء وإبى دلف . كانت مساحة مسجد قرطبة المتوازى الأضلاع حيث يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب فى اتجاه القبلة 178 مترا وعرضه من الشرق إلى الغرب حيث أبواب مداخله المتعددة 125 مترا وتبلغ مساحته الكلية 32500 متر مربع وهو مايغطى مساحة قدرها خمسة أفدنة بينما كانت مساحة كل من مسجدى سامراء وأبى دلف 28000 متر مربع على التوالى.
أشهر المساجد
ويعد مسجد قرطبة من أحفل مساجد الإسلام تاريخا وأكثرها أهمية معمارية فى كلتا الناحيتين الانشائية والزخرفية بجانب تجانس مراحل تنفيذه واندماج الزيادات التوسعية فى التكوين الأصلى.
تبدأ قصة بناء جامع قرطبة عندما انتصر عبد الرحمن الداخل فى فتح قرطبة وأصبح أميرا على الأندلس وجعل من قرطبة عاصمة لملكة وبنى لنفسه قصر الرصافة ثم قام بتحويل كنيسة قرطبة إلى مسجد للمسلمين بعدما عوض أصحابها بمبلغ كبير من المال وأقطعهم أرضا شاسعة لبناء كنيسة جديدة خارج المدينة ثم شرع فى بناء مسجده العظيم سنة 169هـ / 785م.
مات عبد الرحمن الداخل الذى لقب بعبد الرحمن الأول قبل أن ينتهى من إتمام بناء المسجد فقام ابنه هشام بن عبد الرحمن بإتمام بنائه وتوسعاته عام 787م وحقق أمنية والده فى إتمام إقامة مالا يقل عن أربعمائة مسجد وبيت للعلم والصلاة لنشر الثقافة الإسلامية الدينية والعلمية بين مختلف طبقات الشعب فى أنحاء البلاد.
وجعل اللغة العربية لغة التدريس فى المدارس والمعاهد الأمر الذى أدى الى دخول النصارى واليهود فى الإسلام وخاصة من انضموا للتعليم الجامعى بالجامع الكبير أو جامعة قرطبة.
مر بناء مسجد قرطبة الكبير خلال أربع مراحل.
قام بالزيادة الأولى أو المرحلة الثانية عبد الرحمن الثانى ومات عبد الرحمن زخرفة البناء القديمة التى اشتهر بها المسجد والنقوش الزخرفية كما سجل أعماله على أحد الأبواب الجانبية أسوة بمن سبقوه فى إقامة الأعمال الإنشائية والزخرفية عبر مراحل التنفيذ المختلفة.
ولقد تضاعفت مساحة بيت الصلاة فى تلك المرحلة بعد هدم جدار القبلة وزيادة المسجد فى جهتها كما أقام أول مئذنة للمسجد على قواعد برج الكنيسة القديمة الذى تهدم.
مسجد قرطبة الكبير
مراحل التنفيذ
عبد الرحمن الأول 786م
عبد الرحمن الثانى 848م
الحكم بن عبد الرحمن 961م
المنصور بن عامر 987م
تمت المرحلة الثالثة فى توسعة المسجد فى عهد الحكم الثانى عام 961م حيث هدم جدار القبلة للمرة الثانية وتم نقلة مسافة أربعين مترا فى اتجاهها وعمل له محرابا جديدا وأكمل القبة الرئيسية الواقعة أمامه والتى تستند على سلسلة من الأضلاع المتقاطعة والتى امتد استعمالها فى عمارة الغرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولما ضاق المسجد للمرة الرابعة بما يؤديه من خدمات للمصلين ولرسالة العلم التى يقوم بها شرع المتصور بن أبى عامر عامل هشام بن الحكم عام 377هـ/987م فى زيادته وتمت الزيادة فى شرق المسجد بطول المراحل الثلاثة الأولى.
دور نشط فى نشر اللغة العربية
يقول المستشرق دوزى كان الفضل لجامعة قرطبة وشبكة المساجد والمعاهد التى تشرف عليها. كان لها الفضل فى نشر اللغة العربية بين الكثير من الأسبان وسارع الكثير من أهل البلاد إلى اعتناق الإسلام طواعية دون ضغط أو اضطهاد مما كان له أكبر الأثر فى احتواء قاموس اللغة الأسبانية الحديثة على أكثر من خمسة آلاف كلمة عربية.
كما يذكر نفس المؤرخ دور الثقافة الإسلامية فى الأندلس فى ازدهار المجتمع ثقافيا وسياسيا مما كان له دور فعال فى تمتع الشعوب المسيحية بالحرية والاستقلال وتحرير الفلاحين من العبودية حيث كان الإسلام أكثر تمضيدا لتحرير الرقيق من النصرانية مما كان سببا فى إزدهار الزراعة والعمال وانتقل أثرها إلى البلاد الأوربية المسيحية الأخرى.
وكان الفضل فى تلك النهضة لجامعة قرطبة التى أرست تعاليم الإسلام وتشاريعه فى دعم الهيكل السياسى للحكم.
اشتهرت جامعة قرطبة بعلوم الكيمياء والطب والطبيعة والهندسة والفلك والحساب والترجمة والشعر والأدب والفنون والموسيقى بجانب الفقة والتشريع فكان الرهبان يفدون من كل أوروبا للتعلم والدراسة فى جامعة قرطبة لينقلوا لبلادهم أحدث ما وصل إليه العلم فى ذلك الوقت.
انطلاق إلى العالمية
ومن جامعة قرطبة تخرج علماء الغرب الذين وضعوا حجر الأساس فى إنشاء الجامعات العالمية الأولى فى مختلف أنحاء القارة الأوربية ونقلوا نظم التدريس ومناهج العلوم ونوعيات موادها التى كانت جديدة عليهم إلى الجامعات التى أقاموها
كانت جامعة قرطبة تحوى أكثر من أربعمائة ألف مجلد ومخطوط وكتاب فى مختلف العلوم والفنون والأداب من بينها الكثير من المخطوطات باللغات القديمة التى كان العرب يجمعونها فى غزواتهم ويقومون بترجمتها وتدارك اسرارها وفك رموزها والغازها لقد انتقلت تلك التراجم العالمية إلى عالم الغرب عن طريق الترجمات العربية كما انتقل الكثير من تلك المخطوطات القديمة ومجلداتها وتراجمها التى جمعها العرب ... انتقلت من جامعة قرطبة الى الجامعات الأوربية ومتاحقها بعد خروج العرب من الأندلس.
جامعة قرطبة والزى الجامعى
ومما هو جدير بالذكر أن علماء الغرب وأساتذة جامعاته قدر لهم أن يعترفوا رغم إدارتهم بفضل العرب والإسلام على ما يحصلون عليه من علم وما نالوه من درجاته.
فحافظوا على تقاليد جامعة قرطبة بارتداء الزى الذى فرضته عليهم وهو الروب الجامعى الأسود اللون - العباءة العربية عباءة طبقة العلماء العرب ذات الوشاح الاخضر رمز الإسلام وهو الروب الذى كان يهدى لخريجى جامعة قرطبة عند حصولهم على درجة الأستاذية أو العالمية.
أما غطاء الرأس المربع الشكل الذى يحمله أساتذة الجامعات مع الروب الجامعى الأسود فهو أبدوره من التقاليد التى كان معمولا بها فى جامعة قرطبة.
فعندما يتقدم الطالب لتسلم شهادة التخرج يتحتم عليه أن يضع المصحف الشريف فوق رأسه ويردد القسم وهو يضع كفه فوق المصحف اعترافا بفضل كتاب الله – المصحف الشريف على ما وهبة الله من العلم.
كانت تعلو منصة العلم بالجامعة لوحة رخامية تحمل الآية الكريمة " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
وقد وجدت تلك الآية منقوشة على إحدى شهادات التخرج التى كانت تصدرها جامعة قرطبة وترجع إلى عام 89 م ويحتفظ بها متحف إحدى الجامعات البريطانية.
ولم يتوقف دور جامعة قرطبة التى حملت رسالة الثقافة خلال ثلاثة قرون من عمر الزمان أفسحت فيها المجال لنشأة الجامعات فى مختلف الدول الأوربية بل انتقلت شعلتها لتصبح منارا يمهد الطريق لقيام المساجد الجامعة فى العالم الإسلامى امتدادا من المحيط إلى الخليج وتعبره إلى البلاد الآسيوية فتقام المساجد الجامعة أو الجامعية التى ترفع راية العلم والإيمان فتظهر جامعة القرويين فى أقصى الغرب وأصفهان ودلهى فى أقصى الشرق.
فى مقدمة تلك المساجد الجامعة التى اقتغت خطوات قرطبة سواء فى تخطيطها المعمارى ودورها فى نشر الثقافة العلمية الإسلامية . وتعمل على جمع شمل البلاد العالم الإسلامى وتقوية الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الشعوب بتوحيد العناصر الثقافية وارتباطها بالعقيدة الإسلامية أى الربط بين العلم والإيمان تبدأ تلك السلسلة من المساجد الجامعة بمسجد قيروان فى تونس أول مسجد أقيم فى شمال أفريقيا ويعد أول مسجد أقيم فى شمال أفريقيا ويعد مسجد قيروان فى تونس أقدم المساجد الجامعة فقد بدأ العمل فى بنائه الأمير هشام عام 109 هـ / 727 م أى قبل بناء مسجد قرطبة نفسه ولكن بناءه لم يتم إلا عام 836 م أى مع مسجد قرطبة فى الأندلس.
كان فى المرحلة الأولى من بنائه قد أعد كمسجد للصلاة فقط وعلوم الفقة والشريعة ثم تحول إلى مسجد جامع تقليداً لمسجد قرطبة فى القرن التاسع بعد توسعته ومضاعفة مساحته الأصلية.
أما المساجد الجامعة أو الجامعات الإسلامية التى حملت رسالة جامعة قرطبة إلى العالم الإسلامى لتمتد فى المحيط إلى الخليج وتعبره إلى البلاد الأسيوية فيمكن حصرها فيما يلى :
جامعة قيروان تونس 724 – 836 م
جامعة القرويين فاس 1136
جامعة تلمسان (الجزائر) 1096
جامعة الأزهر (مصر) 969
جامعة سمرقند (إيران) 890
جامعة أصفهان 1150
جامعة دلهى (الهند) 1200
لقد انتهت رسالة قرطبة بانهيار الحكم الإسلامى فى الأندلس الذى دالت معه حضارة العرب الإسلامية العريقة.
توقفت جامعة قرطبة عن تأدية رسالتها السامية التى استمرت ثلاثة قرون رفعت فيها شعلة الثقافة الإسلامية عالية لتلقى ضوءها ونورها على الغرب الأوربى والشرق العربى.
أما المساجد الجامعة فى شمال أفريقيا وبلاد الشرق فقد تعرضت بدورها فى مقاومة الاستعمار الأجنبى إلى الكثير عن عوامل الدمار فانهار بعضها وصمد البعض الآخر كما هو الحال فى جامعة الأزهر التى تعرضت لأكثر من عدوان فى مختلف مراحل الاستعمار.
سفر الخروج وأرض الميعاد
• اختلف المؤرخون وكتاب تاريخ الأديان في تحديد مسار طريق رحلة الخروج إلى أرض الميعاد. تلك الرحلة التي بدأت في مرحلتها الثانية من جبل موسى الذي صعد إليه النبي موسى ليكلم ربه الذي أمره أن يذهب بقومه إلى أرض الميعاد.
اختلف الدارسون في تحديد موقع الجبل المقدس الذي بدأت من عنده الرحلة ، وصفته بعض المراجع بأنه جبل "سن بشار" بوادي صدر الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر كما ورد ذكره في سفر الخروج ومن جبل سن بشار عبروا وديان صحراء سينا الوسطى ليصلوا إلى ايلات التي دخلوا منها إلى أرض كنعان. بينما يصف البعض الآخر جبل "سانت كاترين" بأنه هو الجبل المقدس وأنهم انتقلوا فيه شرقاً للنزول إلى خليج العقبة وساروا بطول شاطئه الغربي بأرض سينا حيث ينتهي الشاطئ عند مدينة ايلات.
فريق ثالث يعلن اكتشافه لجبل موسى المقدس على أرض الجزيرة العربية المطلة على خليج العقبة (جبل الحج أو جبل اللوز) ومنه سار قوم موسى بإمتداد الشاطئ الشرقي لخليج العقبة عبر صحراء الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى مدينة إيلات. وهو اسم الموقع الذي ورد ذكره في التوراه واجمعت الآراء الثلاثة المختلفة على انها بداية الرحلة الثالثة في طريق الوصول إلى أرض الميعاد مروراً بسنوات التيه.
• جانب هام في تاريخ طريق الخروج وهو وصف في سفر الخروج بأرض التيه أو صحراء التيه التي قضوا فيها أربعين عام حتى وصولهم إلى أرض الميعاد. وأتاههم الإله أربعين عام لغضبه عليهم عندما كفروا بتعاليم موسى وقاموا بعبادة العجل وهي القصة التي وردت مفصلة في الكتب السماوية. وقد فسر مؤرخوا الأديان أنها المدة الكافية لفناء جيلين من المشركين الذين رافقوا الرحلة لحرمانهم من الوصول إلى أرض الميعاد.
اختلف المؤرخون ودارسوا تاريخ الأديان في تحديد موقع صحراء التيه.
وصفها البعض بأنها في قلب سيناء التي تمتد وديان صحاريها من الوادي المقدس وجبل سن بشار بوادي صدر إلى شاطئ خليج العقبة بعد مدينة ايلات بينما وصفت أكثر المراجع بأن صحراء التيه تبدأ من مدينة ايلات وتركزت أبحاثهم على صحراء النقب التي دخلوا منها إلى أرض كنعان وفلسطين. وظهرت أراء أخرى معارضة لتحدد موقع أرض التيه في الجزيرة العربية في الصحراء الممتدة من "جبل اللوز" الذي وصفوه بالجبل المقدس- كما ورد شرحه سابقاً – إلى الأرض السورية أو أرض كنعان التي دخلوا منها إلى "أورشاليم" قبلة أرض الميعاد.
وتفسر التوراه اسطورة أرض التيه بالنص الذي ورد في أصحاح يهوذا في قوله "عندما أخطأ اليهود في حق الإله وضعهم في قبضة الفلسطينيين أربعون عاماً"
يوضح هذا التفسير الديني أن سنوات التيه هي السنوات الأربعين التي قضاها اليهود في حروبهم مع الكنعانيين والفلسطينين حتى تم لهم الإستقرار في أرض الميعاد وهو اليوم الذي قضى فيه النبي موسى نحبه بعد أن أشار إلى بيت المقدس ليتجهوا إليه والذي يبعد بمسيرة يوم من موقع المكان الذي طلب أن يدفن فيه على شاطئ البحر الميت. يلقى ذلك الموقع ضوءاً على حقيقة الطريق الذي سلكه قوم موسى واختلفت الآراء في تحديده.
• كما اختلفت ٍالآراء في وصف طريق الخروج من جبل موسى إلى إيلات والدخول منها إلى أرض التيه. تعددت الآراء في طريق الدخول إلى أرض كنعان وغزو فلسطين. ثلاث طرق مختلفة ومتباعدة سلكوا واحد منها كما وردت أوصاف كل منها في أسفار الخروج والتوراة وأقوال الحكماء والباحثون في علم تاريخ الأديان بالإضافة إلى الأبحاث الجيولوجية في مواقع الأحداث.
أول طريق تركزت عليه معظم البحوث خاصة لتعدد ذكره في أسفار العقيدة وأقوال حكماء إسرائيل هو طريق دخولهم إلى أرض كنعان شرق البحر الميت وقاموا بغزو البلاد التي مروا بها من العرابة (أرض العرب) حتى وصلوا إلى نهر الأردن بالقرب من مصبه في البحر بعد مرور مدينة (آبل) ووصلوا بعد عبورهم النهر إلى مدينة (جريكو) ثم اتجهوا منها جنوباً إلى اورشليم (دار السلام)
أما الطريق الثاني وهو الطريق الذي يؤكد كثير من علماء الآثار أنهم سلكوه فهو طريق البحر الأبيض شرق فلسطين والمعروف في التاريخ القديم باسم طريق الفراعنة الذي انشأه تحتمس الثالث عندما كانت أرض كنعان وسوريا وفلسطين ضمن حدود الامبراطورية المصرية خصوصاً وأن كثيراً من البلاد التي ورد ذكرها في اسفارهم تحمل الاسماء المصرية القديمة المسجلة في قوائم الغزو على حوائط معبد أمون ومدينة هابو.
أما الطريق الثالث وهو أقربها إلى الصواب فهو طريق الشاطئ الغربي للبحر الميت الممتد من صحراء النقب إلى شرق الأردن في أرض فلسطين لا أرض كنعان ويحمل الطريق كثيراً من أثار أقدامهم على حفريات الشاطئ وهو الطريق الذي يقع في نهايته قبر النبي موسى الذي أطلق عليه قدماء المؤرخون "بوابة ممر الوصول إلى اورشليم" (دار السلام) اما البلاد والأماكن الموجودة على طريق الفراعنة فهي البلاد التي قاموا بغزوها أو دخولها بعد احتلالهم لاورشليم ثم اتجاههم جنوباً فتتابع اسمائها في الأسفار يثبت أنهم زحفوا إليها من الشمال إلى الجنوب وليس العكس.
• من المفاجآت التي أثارها مؤرخوا العصر الحديث في تاريخ الأديان في محاولة البحث عن حقيقة مدينة "ديبان" أهم مدينة تكرر ذكرها في مختلف الأسفار بوصفها أول مدينة قام اليهود بغزوها وإحتلالها على أرض كنعان والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي في العصر البرونزي الثامن فقد كشفت الحفريات التي قامت بها بعثة جوستا الشتروم وشارل كلاسيكوف عام 1950 في حفريات العصر البرونزي بأرض كنعان. كشفت الحفريات ايه آثار في موقع مدينة "ديبان" ترجع إلى العصر البرونزي مما أكد أن المدينة أنشئت عام 800ق.م ولم يكن موجود عند دخول أرض فلسطين وكنعان في القرن العاشر قبل الميلاد كما ورد في وثائق التوراه والاسفار اليهودية.
• لقد شجعت تلك المفاجأة بعض بعثات الآثار الحديثة في تحقيق لمدن العصر البرونزي التي وردت أسماؤها في غزو اليهود لأرض كنعان التي قاموا باحتلالها بدءاً بالبحث عن موقع مدينة "حبرون" وهو الموقع الذي ارسل موسى بعض رجاله للاستقصاء ودرس الوسائل التي يدخلون بها إلى المدينة ودخلوها بعد اتمام الاستطلاع كما ورد في كتاب يوشع (1 – 30) والقضاه (1 – 10) فإذا بالحفريات تثبت أن تلك المدينة لم يكن لها وجود وقت دخول موسى وقومه ويرجع تاريخ انشائها إلى عام 750 ق.م.
موقع ثالث لم يكن له وجود على أرض فلسطين في عهد النبي موسى وهو مدينة جيشان أو جيشون التي ورد ذكرها في سفر القضاة (4 – 5) والتي كشفت الحفريات أنها لم تكن موجودة في العصر البرونزي ويرجع تاريخها إلى عصور متأخرة.
يؤكد الباحث في تاريخ الأديان "جوستا الشروم" في أبحاثه التي ظهرت عام 1992 ان كتاب اليهود كانوا يجهلون تاريخ فلسطين الحقيقي قبل القرن العاشر قبل الميلاد كما انهم كانوا يجهلون التاريخ الجغرافي لأراضي كنعان وفلسطين في العصر البرونزي الذي يسجل التاريخ الجغرافي الحقيقي للمدن والمناطق واسمائها الحقيقية وعلاقتها بهجرة النبي موسى واليهود. ويؤكد في نفس الوقت أن الاسفار ليست لها علاقة بالتوراه القديمة وأنها كتبت في عصور متأخرة نقلاً عن الأساطير المتداولة وأقوال المترجمين المشكوك في حجتها.
• يقول شارل كلاشينكوف عند دراسته لاسماء مدن فلسطين التي ورد ذكرها في كتاب يوشع الذي اشار فيه إلى اسم طريق الملوك (طريق الفراعنة) وعلاقته بمواقع تلك المدن التي ورد ذكر اسماء كثير منها في وثائق فتوحات المصريين.
كشفت قوائم تحتمس الثالث (1550 – 1455 ق.م) عن وجود 119 مدينة مسجلة على حوائط وأعمدة معبد آمون بالكرنك وما لا يقل عن 17أسما في قوائم معبد امنحتب الثالث كذلك ما ورد منها في قوائم رمسيس الثاني.
وادقها تفصيلاً قوائم رعمسيس الثالث المنقوشة على حوائط مدينة هابو.
• أين هي الحقيقة ؟
- لقد أحدثت تلك الأبحاث المتضاربة ضجة بين مؤيد ومعارض من خبراء المعاهد الفنية وعلماء الآثار ومفسري الأديان بالنسبة للأدلة المقاطعة التي يتمسك بها كل طرف من الأطراف والتي تبدأ فيها رحلة الخروج إلى أرض الميعاد. من الجبل المقدس التي قابل فيها النبي موسى ربه وتسلم لوحات الوصايا العشر.
-
إن تمسك الطرف الأول الذي حاول إثبات أن الجبل المقدس الذي بدأت رحلة الخروج من عنده فوصفوا "جبل اللوز" الذي يقع على الضفة الشرقية لخليج العقبة وفي أرض الجزيرة العربية بالذات. لقد جانب الصواب ذلك الرأي الذي يفتقر إلى الأدلة التاريخية والواقعية والمنطق بدءا من خروجهم من مصر ومتابعة مراحل رحلة الخروج من وسط الدلتا إلى الوادي المقدس وجبل موسى (جبل البشرى) والذي وصلوا إليه في اليوم العاشر كما ورد في التوراة وسفر الخروج والوثائق التاريخية الفرعونية والتي سجلت مراحل الرحلة بأكملها وارتباطها بمسافات الانتقال فوصلوا في اليوم التاسع إلى "أيليم" بعد مغادرتهم "غارا" ولازالت تلك الأماكن موجودة حالياً والتي يبعد كل منها عن الأرض بمسافة تقرب من العشرين كيلومتر وهي المسافة الطبيعية التي تقطعها قوافل المشاة كل يوم فاليوم العاشر وهو أهم أيام الرحلة وصل موسى وقومه كما ورد في سفر الخروج – إلى "رافيديم" بعد مسيرة يوم من ايليم وتقع عند مدخل الوادي المقدس ومنها شاهد جبل حورب الذي صعد إليه ليكلم الاله ربه ويطلق اليهود على جبل حورب في الخرائط الجغرافية القديمة لأرض سيناء اسم "سن بشار" أي جبل البشرى وهو ما يؤكد أن جبل موسى هو جبل وادي صدر الحالي (سن بشار). أما جبل موسى في طور سينا والذي يدعى الكثير من العلماء والمؤرخين فهو يبعد عن مدينة ايليم التي وصلوا إليها في اليوم التاسع ما لايقل عن 240كيلومتر ويرتفع عن شاطئ البحر بمالايقل عن ثلاثة الألف متر مما يتعارض مع ما ورد في التوراة نفسها وسفر الخروج أن موسى وقومه بلغوا الوادي المقدس وجبل حورب بعد مسيرة يوم واحد من عيون موسى – كما أن الجبل الذي صعده النبي موسى لتلقي اللوحات فارتفاع جبل سان كترين يبلغ 7600 قدم ا ارتفاع جبل حورب لا يزيد عن 2400 وهو الارتفاع الذي يسمح بالوصول إلى قمته بالوسائل الطبيعية
إن تمسك الطرف الأول الذي حاول إثبات أن الجبل المقدس الذي بدأت رحلة الخروج من عنده فوصفوا "جبل اللوز" الذي يقع على الضفة الشرقية لخليج العقبة وفي أرض الجزيرة العربية بالذات. لقد جانب الصواب ذلك الرأي الذي يفتقر إلى الأدلة التاريخية والواقعية والمنطق بدءا من خروجهم من مصر ومتابعة مراحل رحلة الخروج من وسط الدلتا إلى الوادي المقدس وجبل موسى (جبل البشرى) والذي وصلوا إليه في اليوم العاشر كما ورد في التوراة وسفر الخروج والوثائق التاريخية الفرعونية والتي سجلت مراحل الرحلة بأكملها وارتباطها بمسافات الانتقال فوصلوا في اليوم التاسع إلى "أيليم" بعد مغادرتهم "غارا" ولازالت تلك الأماكن موجودة حالياً والتي يبعد كل منها عن الأرض بمسافة تقرب من العشرين كيلومتر وهي المسافة الطبيعية التي تقطعها قوافل المشاة كل يوم فاليوم العاشر وهو أهم أيام الرحلة وصل موسى وقومه كما ورد في سفر الخروج – إلى "رافيديم" بعد مسيرة يوم من ايليم وتقع عند مدخل الوادي المقدس ومنها شاهد جبل حورب الذي صعد إليه ليكلم الاله ربه ويطلق اليهود على جبل حورب في الخرائط الجغرافية القديمة لأرض سيناء اسم "سن بشار" أي جبل البشرى وهو ما يؤكد أن جبل موسى هو جبل وادي صدر الحالي (سن بشار). أما جبل موسى في طور سينا والذي يدعى الكثير من العلماء والمؤرخين فهو يبعد عن مدينة ايليم التي وصلوا إليها في اليوم التاسع ما لايقل عن 240كيلومتر ويرتفع عن شاطئ البحر بمالايقل عن ثلاثة الألف متر مما يتعارض مع ما ورد في التوراة نفسها وسفر الخروج أن موسى وقومه بلغوا الوادي المقدس وجبل حورب بعد مسيرة يوم واحد من عيون موسى – كما أن الجبل الذي صعده النبي موسى لتلقي اللوحات فارتفاع جبل سان كترين يبلغ 7600 قدم ا ارتفاع جبل حورب لا يزيد عن 2400 وهو الارتفاع الذي يسمح بالوصول إلى قمته بالوسائل الطبيعية
وهكذا فقد جبل موسى في سانت كاترين أحقية في مطالبة مؤيديه ليحمل اسم جبل موسى المقدس الذي صعد موسى إلى قمته للقاء ربه وحمل الوصايا العشر التي شق الواحها من احجاره. اتجه تفكير العلماء والمؤرخيون في تاريخ العقائد وما أطلقوا عليه جولوجية الأديان (ارتباط الأديان بالآثار الأرضية) نحو البحث عن جبل آخر يتخذه اليهود كعبة لهم تحل محل جبل موسى الذي فشلوا في إثبات أحقيتهم في ملكيته أو امتلاك أرض موقعه.
وليكن في أرض غير أرض مصر وتنتقل آثار أقدامهم في رحلة الخروج إلى بلد آخر بعيداً عن بطش فرعون وجنوده الذين طاردوهم في رحلة الهروب والخروج من أرض مصر.
فكانت المحاولة الأخيرة التي سبق شرحها التي اشترك فيها أكثر من خبير ومعهد من المعاهد العالمية. وجدوا أن أمنيتهم قد تحققت باكتشافهم "جبل اللوز" بالجزيرة العربية والذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة ليحمل لقب الجبل المقدس فيتخذه اليهود كعبة لهم تحل محل جبل موسى وأرض سيناء. ووصفوا طريق رحلة الخروج بالخرائط المساحية والجيولوجية حيث استمرت مسيرتهم بمحازاة شاطئ خليج السويس مروراً بشاطئ البحر الأحمر في جنوب سينا حتى وصولهم إلى مدخل خليج العقبة عبروا الخليج ليجدوا في مواجهتهم الجبل المنشود وهو "جبل اللوز" الذي يقع على الضفة الشرقية لخليج العقبة على أرض الجزية العربية ووجدوا فيه المواصفات المطلوبة ليتخذه اليهود كعبة لهم ليحل محل جبل موسى في سيناء الذي فقدوه.
اسطورة جديدة تضيق عنها ذهن الخبراء في محاولة دعم قصة دخول اليهود إلى أرض الجزيرة العربية والدفاع في نفس الوقت عن اسطورة عبور قوم موسى للبحر الأحمر وهي الاسطورة التي كذبتها وقائع البحوث التاريخية والكتب الدينية وسفر الخروج نفسه (سفر الخروج بين الواقع والأساطير) وذلك لأن طريق الخروج كانت بدايته واستمرار مسيرته على الضفة الشرقية لقناة السويس على أرض سينا كما أن اسم البحر الأحمر الذي ورد في الترجمات الحديثة للتوراه لم يكن له وجود في سفر الخروج أو التوراه القديمة لأن اسم البحر الأحمر اسم حديث أطلقه عليه العثمانيون الذين أطلقوا اسماء الألوان على جميع البحار.
مع ذلك فقد حاولوا الدفاع عن قصة العبور التي أعتبروها من شعائر العقيدة الاسرائيلية باعلانهم أنها حدثت فعلاً عند عبرورهم خليج العقبة للوصول إلى أرض الجزيرة العربية لزيارة الجبل المقدس.
أما بخصوص اكتشاف آثار مواقع اقدام اليهود أثناء عبورهم أرض الجزيرة التي أيدوها باكتشافهم مجموعة من الآثار في حفريات الشاطئ من بينها نموذج لتمثال العجل المقدس معبود اليهود أثناء اقامتهم على ارض مصر ليؤكدوا علاقته بقصة العجل الذي القاه النبي موسى في اليم عندما غضب عليهم وكان العجل الذي ألقاه موسى في اليم مصنوعاً من الذهب الذي سرقوه من مصر بينما التمثال الذي وجدوه بالحفريات ان وجد فذكروا أنه مصنوع من الحجر ولم يتمكن أحد من رؤيته إلى الآن أو يشاهد صورته التي كثر الإعلان عنها بسؤال خبراء الآثار العرب أو الأجانب الذين ساهموا في أعمال الحفر والتنقيب بأراضي الجزيرة العربية لم أجد بينهم من يؤيد تلك القصة أو المشاركة في اجراء حفريات في منطقة جبل اللوز أو المناطق الأخرى القريبة منها. أما اللوحات التي نقلوها إلى الخارج وتحوي نقوشاً باللغة الهيروغليفية أو السينائية فهي ليست لها علاقة بهجرة اليهود ومن المرجح أنها تخص مهاجري مصر إلى أرض الجزيرة من قديم الزمن وهم قبائل جرهم والصابي وبنو مناف من مهاجري الكنانة في عصور تسبق عصر هجرة اليهود بالفي سنة.
حقيقة أخرى تؤكد عدم وصول اليهود إلى أرض الجزيرة العربية وهي نفس الحقيقة التي أمكن عن طريقها إثبات أن اليهود لم يصلوا إلى جبل سينا ليطلقوا عليه اسم جبل موسى عندما ثبت استحالة قيام قافلة هجرة اليهود بقطع مسافة طولها 240كيلومتر والصعود في الجبل إلى ارتفاع 2700متر في يوم واحد وهو اليوم العاشر الذي ورد ذكره مفصلاً في سفر الخروج.
إن نفس الحقيقة يمكن تطبيقها على رحلة الوصول إلى "جبل اللوز" في الجزيرة العربية وهي مسافة يزيد طولها عن 350كيلومتر بالإضافة إلى عبور خليج العقبة الذي شقه لهم خصيصاً النبي موسى باعتباره البحر الأحمر الذي ورد ذكره في التوراة وسفر الخروج.
أما من ناحية قول الباحثين الجدد بأن أرض سيناء ليس بها أية آثار تثبت مرورهم فوقها خلال سنوات التيه في أرجائها فهذا الادعاء لا يمت إلى الحقيقة بصلة فالخرائط المصرية القديمة عند مقارنتها بما ورد في الكتب السماوية أو سفر الخروج يؤكد مواقع أقدام مسيرتهم واسماء البلاد التي مروا بها ومدة اقامتهم في كل منها وما تركوه خلفهم من آثار وتتفق الخرائط المصرية القديمة والتي تحمل اسماء البلاد التي مروا بها ومدة اقامتهم في كل منها وما تركوه خلفهم من آثار وتتفق الخرائط المصرية القديمة والتي تحمل اسماء البلاد والمناطق التي مروا خلالها أو أقاموا بها خلال الأيام العشرة الأولى الوارد ذكرها في سفر الخروج حتى وصولهم إلى جبل حورب بوادي صدر وهو الوادي المقدس والمدخل الرئيسي لصحراء التيه.
تشهد آثار الوادي المقدس الذي دخلوا منه إلى صحراء التيه العديد من المعالم الأثرية التي تلقي ضوءاً على علاقتهم بالوادي الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر من رحلة الخروج من مصر عبر الشاطئ الغربي لشبه جزيرة سينا أو الشاطئ الشرقي لخليج السويس وهو وادي صدر الحالي. اطلق عليه الفراعنة اسم "أقيديم" وهو الاسم الذي ورد في السفر الخروج وأطلق عليه الكتب السماوية اسم "الوادي المقدس" والذي يقع في مواجهته "جبل موسى" وهو جبل صدر الحالي الذي أطلقت عليه الوثائق الاسرائيلية القديمة اسم "سن بشار" أي جبل البشرى.
تشهد آثار الوادي المقدس الذي دخلوا منه إلى صحراء التيه الكثير من المعالم الأثرية التي تثبت علاقة رحلة الخروج إلى صحراء التيه واقامتهم بالوادي لفترة طويلة في حوار طوائفهم مع النبي موسى عند نزوله من الجبل المقدس حاملاً لوحات الوصايا التي القاها على الأرض وتحطمت تماماً عندما رآهم وقد ارتدوا عن عقيدة الإيمان التي نادى بها وقاموا بعبادة العجل الذي صنعوه من الذهب إلى آخر القصة المعروفة التي وردت مفصلة في الكتب السماوية والتي انتهت بإلقاء العجل في اليم على الشاطئ المواجه لأرض الوادي المقدس مما كان سبباً في غضب الإله وحكم عليهم بالتيه أربعين سنة في الصحراء قبل وصولهم إلى أرض الميعاد. ولازال جبل صدر يحمل في الخرائط الإسرائيلية القديمة اسم "سن بشار" أي جبل البشرى وهو "جبل موسى" الذي أطلق بالخطأ على جبل سانت كاترين الحالي. كما أن الوديان المكملة للوادي والمحيطة بالجبل لازالت تحمل الاسماء العبرية القديمة الواردة في التوراة كذلك الأبار التي شقها النبي موسى لارتوائهم أثناء إقامتهم بالوادي المقدس منها بئر "اثيما" التي ورد ذكرها في التوراه ولازالت موجودة في مكانها ويطلق عليها المواطنون اسم "البير اليتيمة" وهو تحريف لاسمها الأصلي .
وإذا انتقلنا إلى قصة "المن والسلوى" التي ذكرت في الكتب السماوية وسفر الخروج وكانت "هبة السماء للوادي المقدس".
كانت تلك القصة أو الظاهرة الطبيعية موضع اهتمام كثير من علماء الغرب على مر العصور من أهمها ما قامت به احدى البعثات الالمانية في اعقاب الحرب العالمية الأخيرة. قاموا بالبحث في مختلف الأماكن والوديان التي أقام بها اليهود عبر رحلة الخروج ومن بينها عيون موسى وجبل موسى والوادي المقدس الذي عرف سابقاً بأنه وادي سانت كاترين فلم يجدوا أية آثار لتلك الظاهرة. كانت المفاجأة التي صادفتهم في طريق العودة اكتشافهم لأول مرة ما فسر لهم حقيقة المن والسلوى عند مرورهم بوادي سدر الذي يحيط بجبل البشرى فاكتشفوا الحشرة النادرة التي تفرز حبات المن في وقت معين من السنة يتفق مع ظهور طائر السلوى في نفس الميعاد ويتفق في نفس الوقت مع التقاء موسى بربه على الجبل المقدس واقامة اليهود في الوادي في انتظار نبيهم وهو يحمل الواح البشرى وصايا الإله.
وهو ما يؤكد مرة أخرى بأن وادي سدر الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر (سفر الخروج) هو الوادي المقدس الذي ورد ذكره في الكتب السماوية وأن جبل سدر (جبل البشرى) هو جبل موسى الحقيقي.
خلاصة البحث أن النبي موسى بعد وصوله في اليوم العاشر إلى "افيديم" وجبل البشرى الذي تلقى لوحات الوصايا العشر عليه لم يكن في حاجة ليتجه إلى الجنوب بدلاً من اتجاهه نحو الشمال ليصل باليهود إلى أرض الميعاد لم يكن في حاجة لأن يسير بقافلة الهجرة مائتي وسبعون كيلومتراً ويصعد الجبال ليصل إلى جبل سانت كاترين. أو يستمر في السير عبر شاطئ البحر الأحمر ويدور حول شبه جزيرة سيناء ثم يعبر خليج العقبة ليبحث عن الجبل المقدس على أرض الجزيرة العربية... وهكذا تحققت امنية الخبراء في تخصيص جبل اللوز ليصبح جبل موسى المقدس وأيدوا أبحاثهم باكتشافهم للعجل المقدس كما سبق ذكره وبذلك نقلوا رحلة الخروج وأرض التيه من مصر إلى الجزيرة العربية.
• محاولة أخرى حاولوا عن طريقها اثبات حقيقة جبل اللوز في تقديم لوحات الوصايا العشر التي القاها النبي موسى على الأرض فتهشمت وتفتت إلى قطع صغيرة وهو ما لا يتفق من احجار جبل موسى الصخري الصلبة المكونة من الجرانيت والبازلت بينما احجار جبل اللوز من الحجر الرملي الهش. قد سبق دراسة ذلك الموضوع في ابحاث سابقة عند المقارنة بين جبل موسى سانت كاترين وجبل سدر (سن بشار) والذي وجد أن جبل سدر باحجار طبقاته الجيرية الهشة تعد أكثر صلاحية لقطع الألواح خلالها وهي بلاطات الأحجار التي يطلق عليها حالياً اسم "الحجر المعصراني" وهي تشبه الواح الوصايا العشر إلى حد بعيد وإذا قورنت أحجار جبل سدر (جبل موسى الحقيقي) بطبيعة أحجار جبل اللوز نجد أن الأخيره وهي من الأحجار الرملية التي لا تحقق طبيعة تكوينها ومواصفاتها ما ينطبق على الواح الوصايا العشر التي تحطمت عندما القاها موسى على الأرض.
فالجبل الوحيد الذي تفي طبيعة أحجاره بمواصفات لوحات الوصايا بين الجبال الثلاثة هي أحجار جبل "سن بشار" بوادي سدر.
• ان كان هذا التقرير الذي حاولوا عن طريقة التشكيك في علاقة أرض سينا برحلة خروج النبي موسى واليهود إلى أرض الميعاد عن طريق الجزيرة العربية، فقد جانبه الصواب فيما أورده من بيانات واوصاف لأغراض سياسية خاصة. ولايمكن انكار فضل ذلك التقرير على تأكيد بحث موضوع الكتاب "سفر الخروج بين الواقع والأساطير" عندما اثبت بالوثائق أن جبل موسى سانت كاترين ليست له علاقة بالنبي موسى وطريق الخروج.
سيناء الفرعونية
• منذ أن وحد مينا الوجهين البحري والقبلي بتوحيد العقيدة قبل الميلاد بأكثر من خمسة آلاف سنة... ويشهد جبل المغارة على فرعونية سينا.
فالملوك سمر خنت و دزوسر وبيبي الأول والثاني وساكورع وغيرهم من ملوك الفراعنة تركوا آثارهم على المعابد القديمة وعلى أرضهم المقدسة "سينا" وهناك في هيكل سرابيط الخادم ترك الفراعنة معابدهم وكانت مدن سينا الشمالية حصون الدفاع عن أرضهم ... أرض الإله.
وعند رفح كانوا التي أطلقوا عليها اسم الفخ كانوا يصطادون اعداء مصر وفي جنوب سينا أقام ملوك مصر في الأسرات الأولى "حمام الفراعنة" الذي يجاور جبل فرعون على شاطئ خليج السويس. ومنذ آلاف السنين كان سكان شبه الجزيرة يستحمون في هذا الحمام الفرعوني للإستشفاء من الروماتيزم والأمراض الجلدية.
تحكي أساطير الفراعنة أن كل ملوك الفراعنة لم تكن تتم عمليات تتويجهم قبل أن يتم العبور إلى هذا الحمام المقدس ليستحموا فيه ويخرج فرعون مصر بعد ذلك ليطوف بأنحاء سيناء وحدود مصر الشرقية ليؤكد سيادة مصر على هذه الأرض المقدسة بعد ذلك يضعون تاج مصر على رأسه.
أسماء سينا
اختلف المؤرخون وكتاب الحضارة في تفسير أصل اسم سيناء الذي ورد في مختلف المراجع والوثائق التاريخية والأدبية.
• إن أقدم اسم لسينا ورد في الوثائق والخرائط المساحية القديمة في عصر ما قبل الأسرات اسم توشيت أي الأرض الجرداء أو الجدباء.
أما أقدم اسم اطلق عليها ورد في كتاب التوحيد الأول عام 9500ق.م هو يب جب بتاح "أي قلب أرض الإله" كما أطلقت عليها الوثائق الفينيقية اسم "هيروشايتو" أي أسياد الرمال.
وأطلقوا عليها المصريون في الدولة القديمة اسم "بياوو" أي أرض المناجم وأطلقوا عليها في الدولة الحديثة اسم "دومفكات" أي أرض الفيروز أما اسم سيناء فقد ظهر مع بداية عصر الأسرات عام 5600ق.م. نسب المؤرخون القدماء اسم سيناء إلى الأراميين الذين كانوا يعبدون القمر ويطلقون عليه اسم "سين" علماً بأن القمر في اللغة المصرية القديمة وخاصة في اللغة أو اللهجة السينائية يطلقون عليه اسم سين. كما ورد في الوثائق السينائية اسم سين الذي كانوا يطلقونه على "نور الإله" التي عبر عنه "بضور القمر" الذي يهيب بأرض الأمان والسلام فأطلقوا اسم نور الإله "سين" على أرضهم المقدسة "سينا" ويدخل اسم سينا في مباريات المؤرخون والكتاب والأدباء في محاولات اعادة كتابة التاريخ فينسب مؤرخو الحضارة البابلية اسم سيناء المصرية إلى الغزو البابلي لأرض مصر ووصولهم إلى أرض سينا التي أطلقوا عليها اسم "أرض سين" أي أرض القمر أحد معبوداتهم المقدسة فأطلقوا على الأرض التي قاموا بإحتلالها وشاهدوا القمر المقدس يلقي بنوره عليها عند استقبالها لهم. وهي الأسطورة التي نسبها مؤرخوا ألأارامية إلى الأراميين الذين كانوا يعبدون القمر وينكرون علاقة البابلين باسم "سينا" أرض القمر.
وينسب مؤرخوا الأغريق اسم سينا إلى أشجار "السينين" وهي من الأشجار المصرية التي اشتهر المصريون بزراعتها في الوديان الجبلية على أرض سينا.
وينسب مؤرخوا العرب اسم سينا إلى قمم جبالها المشهورة أو سنن جبالها التي تشبه الأسنان فأطلقوا عليها اسم سينا أي "قمم الأسنان"
• يقول المؤرخ "اميل لودفيج" مصر أرض النيل ومهبط الأديان" إن اسم سينا قد ورد في قوائم مانيتون وبرديات وثائق معبد منف "بأرض الأبواب السبعة" ولكل باب من أبوابها السبعة اسم مرتبط بطابع روادها.
1. كان أول اسم أطلق على أرض سينا (أيب جبتاه) بوابة قلب الإله وهو أول اسم لأرض سينا أطلق عليها عام 9500ق.م وهو عمر سينا الحقيقي الذي ارتبط بنزول كتاب التوحيد.
2. ثم أطلق عليها اسم بوابة يباو أي بوابة أرض المناجم مع بداية الأسرات .
3. وأطلق عليها تحتمس الثاني باب قلعة الدفاع عن أرض الإله.
4. وأطلق عليها رمسيس الثاني بوابة مغيرة الغزاة.
5. وأطلق عليها سنوسرت الثاني عندما قام بحفر "قناة السويس" اسم "أرض السلام" نسبة إلى علاقة مصر بشعوب العالم بعد حفر قناة السويس.
6. أطلق على سينا اسم "بوابة الإيمان" عندما عبر الرسل والأنبياء أرضها عند زيارتهم لمصر أرض التوحيد.
7. بوابة التوحيد الذي يربط أرضها بالسماء التي حملت اسم سلام (تحية الإيمان) ويرمز لحرف السين في اللغة المصرية القديمة بالحبل واللام بالأسد الرابض والميم بالبومة أي (الرابطة المقدسة والقوة والحكمة) وهو الاسم الذي أطلقه المصريون على أرض سينا "بوابة أرض الإله"
سيناء أرض الأنبياء
من فوق جبل موسى ... ناجى النبي مولاه وعل أرضها الطاهرة ... نزلت أيات الله فتحت طريق الهدى ... والحب للإنسان وعلى أرض سينا ... تقابلت الأديان
لسينا أهمية كبرى أهمية دينية لكافة الأديان وجاء ذكرها في مواضيع عديدة من القرآن الكريم ورد ذكرها في سورة الطور وفي سورة الأعراف وتحدثت الأية عن عيون موسى وجبل الطور.
فأرض سينا هي التي اجتازها أبو الأنبياء إبراهيم مع زوجته سارة وابن أخيه لوط في طريقه من أرض كنعان إلى مصر. واجتازها سيدنا يوسف بعد أن التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر. وخلالها مر سيدنا يعقوب وأولاده عند رحيلهم وأقامتهم في مصر. ونسب اليهود أنفسهم إلى النبي يعقوب ويطلق عليه اسم إسرائيل فأطلقوا على أنفسهم اسم أبناء إسرائيل (بنو إسرائيل).
ومن سينا حمل النبي داود أناشيد إخناتون التي قاموا بترجمتها إلى العبرية وقام بترتيلها في صلواتهم و أطلقوا عليها "مزامير داود" ومن أرض سينا دخل النبي سليمان الحكيم إلى أرض مصر (ليصاهر فرعون مصر) الملك أوسكون ويخطب ابنته بلقيس (بلييس) التي نقلت عقيدة التوحيد المصرية إلى أرض الشام وتعرف عليها سليمان الحكيم عن طريق (الهدهد المقدس)الذي نقل إليه أخبارها وعلاقة شعبها بالتوحيد الذي حمل سليمان رسالته.
ومن أرض سينا دخلت العائلة المقدسة حاملة المسيح الطفل الى الأرض الآمن (أرض الإله). وخرج السيد المسيح من مصر بعد قضائه سبعة عشر أعوام في أحضان العقيدة حاملاً رسالة الإنجيل لينشرها لافي أرض فلسطين وحدها التي كان يحتلها الرومان بل لينشرها في عالم الغرب بأكمله الذي كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته.
وعلى أرض سينا أرض الأنبياء وطأت أقدام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام... أكثر من مرة كانت زيارته الأولى لأرض سينا قبل نزول الرسالة أثناء قيامه برحلات التجارة (رحلات الشتاء والصيف) تذكر أخبار الرحلات أنه اتجه في رحله من رحلات الصيف إلى الأرض التي تغرب عندها الشمس أرض أجداده من بنو مناف وهاجر أم العرب.
بدأت زيارته لمركز هجرة بنو مناف من مصر إلى الجزيرة (الحجاز) مرورهم لمخبأ العقيدة الذي تحول إلى دير سانت كاترين في العصر المسيحي.
في لقائه مع رهبان الدير تقدموا له بالشكوى من البدو والأعراب الذين يسرقون ماشيتهم ويدمرون مزارعهم. فوعدهم "أمير التجار" وهو الاسم الذي كانوا يطلقونه عليه فوعدهم بالعمل على حمايتهم وحماية عقيدتهم المقدسة.
يحتفظ الدير بوثيقة الوعد "التي طبعها بكف يده"
عندما عاد الرسول عليه السلام إلى مكة حيث نزلت عليه الرسالة الكريمة وعلم كهنة سانت كاترين أنه أصبح "زعيم العرب وملك الصحراء" أرسلوا إليه الرسالة المشهورة التي يذكرونه بوعده الذي ختمه بكف يده" لما كان الدين الإسلامي يقوم على التسامح والصفح والعفو ومن هذا المنطلق نرى الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي رهبان سانت كاترين بسيناء وثيقة تعتبر علامة بارزة في التسامح والتساهل وحسن المعاشرة.
وفي كتاب مختصر تاريخ العرب أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى رهبان سانت كاترين وثيقة تنص على رعاية حقوقهم والوفاء لهم بالعهود والمواثيق.
• أما زيارة الرسول الثانية لأرض سينا (أرض الأنبياء)فقد ورد ذكرها في رحلة "الإسراء والمعراج" عند نزول جبريل مع الرسول عليه السلام "بأرض سينا".
عقيدة التوحيد والتقويم الزمنى للحضارة
عرف المصريون القدماء حساب الزمن بنزول التقويم الشمسى الذى حمله النجم سبدت (الشعرى اليمانية ) عند ظهوره فى سماء مصر بصحبة الاله رع ليعلن بداية العام فى اول تقويم عرفته البشرية وحمل التقويم اسم الاله " رع " الشمس .
التقـويم الشمسى خلق حركة حساب الزمن
اتفق اعلان التقويم الشمسى مع نزول عقيدة التوحيد بمعبد "اون" فاطلق على التقويم الذى سجلة مرصد المعبد بالتقويم الكهنوتى الذى حددوا فيه طول السنة الشمسية (365 يوم و 5 ساعات و 49 دقيقة و 45 ثانية ) اى بفارق يوم كل 128 سنة وهو التقويم الذى كشفت المراصد الالكترونية العالمية الحديثة دقة نتائج حساباته المذهلة .
نصف برديات معبد اون التقويم الشمسى بان الاله قدم التقويم مع رسالة التوحيد ليدرك الناس حساب زمن حياتهم الأرضية القصيرة قبل رحلة البعث والمصير .
فالتقويم الزمنى او التاريخ الفعلى للحضار المصرية يبدأ من 11500 سنة وهو ما حددته مختلف المراجع القديمة ومن بينها قوائم مانيتون ووثائق افلاطون (التيمايوس)
فالتقويم الزمنى او التاريخ الفعلى للحضار المصرية يبدأ من 11500 سنة لاسبعة الأف عام الذى حدده قدماء المؤرخين عندما اعتبروا حكم الملك مينا مؤسس الأسرة الأولى بداية الحضارة المصرية علماً بان " نعرمر" الذى اطلقوا عليه اسم الملك مينا حمل رسالة التوحيد الثانية بعد اضمحلال العقيدة واسرات العهود الأولى باربعة الاف عام .
رغم اجماع قدماء المؤرخين عبر العصور التاريخية على تحديد عمر الحضارة المصرية بسبعة الاف عام مع بداية الأسرة الأولى واطلقوا عليها اسم " أم الحضارات " الا ان ذلك التاريخ قد تعرض بدوره فى مباريات اجتهاد مؤرخوا العصر الحديث الى مختلف التنازلات حتى صدرت آخر التقارير الرسمية التى حددوا فيه بداية الحضارة المصرية بقيام الأسرة الأولى .. وحددو تاريخ الأسرة الأولى بعام 3200 ق.م لتاريخ ميلاد الحضارة سجل كتاب التوحيد وقوائم التاريخ وثقها نزول الرسالات السماوية .
وصف بعض مؤرخو العقيدة النبى ادريس باوزوريس لقضابة اسميهما وتطابق اوصف كل منهما كما وردت فى كل من الكتب السماوية وكتاب التوحيد المصرى عندما قام الاله " برفع كل منهما بعدما قام كل منهما بتعليم الناس القراءة والزراعة ولبس المخيط" ان الأسم المصرى الحقيقى لاوزوريس الذى ورد فى كتاب التوحيد نفسه هو " عزير" الذى ورد اسمه فى التوراة والقران الكريم " وقالت اليهود عزير بن الله "
اما اسم اوزوريس فهو اسم اغريقى اطلقه كتاب ومؤرخو الاغريق على " عزير " كما اطلقوا اسماء من عندهم على جميع أسماء الملوك والبلاد المصرية القديمة حمل اوزوريس رسالة التوحيد عام 9500 ق.م فى مدينة اون اول عاصمة دينية فى تاريخ الحضارة المصرية بينما قام النبى ادريس بزيارة مصر واقام فى مدينة منف فى اواسط الدولة القديمة ... ومدينة منف اقيمت بعد مدينة "اون" باربعة الآف عام فالبعد الزمنى بين نزول كل من اوزوريس والنبى ادريس لا يقل عن اربعة الآف عام .
استمر العمل بعقيدة التوحيد خلال حكم اسرات ملوك انصاف الالهة ثم ملوك الشمس الذين استمر حكمهم ما يقرب من ثلاثة الآف عام تعرضت العقيدة بعدها للأنحلال عصرى ملوك العهد الثامن حيث تعرضت العقيدة للاضمحلال عندما تعددت الالهة والطواطم التى ورد بعضها مع القبائل المهاجرة والمغيرة من خارج البلاد حتى ظهر ثانى رسول من رسل العقيدة وهو القائد " نعرمر" وكان غريبا عن أهل الصعيد وتشير بعض الوثائق الى نشاته فى شمال الدالتا وانتمائه الى معبد اون الذى حمل منه الرسالة
انبياء الله فى مصر وقوائم تاريخ الحضارة
الأنبياء فى مصر وقوائم الملوك
من ارض مصر ارتفع اول صوت فى البشرية ينادى بتوحيد الاله الواحد الاحد . وعلى ارض مصر علت راية الاسلام بنزول عقيدة التوحيد فى سماء مدينة اون قبل ظهور الرسل والانبياء بالاف السنين وحمل كتاب التوحيد لمصر اسمها الذى احتفظت به عبر التاريخ وهو " جب بتاه " اى ارض الاله . لم يكن محصن مصادفة ان يجذب نور تلك الدعوة التى ارتفعت شعلتها من ارض مصر لتجذب جميع الرسل والانبياء ليقضوا فترة زمنية اختلفت ابعادها وازمانها كانت كافية لتامين حياتهم والتدبر فى وحى رسالتهم لينقلوا رسالة التوحيد والدعوة للاسلام عبر تاريخ الاديان " ان عطاء مصر للحضارة الانسانية دائم ومتجدد واعظم ما جادت به القديمة المصرية كان فى مجال الاديان والعقائد فقصة الدين وتتبعها على مدار العصور تنهض دليلا على عبقرية اصلية ووجدان مرهف لشعب وادى النيل وهى عبقرية لم تتقطع قط وستظل تؤدى دورها طالما بقى نسيج حياة ذلك الانسان العظيم "
يقول كتاب ضمير الشعوب " روى الاله ارض مصر بكتاب التوحيد فانبتت ارضها الحضارة التى ازدهرت بالثقافة والايمان .
اذا نحن تتبعنا قصة نزول الرسل والانبياء الى ارض مصر كما وردت فى الكتب السماوية وما سجلة التاريخ الانسانى فى تتبعه لحظاهم على تراب ارض مصر " مهبط العقائد ومهد الاديان ارض الانبياء "
نجد انها بدأت مع شروق فجر العقيدة والايمان بالاله الخالق الواحد عقيدة التوحيد التى نزلت على ارض مصر .. ارض الاله قبل عهد سيدنا إبراهيم أبو الانبياء بالآف السنين حيث نزل بارضها المقدسة انبياء ورد ذكرهم فى القرأن وانبياء ورسل ورد ذكرهم فى الكتب السماوية الأخرى ورسل امكن اختفاء اثارهم والاستدلال عليهم من سجلات تاريخ العقيدة .
" ورسلا قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً "
(سورة النساء)
" ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان ياتى باية الا باذن الله "
(سورة غافر)
ان رسالة التوحيدة الاولى التى نزلت على ارض مصر حملها اوزوريس واسمه المصرى " عزير" وهو الذى ورد فى القرأن الكريم " وقالت اليهود عزير بن الله " وهى الرسالة التى اتخذ كهنة "معبد اون " تاريخ نزولها بداية للتقويم المصرى الاول الذى اطلقوا عليه اسم التقويم الكهنوتى الذى وضع المؤرخ المصرى القديم " مانيتون " بمقتضاه قوائم التاريخ الزمنى الحقيقى للاسرات والملوك واحدات التاريخ .. وهى القوائم التى اتخذ منها " لغز الحضارة " مفتاحا لاعاده كتابة تاريخ مصر .
حدد التاريخ الزمنى بداية التقويم بالعام الاول لاوزيرى الموافق لعام 9500 قبل الميلاد ..... وهو تاريخ نزول رسالة التوحيد على ارض مصر التى حملها الرسول اوزوريس اول الرسل واطلق على العام الاول لنزول الرسالة " بالعام الاوزيرى " .. واطلق بعض المؤرخين على التقويم الكهنوتى اسم التقويم الاوزيرى وقد ورد ذكر اوزوريس فى كتاب العقيدة على انه كان احد ملائكة العرش الثمانية ارسله الاله فى المرة الاولى الى ارض مصر التى اختارها الاله لتحمل اسمه (جب بتاه ) لشق مجرى النيل لمدها " بماء الحياة " وفى المرة الثانية لملئها بالبشر وتعليمهم الزراعة وفى الثالثة حمل اليهم رسالة توحيد الخالق ليتعلموا القراءة والكتابة " مفاتيح علوم المعرفة المقدسة " وتشاريع السماء .
وهى الرسالة التى نزل بها اوزوريس (عزير) عام 9500 ق.م تاريخ مولد الحضارة المصرية .. ام الحضارات .
فى عقيدة التوحيد بمصر الفرعونية القضاء والقدر
ما من قضية اخذت جدلا من خلال عصور العقيدة كلها منذ نزول الرسالات والكتب السماوية مثل قضية القضاء والقدر فالقضاء والقدر هما من صلب الاديان والعقائد جميعها هما يعبران عن مشيئة الاله الخالق وقدرته .. ويحاول الكثير من المفسرين ان ينسبوا إلى القدر اخطاء البشر ويحاولوا تبرئة الانسان من تلك الاخطاء بقولهم ان الانسان مسير بقدره الهية لا يمكنه ان يحيد عنها .. ولكل اجل كتاب لا يمكنه ان يتخطاه واذا كان الانسان مسيرا بالقدر .. اى لا يملك لنفسه نفعا ولاضرا .. فلماذا الحساب ؟ .
اتفق اعلان التقويم الشمسى مع نزول عقيدة التوحيد بمعبد "اون" فاطلق على التقويم الذى سجلة مرصد المعبد بالتقويم الكهنوتى الذى حددوا فيه طول السنة الشمسية (365 يوم و 5 ساعات و 49 دقيقة و 45 ثانية ) اى بفارق يوم كل 128 سنة وهو التقويم الذى كشفت المراصد الالكترونية العالمية الحديثة دقة نتائج حساباته المذهلة .
فالقدر فى مفهوم رسالة التوحيد المصرية القديمة هو النظام المحكم الذى وضحه الاله الخالق الاعظم للوجود .. و القوانين العامة التى ربط بها الاله قدر الاشياء .. وحدد التشاريع التى ربط الاله الاسباب بمسبباتها .. فحلل الاشياء باسبابها وحرم الاشياء بمسبباتها عندما وضع امام النفس حرية الخيار فيما تفعل .. وفيما لا تفعل وترك محاسبتها للقضاء .
تنهى عقيدة التوحيد ان الالة عندما خلق الانسان ميزه عن بقية المخلوقات والكائنات بالعقل والضمير ويعبر عنها بالنفس وتوصف بانها قرين الروح " التى يضعها الاله فى الجسم عندما ينفخ فيه الروح . فالمخلوقات مسيرة بالقدر المرسوم التى تحمله الروح ، اما الانسان فيوهب الحياة بالروح (با) تصاحبها النفس (كا) اى القرين ، فالاله قرميز الانسان عن بقية المخلوقات بالنفس لتكون للانسان حرية الاختيار بين العمل بوحى القدر الذى تحتفظ الروح بالواحة فى القلب (ايب) الذى يكون شاهدا على اعمال الانسان عند وضعة فى الميزان – او بتوجيه النفس التى تسيرها الغرائز والحواس . حتى يكون هناك حساب فى الاخرة .
لقد فسرت كتب العقيدة علاقة كل من الروح والجسد بخلق الانسان وعناصر تكوينه الروحية والمادية بما اطلقوا عليه اسم كيان الوجود الانسانى او تاسوع خلق الانسان تشبها بتاسوع خلق الوجود اى الاله الخالق وملائكة العرش الثمانية .
تتكون تلك العناصر الثمانية تبعا لتوزيعها الهرمى فى الكيان :
1- خو – الهاله ، طاقة الصعوديد نفسه هو " عزير" الذى ورد اسمه فى التوراة والقران الكريم " وقالت اليهود عزير بن الله "
2- با – الروح
3- خابت – الظل
4- كا – النفس
5- سجع – الجسم الاثيرى
6- سخم – الطاقة والحيوية
7- خت – الجسم المادى
8- رن – الإسم
عبروا عن علاقة تلك العناصر ببعضها ودورها فى حياة الانسان وكيان وجوده نشكل الهرم المدرج المكون من ثلاث طبقات الطبقة العليا المتعلقة بالسماء (نوت) تمثل الروح (با) تمثلها القلب وتمد الجسم بالطاقة ، الطبقة الوسطى النفس(كا) وتمثلها الحواس الخمسة الظاهرة (السمع والبصر والشم واللمس والتذوق) والحواس الخمس الباطنة (الغرائز و الأنفعالات و الاراده ) اما الطبقة السفلى المرتبطة بالارض فهى الجسد المادى (خت) والعناصر الاخرى التى تربط الطبقات الثلاث ببعضها فتقع فى قمتها (خا او خو ) وصفوها بانها السائق الذى يفسح الطريق للروح عند مقاربتها للجسد ويقودها فى رحلة الصعود الى العالم الآخر .
والظل (خابت) واسطه الاتصال والحركة المتبادله بين الروح والنفس . بينما الطاقة او القوى الحيوية (سخم ) هى الخيوط التى تربط النفس بالجسد .
فالروح (با) هى التى تحمل رسالة القدر المكتوب على الانسان لذا فهى مسيره . والنفس (كا) هى التى تسيطر على الحواس الظاهرة والباطنة وترك لها حرية الخيار فيما تعمل فتختار بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين ما تخطه تشاريع القدر التى تحملها الروح وما تملية تصاريف النفس .
اما الجسد (خت) فهو الجهاز المادى او اداة التنفيذ وتبعا لمحصلة الصراع بين الروح والنفس ومدى انحراف الانسان عن قدره المكتوب الذى املته شريعة السماء وهو ما يحاسب عليه فى محكمة الاخرة (القضاء)
واذا حان اجل الانسان تفكك كيان طبقاته
فالروح (البا) تصعد الى السماء التى نزلت فيها
والنفس (الكا) تحاسب فى محكمة الاخرة
والجسد (خت) يفنى ويعود الى الارض التى خرج منها
الروح والنفس – التعبير عنهما بفنون الكتابة والنقوش
لما كانت حروف الكتابة فى اللغة الهيروغليفية وتركيب كلماتها تعبر نقوشها وصورها عن منطوق المعنى الذى تؤدى فقد رمز للنفس "كا" بذراعين مرفوعتان الى السماء اطلق عليهما ذراعى الشهادة او الاعتراف .كثيرا ما كانت تتصدربرديات الدعاء او نصوص فنون العقيدة او تنقش على باب الخروج من القبر بجانب النقوش التى ترمز الى الروح ، تعبيرا عن مرافقتها للروح فى الطريق الى محكمة الحساب او الميزان .
كثيرا ما وجدت (الكا) مثبتة فوق رؤوس تماثيل الملوك ولالة على الشهادة بطهارة الروح والاعتراف بالقدر المكتوب فى تشاريع السماء تعبر اصابع كف الذراع الايمن عن الحواس الخمسة الظاهرة واصابع الكف الايسر عن الحواس الباطنه . كما تعمل اليدان فى نفس الوقت على صد الشر ومنع الحسد . ولذا فكانت تميمة منع الحسد والشر تصنع على شكل كف تعلق على ابواب المساكن او على صدور الاطفال ولازال ذلك الاعتقاد يعيش فى حاضرنا وهو ما يطلق عليه العامة اسم (الخمسة وخميسة) اى كفى الحواس الظاهرة والباطنة . كما ان رفع الذراعين واليدين الى السماء فى الدعاء يعنى الدعاء بجميع حواس الانسان الظاهرة والباطنة اما الروح (با) فقد صورتها برديات العقيدة ونقوشها فى كتب الموتى على شكل طائر له رأسانسان ، يخرج من عنق الجسد حاملا مفتاح الحياة (عنخ) وصبخوا اجنحته باللوان الاخضر الذى يرمز الى البعث . ولا يختلف تلك الصورة عما ورد فى القرآن الكريم بقوله تعالى :-
(( وكلانسان الزمناه طائره فى عنقه ويخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا ))
ويصف الحديث الشريف الارواح بقولة " ارواح الشهداء فى حواصل طيور خضر فى الجنة"
إن العلاقة بين القضاء والقدر ودور كل منهما فى حياة الانسان الاولى فى الدنيا التى وصفوها بحياة التجربة – أو فى الحياة الثانية بعد البعث او حياة الخلود . فالعلاقة بينهما تنشأ مع بدء الحياة بتكوينها الهرمى – هرم كيان الوجود الانسانى – و مصير كل طبقة من طبقاته الثلاث بنهاية الاجل فى الحياة الدنيا بصعود الروح ومحاكمة النفس وفناء الجسد .
فالقدر الذى تحمل الروح الواحه او كتابة – ذلك الكتاب الذى نزل به "تحوت" رسول الالهة فى رسالة التوحيد الاولى التى عرفتها البشرية التى عرفت المخلوق بالخالق وعلاقة السماء بالارض وفتحت ابواب البعث ليدرك الانسان علاقة المصير بالعالم الآخر لى عالم الخلود . وضع الاله النظام المحكم الذى على الروح ان تعمل بمقتضاه . ذلك النظام الذى نقشت سطوره فى الكتاب فى شكل وصايا وتشاريع وقوانين واحكام تفصل بين الحق والباطل . بين الخير والشر بين الحلال والحرام التى وضعت ليسير الانسان على هداها ويعمل فى حياته بمتقضاها .
فالايمان بالقدر كما تصفه فنون العقيدة هو الايمان بالله الذى استودع الروح كتابه .
كما ان وصف القدماء للقدر بكلمة " المكتوب " اى المكتوب فى كتاب السماء فهو الاسم الدارج الذى اصطلحت عليه كثير من العقائد الدينية . وهو ما يفسر علاقة القدر بالكتب السماوية ووحاياها . ان علاقة النفس بالقدر تلك العلاقة التى تحدد مصير الانسان يوم الحساب فى محكمة الميزان وما يعبر عنه بالقضاء ، فتلك العلاقة تبدأ حياة التجربة التى يمتحن فيها الانسان عندما تكون للنفس حرية الاختيار بين الخبر والحور الذى يوصى به القدر وملائكته ، والشر او الباطل الذى يمهد له طريقة افاعى الشيطان باسلحتها ، فتعاليم القدر هى اسلحة الانسان فى معركة الامتحان . الامتحان فى حياة التجربة – تجربة الايمان – حيث تحدد نتيجة الامتحان مكانه الانسان ومكانه فى عالم الخلود فى مختلف طبقات الجنة او النار التىوعد بها الاله الانسان فى رسالة التوحيد – كتاب القدر.
تشرع فنون العقيدة سر الوجود الشر بجانب الخير فى الارض بان الاله عندما خلق الانسان سيراه عن بقية المخلوقات بنعم لا تحصى وروده بالوصايا والتعاليم التى تمهد له السبيل للتمتع بتملك النعم الالهية التى تضمنها كتاب القدر وارسل له ملائكة الخير ورسله وعلى راسهم اوزوريس يمهد له طريق الهدى ويزوده باسلحة الايمان التى تعصمه وتحميه . وفتح الاله الابواب لشياطين الشر وعلى رأسهم (ست) لتهبط الى الارض ليمتحن بها ايمانه ومدى تمسكه بتعاليم قدره وتبعا لنتيجة الامتحان يلقى الانسان جزاءه فى محكمة الاخرة خيرا كان او شراً وتتفق تلك الصورة مع قوله عز وجل فى القرآءن الكريم
" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)(سورة طه )
ان القدر المكتوب الذى يتمثل فى الوصايا و التشاريع والتحريم التى تضمنتها برديات العقيدة جمعت مفصله فى اسئلة القضاه التى وردت فى برديات صور محكمة الأخرة . وهى الآسئلة التى يسالها كل قاضى من القضاه الأثنان والاربعين عند حساب النفس أمام الميزان الذى تقف حوله كل من الانسان ( النفس) وهو يضع قلبه فى الميزان وساعت حاوله ريشه الحق والعدالة التى تضعها فى الكفة الاخرى وتحوت ويحمل الواح القدر ليسجل عمل الانسان بموجبها عند رده على اسئلة القضاه .
وقد وردت صور المحكمة وهيئة القضاة وعددهم واسئلتهم فى مختلف برديات كتب الموتى ( وهو الاسم الذى اطلقه المؤرخون على رسالة التوحيد ) وردت متماثلة بغير تغيير عبر العصور الفرعونية المتباعدة مما يؤكد وحدة الاصل والمصدر .
وقد وردت تلك الاسئلة فى برديات منفصله باسم الوصايا الالهية الاثبات والاربعين كان يوضع بعضها بين لفائف الموميات فى المقابر او ضمن برديات الدعاء والتلقين .
وقد وصف والاس بادچ اول من ترجم تلك الوصايا التى وردت فى صورة محكمة الاخرة فى بردية آنى . بانها تعد ادق وارقى ما وصلت اليه تشاريع الكتب السماوية فهى فى مجموعها تشريع انسانى كامل لم يفرض بالتهديد والانذار بل بالمنطق والترغيب والاغراء .
كما ان تلك الوصايا التى تفرق بين الحق والباطل وما حلله الاله وما حرمه ( التى يحقق بها القدر للانسان النعيم فى الحياة الدنيا والأخرة )
فقد جبت تلك الوصايا كل ما ورد فى الكتب السماوية التى ظهرت فى العالم اجمع بعد كتاب العقيدة المصرية بالوف السنين .
ان حساب النفس فى محكمة الأخرة كما صورته بدقة كل من برديات كتب الموتى (آنى – وحرنفر – وعنخ آى ) المشهوره .
تبدأ بدخول الروح يقودها المعبود حورس (قائد الأرواح فى العالم الآخر) وتصفه بعض البرديات بالشفيع . يتصدر منصه القضاء القضاه الأثنان والاربعون ويتوسط القاعة الميزان .
هنا يتقدم الؤبيس لينتزع قلب الانسان ليضعه فى احدى كفتى الميزان ويضع فى الكفه الأخرى ريشه ماعت (رمز الحق والعداله) ثم يبدأ القضاة فى سؤال النفس (الكا) التى يشهد القلب على صدق اقوالها . سؤالها سؤالأ واحدا . فى الأجابة على كل سؤال تتحرك كفة الميزان التى تحمل القلب (ايب) الذى يوصف بانه (دعاء اعمال الانسان) ولذا فعندما ينزع القلب ليوضع فى الميزان يناديه صاحبه بقوله (ياقلبى قرين حياتى لا تشهد ضدى) وهى تميمة القلب التى وجدت محفوظة بين لفائف كثير من المومياء فى المقابر . فتبعا لتحرك كفتى الميزان بين القلب والريشة يسجل كل من ملكى الحسنات والسيئات حصيلة الوزن كل من الواحة تبعا لوضعها الواح القدر فيحاسب الانسان عليها ويحاكم بمقتضاها .
كما يقول تعالى فى سورة الأعراف " والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاؤلئك هم المفلحون .ومن خفت موازينه فاؤلئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون "
ان العلاقة بين القضاء والقدر وتأثير كا منهما على الآخر فى صراع الحياة بين الروح والنفس ودور كل منهما فىمسيرة حياة الانسان المسيره بالروح (القدر) والمخيرة بالنفس (القضاء) فيها الاجابة على الؤال الذى تضاربت اداء الكتاب ومفسرى العقيدة والاديان فى الاجابة عليه وانصب الخلاف على موقف الاجل من القدرالذى سمى كتاب القدر باسمه اى كتاب الأجل .
فاذا كان الانسان مخيرا بالنفس فهل يعطى هذا الخيار للنفس فرصة تغير اجله المسمى فى كتاب العقيدة ؟ او السيطرة عليه والتحكم فى تحديده ؟ ان تتبعنا أسئلة القضاة فى محكمة الأخرة التى يحاسب فيها عن اعماله فى الحياة نجد انها تبدأ بالسؤال عن الأجل بقولهم :
هل عشت اجلك الذى حدده لك الاله كاملا ؟
ويقصد به الانتحار الذى حرمته جميع الاديان . فالقتل الذى يتسبب فى تغيير الاجل والذى يحاسب عليه الانسان فى محكمة الاخرة ورد فى ثلاثة اسئلة من اسئلة القضاة اولها السؤال الأول الخاص بالانتحار والثانى فى السؤال السابع الخاص بقتل النفس التى حرم الاله قتلها والثالث فى السؤال الخامس والثلاثين الخاص بالاستشهاد . فى الحالتين الأولى والثانية ففى حالة الانتحار وقتل الغير يكون العقاب بالتعذيب فى احدى طبقات الجحيم السبعة لوقت محدد (مرحلة التطهير) . اما الاستشهاد فمصير صاحبه الانتقال الى جنة الشهداء احدى طبقات جنة الخلود السبعة .
يصف كتاب الموتى وبردياته تفاصيل كل من طبقات الجنة وطبقات الجحيم وصفاها بالصور والنقوش بجانب ما يلقاه الانسان ويواجهة فى كل منهما ما يتفق الى حد بعيد ما ورد وصفه فى القرآن الكريم ومختلف الكتب السماوية .
الميزان ... فى الدنيا والآخرة
لقد احتل الميزان اكثر من موضع فى متون العقيدة ونصوصها وبرديات كتب الموتى التى تشير الى ملازمة الميزان للانسان فى حياته الأولى حيث يضع الاله الميزان فى قلبه ليزن به اعماله ويحاسب نفسه حتى لا تلهيه النفس بمغريات الارض وتبعده عما هو مسطور فى كتاب القدر حتى يخفف من اثقال احماله التى ستصحبة الى ميزان الأخرة ويطهر نفسه بتسوية حساب خطاياه فى حياته . تصف اكثر من بردية بان الحساب لن يكون باكمله فى محكمة الأخرة بعد البعث . بل انه كثيرا ما يساير الحياة الأولى – حياة التجربة لتطهر النفس المؤمنة والتكفير عد ذنوبها التى يغفرها الاله – ويتمثل الحساب بما قد يصيب الأنسان من حوادث وامراض وكوارث مما يؤثر على النفس والجسدوهو ما يتفق مع الاصطلاح الدارج (بان المؤمن مصاب)
ان علاقة الميزان بالحساب فى الدنيا حياة التجربة والأخرة حياة الخلود تردد ذكرها فى كثير من برديات الحكمة المقدسة التى وردت فى نصوص كتب الموتى واقوال الحكماء من بينهما .
• وضع الاله ميزان الحساب بين يديك عند نزولك الى الحياة الاولى لتزن به اعمالك وتحاسب نفسك كلما انحرفت عن طريق الحق الذى رسمه لك الاله حتى لاتفاجأ باختلال الاثقال فى كفتى الميزان عند اعاده وزنها فى محكمة الأخرة .
• فان اعمالك فى حياتكالاولى قبل ان يعاد وزنها فى ميزان محكمة الآخرة حتى تقابل الاله بنفس مطمئنة وروح راضية .
• قلبك هو قرينك ودليلك الى الميزان . فلتكن روحك مضيئة ونفسك راضية عن اعمالك حتى تطمئن الى قلبك الذى سيشهر عليك عند وضعه فى الميزان .
• خلق الاله كل شئ فى الكون بالميزان . وخلق الانسان بميزان الحق والحكمة وزوده بالواح قدره التى تنطق سطورها بوصايا الاله وتعاليمه ليزن الانسان اعماله فى الحياة بمقتضاها . فاعمال الانسان فى حياته هى التى تحرك كفتى الميزان فى الصعود والهبوط بثقل موازينه وخفتها . ( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم )
فصوره الميزان كانت رمزا لصوره العقيدة نفسها واعترافا بالبعث اساس التوحيد . فلم تخلو بردية من برديات كتب الموتى من صورة الميزان وهو بتوسط قاعة المحكمة الأخرة . كما احتل مكانه فى مختلف نصوص التشاريع فى كل يختص بالقضاء والقدر او محاسبة الروح والنفس سواءاً فى الدنيا والأخرة – أو فى القضاء فى الحياة حيث اتخذوا الميزان شعار للمحاكم ودور القضاء . عبروا عن معنى الميزان فى تصويره بوقوف المعبود تحوت (رسول الالهه) حامل الواح القدر على جانب احد كفتى الميزان، وساعت حامله ريشة الحق والعدالة بجانب الكفة الأخرى .
كما صوروا الميزان فى التعبير عن القضاء والقدر بالعديد من الأوضاع والأشكال والرسوم التعبيرية فى برديات الخلق وشجرة الحياة التى تصور المعبود تحوت (هرس) يتقدم الى شجرة الحياة بيدين تحمل احداهما لوحة القدر التى تعبر عن الروح وتحمل الأخرى ميزان القضاء الذى يعبر عن النفس .
وفى برديات القرابين التى تقدم فى ترس الاقراس صوروا ذراعى الانسان تمتد يد احداهما حامله رموز الحياة والمصير ( القدر) وتمتد اليد الأخرى حاملة الميزان ( القضاء)
الحكمة المقدسة وعلاقة القضاء بالقدر :
ان العلاقة بين القضاء والقدر وثالوث كيان الوجود الانسانى المكون من الروح والنفس والجسد ، ودور كل منهما فى توجيه عمل الانسان فى الدنيا وتحديد مصيره فى الأخرة . احتلت مكانها فى اكثر من حكمة من الحكم المقدسة التى افرد لها باب خاص فى كتاب الموتى اطلق عليه اسم (البراءة من الخطايا ) كذلك الحكم المقدسة التى سجلتها برديات حكماء العقيدة وكثيرا ما كان يتردد بعضها فى تلاوة تلقين الميت عند دخوله القبر . وتتلاقى جميعها عند تاكيد التمسك بالوصايا الالهيةالمكتوبة فى الواح القدر (امانة الروح) وتحذير النفس من متابعة هواها واساءة اختيارها فى محاولة تغييرالقدر
وهو يتفق مع ما نادت به الكتب السماوية جميعها التى نزلت فيما بعد من بين تلك الحكم المقدسة قولهم :
• لا تنسى انك روح ونفس وجسد فلا تتبع اهواء نفسك فى تغذيب روحك وجسدك
• عين الشر تطل من ظلام النفس
وعين الخير تطب من نور الروح
سر فى طريق النور حتى لا تتعثر
خطواتك وانت تسير فى طريق ظلمات النفس
• كل ما هو خير ينزل من السماء فيتلقاه الروح
وكل ما هو شر يصدر من الأرض فتتلقاه النفس
فول وجهك شطر السماء وافتح قلبك لتتلقى خيرها
واغلق عينيك عن مغريات الأرض لتامن شرها
اسئلة القضاه فى حساب المحكمة
1-هل عشت أجلك الذى حدده لك الإله كاملا؟
2-هل راعيت حق بدنك عليك كما رعاك الإله فى شبابك ؟
3-هل حفظت جسدك طاهرا كرداء نظيف لم تلوثة القاذورات؟
4-هل تغلبت على شهوات جسدك ؟
5-هل حافظت على حسن سمعتك ؟
6-هل امتدت يدك إلى سرقة ماليس لك ؟
7-هل قتلت نفسا بغير حق ؟
8-هل تغلب عليك الغضب فكنت أسييرا له فكان السوط فى يدك كالسوط فى يد فرعون ؟
9-هل أنت برئ من الأطلاع على جسد أمك أو أختك أو بنتك أو خالتك أو عمتك ؟
10-هل نظرت إلى من هو أغنى منك أو أشهر منك بعين الحسد أو الحقد
11-هل سبق أن مزقت الغيرة قلبك بمخالبها ؟
12- هل سكرت حتى فقدت عقلك وأصبحت ارادتك أسيرة الأهواء ؟
13- هل تحدثت بسوء عمن ذكرك بخير ؟
14- هل أذيت حيوانا أو عذبته بغير سبب ؟
15- هل أهملت زرعك وأرضك ومحراثك وقت الزرع أو البذر ؟
16- هل شعرت برغبة جامحة فى معرفة أمور وجب الا تسمعها أذناك أو تراها عيناك ؟
17- هل شاهدت خيالك وقد بدا كبيرا على الجدار فأخذت الغرور وظننت نفسك كبيرا وقويا مثل خيالك ؟
18- هل تجنبت طريق الصواب عندما وجدته محفوفا بالمخاطر ؟
19- هل تعلقت بالدنيا وربطت نفسك بها بسلاسل من ذهب ؟
20- هل شغلت عيناك بأمور الدنيا حتى عميت عن أمور الأخرة ؟
21- هل تعاملت فى الأسواق بالعدل والأمانة ولم تقسط فى الميزان ؟
22- عل اعترفت بالجميل لكل من صادفك فى رحلة الحياة سواء كان إنسانا أو حيوانا حملك أو شجرة أظلتك أو أنعشتك ؟
23- هل تصدقت بخبزك على المحتاجين وبثمار حقلك على المنهكين ؟
24- هل عف لسانك عن قول البهتان وشهادة الزور ؟
25- هل أخذك الغرور بذكائك فعميت عليك حكمتك ؟
26- هل ربطتك سلاسل الكراهية بانسان ؟
27- هل سددت أذنيك عن سماع صوت الحكمة والاستماع إلى النصيحة ؟
28- هل رويت بحكمتك عطش المتعطشين إلى الصدق والحق ؟
29- هل جلبت الرضا لقلب أمك ... والشرف لبيت أبيك ؟
30- هل خنت جارك أو صديقك الذى ائتمنك على عرض بيته ؟
31- هل عرفت السحر الأسود . وهل دنست نفسك بأن سمحت لجسدك أن يكون بيتا لروح غير روحك ؟
32- هل استخدمت قوتك فى سبيل النور فقط والوقوف إلى جانب الحق والعدل ؟
33- هل تسببت فى قيد حرية أحد .. أو سلبتها منه ؟
34- هل صورتك التى انعكستفى قلبك صورة مشرقة ؟
35- هل كنت سيفا مسلولا فى جيش الإله حورس ؟
36- هل تذكرت الهك فى طريق رحلة حياتك وسألته الهداية والرشد ؟
37- هل تبينت أن نهاية كل مرحلةمن مراحل حياتك هى بداية لمرحلة أخرى ؟
38- هل صادقت قلبك واستمعت لصوت ضميرك فكانا حسيب صدق على أعمالك ؟
39- هل عنيت بالنباتات التى كانت يوما ما اخوتك فرعيتها وسقيتها واطفأت ظمأها حتى نبتت ونمت ؟
40- هل عاملت دوابك ومن هو أقل منك كما أردت أن يعاملك من هو أعلى منك قدرا بالحكمة والشفقة والرحمة ؟
41- هل يمكنك أن تقرر فى صدق أنه لم يسبق لى أن أجبرت رجلا أو دابة على العمل أكثر من طاقته وأدركت أن من فى الأرض من مخلوقات إخوة لى فى رحلتى وأننى مددت لهم يد المساعدة فى رحلتهم ؟
42- هل داومت على زيارة بيت الاله وبخلت خدامه من الكهنة الصادقين وشاورتهم فى أمر دينك ؟
الجبل الغائب بين الواقع والاساطير
قترجع علاقة المصريين القدماء من أهل سينا وكان يطلق عليهم اسم "هيروسيتو" أي اسياد الرمال بجبل الرب (سان كاترين) وعندما اقاموا في احضان الجبل احد "مخابئ العقيدة" التي التجأ اليها واختفى بها " بنو مناف" مهاجري ثورة منف الشيوعية عام 2275 ق.م. وهم في طريقهم الى الارض المقدسة بالجزيرة العربية التي اطلقوا عليها اسم "بالحا" أي امان الروح – روح العقيدة – وهو الاسم الذي ورد في القرآن الكريم "بكة" وتحول إلى مكة بعد ظهور الاسلام . وقاموا باعادة بناء الكعبة التي دمرها "طوفان نوح" وقاموا ببنائها مماثلة لكعبتهم المصرية (بيت الله) هرم ميدوم
عند وصول اليهود بصحبة النبي إلى أرض سينا وهي الرحلة التي استمرت عشرة ايام وصلوا فيها في اليوم العاشر وهو نهاية رحلة الخروج إلى رافيديم التي يطل عليها جبل حورب ومدخل الوادي المقدس ويقع كلاهما في منطقة صدر (جبل الوادي) وهو ما يتفق مع ما ورد في التوراه وسفر الخروج والخرائط المسيحية التي سبق شرحها في (فرعون موسى بين الواقع والأساطير)
· وتطفو قضية الجبل الغائب بأرض سيناء فوق جميع القضايا لتشير إلى موقع الجبل المقدس الذي غاب عن الوجود ولم يعد له أثر فإذا هو الجبل الذي تجلى الله تبارك وتعالى عليه فكان للجبل شرف الحضور أمام أنوار الحق وجماله وكان له شرف الفناء أمام هيبة الحق وجلاله.
لم يصمد الجبل لانوار الحق فأندك ساجداً بأسلوبه الخاص فانهارت صخوره وغاب عن ذاته.. وتحول إلى الفناء ولم يتبقى منه سوى قاعدته التي تتوسد مدخل الوادي المقدس.
حدثنا الله تبارك وتعالى عن قصة هذا الجبل الكريم في سورة الأعراف:
"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا"
وفي واقعة الدك الجيولوجي يقول الحق تبارك وتعالى "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال بحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين" (الأعراف 143)
ويقول سفر الخروج "وكان جبل سينا كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار وارتجف كل الجبل (سفر الخروج 19)
فمن المؤكد أن جبل موسى المقدس هو جبل وادي صدر الذي أطلق عليه سفر الخروج أسم (ش بشر) أي جبل البشرى وكانت قمته أعلا قمة تطل على ارض سينا بأكملها كما ورد اسمه ووصفه في الكتب السماوية ومن بينهما التوراه وأقوال المؤرخين الذين جانبهم الصواب عندما بحثوا اعلا جبل في سينا تنطبق عليه الاسطورة الوارده في التوراه وسفر الخروج وهو الجبل الذي وصلوا إليه في اليوم العاشر من أيام رحلة الخروج التي تنتهي عند اڤديم (جبل صدر ومدخل الوادي المقدس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق