الكاتب والمفكر محمد حسن كامل يكتب قراءة فى أوراق إبليس نرصد صراع الطاقة مع العناصر والمركبات في معامل الكيمياء
محمد-حسن-كامل
هناك في معامل الكيمياء عكف إبليس على دراسة هذا المخلوق الطيني آدم
تلك الدراسة تعكس علاقة المادة بالطاقة
تلك الجدلية العلمية التي لم تنته قط من الوجود
الصراع القائم والدائم في الحياة
صراع بين المادة والطاقة
والطاقة والمادة …..!!
إبليس دخل دهاليزعالم الكيمياء , بين العناصر والمركبات , الإليكترونات والنيوترونات, حاول أن يجد مبرراً إنه الأفضل والأعظم والأقوى !!
هذا الصراع انتقل للبشرية
صراع اسم التفضيل
وعبادة اسم التفضيل
بكل أوثان اسم التفضيل
حجارة اسم التفضيل , نحت اسم التفضيل , تقديس اسم التفضيل
إبليس دخل موسوعة اسم التحقير من خلال 11 مرة ذُكر فيها في القرآن الكريم
جدلية الصراع بين القناعة والرضا بين فهم حقيقة اللامنتهى من نعم الله وعظمته , وبين الجور على الله وعزته
من هو إبليس هذا….؟
وما معنى إبليس….؟
إبليس من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله تعالى .. وهو بحد ذاته أكبر من المعصية ولذلك صدر أمر تكويني وليس تشريعي :
(( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
آدم وإبليس كلاهما صاحب معصية فما الفرق بينهما؟ وما سر عدم سجود إبليس لآدم؟
وما أروع هذا الحوار بين الله وإبليس الذي ترأف بحيثيات رفضه للسجود لأدم , حوار بين
الأعلى والأدنى بين الله خالق الوجود الواحد المعبود إبليس اللعين
وما أروع فن الحوار والاستماع إلى الآخر وإصدار الحكم بالمنطق دون ظلم
متي صدق إبليس؟
وإذا كنا نعقد المقارنة بين إبليس وآدم وكلاهما عاص لله ولكن ما الفرق بينهما
آدم عصي ربه ثم تاب وأناب والله هو التواب الرحيم ومن هنا انتفع برحمة الله ومن ثم انتفع بأسماء الله وصفاته
فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
البقرة 37
وأيضا إبليس عصي ولكن لم يتب أي لم ينتفع من أسماء الله وصفاته أي عطل علي نفسه نعمة الله ورحمته
والمعصية نوعان الأول معصية يتبعها توبة والله غفور رحيم
(إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) الفرقان 70
ليست المغفرة فقط ولكن مغفرة وكرم لم يجعلك الله أن تغادر مكانك صفر اليدين وإذا قد كنت عصيته وتبت غفرلك وبدّل السيئات حسنات ويضاعف الله لمن يشاء أضعافا مضاعفة
أي أن الحسنات بمفهوم جبري تساوي مربع السيئات في الرياضيات الحديثة بتضعيف قيمة الأس إلى ما شاء الله
أما إبليس عصي وحينما سأله الحق في أروع موقف ديمقراطي في العالم عن سر عدم سجوده لأدم قال ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
تأمل معي رد إبليس والمفاضلة من نار وطين
الطين مركب كميائي يمكن تحليله إلي عناصر والنار من وسائل الطاقة التي تفكك المركب إلي عناصر أي أن النار قادرة النفاذ في الطين وتحليله وبهذا تحدث إبليس مع الله بأدق أسرار علوم الكيمياء الحديث الحديثة بمنطق كله غرور وفخر
( أنا خير منه)
بل لم يستخدم أفعل التفضيل لمشاركة آدم في الفضل وقال حاسماً القضية لحسابه المطلق أنا خير منه
ولكن غفل إبليس الأمر أن القضية ليست بين العنصر والمركب والطاقة ولكن القضية هي طاعة رب العنصر والمركب والطاقة ورفض إبليس السجود لآدم معناه رد الأمر على الله وبذلك كان رجيما مبعدا
إذن هناك عصيان في القمة دون استغفار وعناد واستكبار وهو مايسمي بالكفر وبهذا كان إبليس كافراً , أبى واستكبر وكان من الكافرين وكلمة (كفر)في اللغة معناها ستر والذي يستر شيئا يؤمن به وإبليس ستر أمر الله بالسجود وبالتالي كفر بالله وكان من الظالمين
أما بالنسبة للدين ليس هناك جمعاً للدين في لفظ أديان من حيث المنطق ولكن يجوز من حيث اللغة لان الدين واحد وهو التوحيد لله رب العالمين ولكن هناك شرائع وهي بمقتضي التشريع والتنزيل التاريخي لكل نبي ولذلك قال الحق تبارك وتعالي ( أن الدين عند الله الإسلام) لأن كل الأنبياء يعملون في معسكر واحد ألا وهو التوحيد لله رب العالمين واسمع معي قول النجاشي بالحكمة وكان على المسيحية مخاطبا جعفر بن أبي طالب أول سفير في الإسلام
إن الذي جاء به نبيكم والمسيح لينبع من سراج واحد
وإذا عدنا إلي لفظ دين نجد أنها من دين بفتح الدال والدين معناه انك مديون لله فلابد أن ترد الدين بالدين للخالق الواحد الأحد دون سواه
ومن ثم هذا يلغي مادون ذلك من فرق وطرق وحيل للعبادة مثل البوذية والهندوكية وغيرها
والإيمان إقرار بالعقل والمنطق والعلم بأن الله واحد احد وهناك من غرائب علوم الرياضيات في العالم أي رقم في العالم نريد الحصول علي جذره التربيعي يمر برقم صحيح أو رقم كسري وفي النهاية يصل إلي واحد
والكل ممكن تجربة ذلك
افتح الآلة الحاسبة وأغمض عينيك واكتب أي رقم عشوائي من عشرة أرقام وإن استطعت قدر حاسبتك واوجد الجذر التربيعي باستمرار ماذا تلاحظ ؟ مرور الجذر ربما بأرقام صحيحة وأخري كسرية أي فيها العلامة العشرية وفي النهاية تصل إلي رقم واحد كرر هذا ملايين المرات تبقي الإجابة واحدة هي واحد إشارة إلي الله الواحد والأعداد هي رقم حقيقي وهو واحد ورقم تخيلي وهو بالعلامة العشرية أو الكسر ورقم تكراري وهو تكرار الوحد في صور…….. 1234 إلي مالانهاية هذا يعني أن أصل الوجود واحد كما أن الواحد في اللغة لايثني ولا يجمع من جنسه لأن الله واحد في صفاته وأحد في ذاته
ماأعظم أن تدرك مكانك أيها الإنسان
يابن ادم كلنا من تراب وطين والي الأرض عائدون ولكن بماذا؟
لقد تكبر إبليس بما علمه الله فغوى وكان من الغاوين
اعرف نفسك تعرف حجمك وأنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق