1- العالم سيد كريم عميد المهندسين المعماريين
روايات حول الكعبة قبل إبراهيم:
قام إبراهيم وإبنه إسماعيل ببناء الكعبة بعد نزوحهما من فلسطين الى بلاد الحجاز بأمر من الله سبحانه وتعالى. وهو ما يؤكده القرآن الكريم، ويجمع عليه المؤرخون. ولكن يحلو لبعض المؤرخين أن يذكروا بعض الروايات التي تدور حول تاريخ بناء الكعبة، فيجعلون لتاريخ الكعبة أصولا وجذورا تمتد الى ما قبل عهد إبراهيم وإسماعيل، ويصبح الخيال الواسع عنصرا بارزا في بعض الروايات. وإختلاف بعض الروايات وتناقضها، وعدم موافقتها للكتب السماوية، يجعلنا لا نؤمن بصحتها. ولكننا ونحن ندرس تاريخ الكعبة المعظمة لا نرى بأسا من أن نذكر بعض هذه الروايات التي حوتها كتب بعض المؤرخين الأقدمين فقد أصبحت جزءا من تواريخهم وهي محط أنظار القراء في كل زمان وحتى يمكننا أن نناقش هذه الروايات ونحكم عليها حكما تاريخيا منهجيا.
فهناك من المؤرخين القدماء من ينسب بناء البيت الى الملائكة قبل أن يبرأ الله عز وجل الأرض ومنهم من نسب بناءها الى آدم عليه السلام الى إبنه (شيث) ولكن هذه الروايات لا تستند الى مصدر أصلي قديم وجميع الشواهد تؤكد أن وادي مكة قبل نزوح إبراهيم وإسماعيل كان غير ذي زرع، ولا يسكنه أحد، لعدم توافر وسائل الحياة.
أما المؤرخين الذين ينسبون بناء البيت الى الملائكة فيذكرون أن الله عز وجل غضب على الملائكة حين قال لهم: ( إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) وغضب الله سبحانه وتعالى على الملائكة وأعرض عنهم فلاذ الملائكة بالعرش ورفعوا رءوسهم وأشاروا بالإصابع يتضرعون ويبكون إشفاقا من هذا الغضب وطافوا بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وهم يقولون:" لبيك اللهم لبيك، ربنا معذرة إليك، نستغفرك ونتوب إليك" فنظر الله عز وجل إليهم ونزلت الرحمة عليهم ووضع الله سبحانه وتعالى تحت العرش بيتا هو البيت المعمور ثم قال للملائكة: طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش فكان طوافهم بهذا البيت أيسر عليهم من طوافهم بعرش الخالق.
ثم أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة كما يذكر المؤرخون، من سكان الأرض، أن يبنوا في الأرض بيتا على مثال البيت المعمور وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور.
فبنته الملائكة قبل خلق آدم بألفي عام وكانوا يحجون إليه. فلما حج آدم الى هذا البيت قالت الملائكة له: " بر حجك يا آدم، حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام"
وروى العمري في كتابه " مسالك الأبصار" (1) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال:" خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة وكان عرشه الى الماء على زبدة بيضاء فدحيت من تحته" واسند العمري هذه الرواية أيضا الى مجاهد وقتادة والسدى.
وأسند العمري الى قتادة أنه قال:" ذكر لنا أن البيت هبط مع آدم وحين اهبط معك بيتي يطاف به كما يطاف حول عرشي. فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين حتى إذا كان زمن الطوفان رفعه الله وطهره من أن تصيبه عقوبه أهل الأرض، فصار معمورا في السماء. ثم أن إبراهيم تتبع منه أثرا بعد ذلك، فبناه على أساس قديم كان قبله" (2).
وقال عطاء بن أبي رباح: وجه آدم الى بكة (3) حين استوحش فشكا ذلك الى الله عز وجل في دعائه. فلما انتهى الى بكة أنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن. فلم يزل يطوف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله عز وجل إبراهيم فبناه فذلك قوله تعال:" وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت". ويسند العمري هذه الرواية الى أبي عروبة.
وروى أبو الوليد الأزرقي بسنده عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال:" إن الله تبارك وتعالى بعث ملائكته فقال ابنوا لي بناء في الأرض تمثال البيت وقدره. وأمر الله من في الأرض من خلقه أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور. قال:" وكان هذا قبل خلق آدم عليه السلام والله أعلم (4).
ومن الروايات التي تدور حول بناء آدم البيت، رواية تفرد ابن لهيعة في نسبتها الى الرسول أنه قال: " بعث الله جبريل الى آدم وحواء فقال لهما:" ابنيا لي بيتا فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى إذا أجابه الماء نودي من تحته: حسبك يا آدم. فلما بنيا أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت. ثم تنسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد فيه".
وينسب ابن قتيبة في كتابه " المعارف " (5) بناء الكعبة الى شيث بن آدم، فروى" كان شيث بن آدم أجل ولد آدم وأفضلهم وأشبههم به وأحبهم إليه وكان وصي أبيه وولي عهده وهو الذي ولد البشر كلهم إليه إنتهى أنساب الناس، وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة وكان هناك خيمة لآدم وضعها الله له من الجنة " ويروي العمري (6):
( وقيل إن آدم أول من بناها ـ أي الكعبة ـ وقيل شيث بن آدم، وكانت قبل بنائه خيمة من ياقوتة حمراء، يطوف بها آدم). ولكن العمري بعد أن عدد روايات كثيرة لا يجزم إذا كان بناء الكعبة قبل إبراهيم كان على يد الملائكة أو على يد آدم، أو على يد إبنه شيث.
وهناك روايات كثيرة يذكرها مؤرخون أقدمون ولا نرى بأسا من ذكر بعضها، فيذكر المؤرخ المسعودي أن عاد لما أصابهم القحط " وفدوا الى مكة يستسقون وكانوا يعظمون موضع الكعبة قبل أن يشيد بناءها إبراهيم وكانت ربوة حمراء" وتتعدد الروايات عند بعض المؤرحين فيذهبون الى أنه كان في مكان الكعبة معبد قديم للعماليق إندثر واختفى قبل قدوم إبراهيم الى بلاد الحجاز " البلاد المقدسة".
قبل الكعبة كان لعبض الأنبياء بيوت فقد عرف نوح البيوت وسكنها قبل إبراهيم وكان لإبراهيم بيوت في وطنه، ولكن الكعبة كانت أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد وفيه آيات بينات.
فهناك من المؤرخين القدماء من ينسب بناء البيت الى الملائكة قبل أن يبرأ الله عز وجل الأرض ومنهم من نسب بناءها الى آدم عليه السلام الى إبنه (شيث) ولكن هذه الروايات لا تستند الى مصدر أصلي قديم وجميع الشواهد تؤكد أن وادي مكة قبل نزوح إبراهيم وإسماعيل كان غير ذي زرع، ولا يسكنه أحد، لعدم توافر وسائل الحياة.
أما المؤرخين الذين ينسبون بناء البيت الى الملائكة فيذكرون أن الله عز وجل غضب على الملائكة حين قال لهم: ( إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) وغضب الله سبحانه وتعالى على الملائكة وأعرض عنهم فلاذ الملائكة بالعرش ورفعوا رءوسهم وأشاروا بالإصابع يتضرعون ويبكون إشفاقا من هذا الغضب وطافوا بعرش الله سبعا كما يطوف الناس بالبيت الحرام وهم يقولون:" لبيك اللهم لبيك، ربنا معذرة إليك، نستغفرك ونتوب إليك" فنظر الله عز وجل إليهم ونزلت الرحمة عليهم ووضع الله سبحانه وتعالى تحت العرش بيتا هو البيت المعمور ثم قال للملائكة: طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش فكان طوافهم بهذا البيت أيسر عليهم من طوافهم بعرش الخالق.
ثم أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة كما يذكر المؤرخون، من سكان الأرض، أن يبنوا في الأرض بيتا على مثال البيت المعمور وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور.
فبنته الملائكة قبل خلق آدم بألفي عام وكانوا يحجون إليه. فلما حج آدم الى هذا البيت قالت الملائكة له: " بر حجك يا آدم، حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام"
وروى العمري في كتابه " مسالك الأبصار" (1) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال:" خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة وكان عرشه الى الماء على زبدة بيضاء فدحيت من تحته" واسند العمري هذه الرواية أيضا الى مجاهد وقتادة والسدى.
وأسند العمري الى قتادة أنه قال:" ذكر لنا أن البيت هبط مع آدم وحين اهبط معك بيتي يطاف به كما يطاف حول عرشي. فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين حتى إذا كان زمن الطوفان رفعه الله وطهره من أن تصيبه عقوبه أهل الأرض، فصار معمورا في السماء. ثم أن إبراهيم تتبع منه أثرا بعد ذلك، فبناه على أساس قديم كان قبله" (2).
وقال عطاء بن أبي رباح: وجه آدم الى بكة (3) حين استوحش فشكا ذلك الى الله عز وجل في دعائه. فلما انتهى الى بكة أنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن. فلم يزل يطوف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله عز وجل إبراهيم فبناه فذلك قوله تعال:" وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت". ويسند العمري هذه الرواية الى أبي عروبة.
وروى أبو الوليد الأزرقي بسنده عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال:" إن الله تبارك وتعالى بعث ملائكته فقال ابنوا لي بناء في الأرض تمثال البيت وقدره. وأمر الله من في الأرض من خلقه أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور. قال:" وكان هذا قبل خلق آدم عليه السلام والله أعلم (4).
ومن الروايات التي تدور حول بناء آدم البيت، رواية تفرد ابن لهيعة في نسبتها الى الرسول أنه قال: " بعث الله جبريل الى آدم وحواء فقال لهما:" ابنيا لي بيتا فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى إذا أجابه الماء نودي من تحته: حسبك يا آدم. فلما بنيا أوحى الله تعالى إليه أن يطوف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت. ثم تنسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد فيه".
وينسب ابن قتيبة في كتابه " المعارف " (5) بناء الكعبة الى شيث بن آدم، فروى" كان شيث بن آدم أجل ولد آدم وأفضلهم وأشبههم به وأحبهم إليه وكان وصي أبيه وولي عهده وهو الذي ولد البشر كلهم إليه إنتهى أنساب الناس، وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة وكان هناك خيمة لآدم وضعها الله له من الجنة " ويروي العمري (6):
( وقيل إن آدم أول من بناها ـ أي الكعبة ـ وقيل شيث بن آدم، وكانت قبل بنائه خيمة من ياقوتة حمراء، يطوف بها آدم). ولكن العمري بعد أن عدد روايات كثيرة لا يجزم إذا كان بناء الكعبة قبل إبراهيم كان على يد الملائكة أو على يد آدم، أو على يد إبنه شيث.
وهناك روايات كثيرة يذكرها مؤرخون أقدمون ولا نرى بأسا من ذكر بعضها، فيذكر المؤرخ المسعودي أن عاد لما أصابهم القحط " وفدوا الى مكة يستسقون وكانوا يعظمون موضع الكعبة قبل أن يشيد بناءها إبراهيم وكانت ربوة حمراء" وتتعدد الروايات عند بعض المؤرحين فيذهبون الى أنه كان في مكان الكعبة معبد قديم للعماليق إندثر واختفى قبل قدوم إبراهيم الى بلاد الحجاز " البلاد المقدسة".
قبل الكعبة كان لعبض الأنبياء بيوت فقد عرف نوح البيوت وسكنها قبل إبراهيم وكان لإبراهيم بيوت في وطنه، ولكن الكعبة كانت أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد وفيه آيات بينات.
قدماء المصريين وبناء الكعبه
مما لا شك فيه أن الغرض من بناء الكعبه هو أرساء قواعد بيت للعباده لاقامة شعائر العقيدة به . عقيدة نزلت على رسل وأنبياء قبل عهد ابراهيم عليه السلام
( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل ) سورة النساء
فاذا حاولنا البحث عن جذور رسالة التوحيد ونزولها على البشريه نجد ان أول رسالة للتوحيد نزلت فى أرض مصر . يقول المؤرخ بترى فى كتابه ضمير الحضارة فشعب مصر كان أول شعب آمن بالله اول من أمن بان هناك الها واحدا للجميع . آمن بهذه الحقيقه قبل مولد الزمان وقبل ارسال الرسل والانبياء فكان اول من نادى بالتوحيد فذلك التوحيد والايمان بالخالق هو الذى بنى حضارة مصر التى خلدت بخلود العقيدة .
عبروا عن الاله الواحد بآتوم القوة الخفيه الكامنه التى تهب الحياة وتسير الكون فآمنوا بالحياة والروح والبعث والحساب والعالم الآخر
لقد شد ذلك اللغز انتباه الباحثين وعلماء الاديان واللاهوت من قديم الزمان فتقابلت بحوثهم ونتائجها حول مدينه أون ( هليوبوليس ) عين شمس التى أقاموا بها أول مرصد لقبة السماء ومنها خرجت أول رسالات الخلق والتوحيد التى عرفتها البشريه وكانت منارا لجميع الاديان
لقد أجمع كثير من كبار علماء اللاهوت على أن تلك الرساله بما حوته من تعاليم وتشاريع وتفاصيل لبناء المجتمع الانسانى لابد وان تكون رساله سماويه سبقت العقل البشرى .
وقد خرجت رسالة تلك العقيدة كما وصفها المؤرخ المصرى القديم مانيتون الكاهن الأكبر لمعبد أون وكان أول من سجل تاريخ مصر وقسمه الى عهود وعصور و أسرات ووضع قوائم الملوك وأسمائهم والتاريخ الزمنى لحكم كل منهم من عهد الخلق الذى اعتبر خلق مصر بنزول العقيدة الى نهاية الاسرات . وقد خرجت رسالة العقيدة كما ورد فى قوائمه عام 9500 من التقويم المصرى الكهنوتى أى من 12500 سنه ووصف حاملى تلك الرساله بأنصاف الالهة من الكهنة المبجلين .
لقد حمل رسالة التوحيد خلال عصور مصر القديمة والفرعونيه أكثر من رسول بعد طغيان كل فترة من فترات انحلال العقيدة وتعدد الآلهة فبعد رسالة التوحيد الاولى التى خرجت من أون واستمرت ما يقرب من ألفى سنه كما ورد فى وثائق المؤرخ شنسللو تاريخ العالم من آدم الى دقلديانوس . ثم خضعت بعد ذلك لمختلف المذاهب الدينيه فتعددت آلهة العباده ومعبوداتها حتى قامت ثورة التوحيد الثانيه التى جمعت بين توحيد العقيدة وتوحيد الوادى فى عهد ما قبل الاسرات كما كان الفضل للملك مينا ( نعرمر ) موحد القطرين ومؤسس الاسرة الاولى الذى قام بحربه المقدسة لتوحيد البلاد بتوحيد الاله الواحد الذى رمز له بصقر السماء وقام بزحفه الدينى لدعوة البلاد لنبذ آلهتهم المحليه وكعبوداتهم المتعددة والدخول فى عقيدة الاله الواحد اله السماء ورب الارباب .
وعادت الدعوة لرسالة التوحيد مرة اخرى فى عصر الاهرامات ورمز للاله الاوحد بقرص الشمس رع وكانت آخر رسالات التوحيد هى التى نادى بها اخناتون فى الاسرة الثامنه عشرة ثم خرج بها موسى عليه السلام من مصر حاملا رسالة التوراه .
( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل ) سورة النساء
فاذا حاولنا البحث عن جذور رسالة التوحيد ونزولها على البشريه نجد ان أول رسالة للتوحيد نزلت فى أرض مصر . يقول المؤرخ بترى فى كتابه ضمير الحضارة فشعب مصر كان أول شعب آمن بالله اول من أمن بان هناك الها واحدا للجميع . آمن بهذه الحقيقه قبل مولد الزمان وقبل ارسال الرسل والانبياء فكان اول من نادى بالتوحيد فذلك التوحيد والايمان بالخالق هو الذى بنى حضارة مصر التى خلدت بخلود العقيدة .
عبروا عن الاله الواحد بآتوم القوة الخفيه الكامنه التى تهب الحياة وتسير الكون فآمنوا بالحياة والروح والبعث والحساب والعالم الآخر
لقد شد ذلك اللغز انتباه الباحثين وعلماء الاديان واللاهوت من قديم الزمان فتقابلت بحوثهم ونتائجها حول مدينه أون ( هليوبوليس ) عين شمس التى أقاموا بها أول مرصد لقبة السماء ومنها خرجت أول رسالات الخلق والتوحيد التى عرفتها البشريه وكانت منارا لجميع الاديان
لقد أجمع كثير من كبار علماء اللاهوت على أن تلك الرساله بما حوته من تعاليم وتشاريع وتفاصيل لبناء المجتمع الانسانى لابد وان تكون رساله سماويه سبقت العقل البشرى .
وقد خرجت رسالة تلك العقيدة كما وصفها المؤرخ المصرى القديم مانيتون الكاهن الأكبر لمعبد أون وكان أول من سجل تاريخ مصر وقسمه الى عهود وعصور و أسرات ووضع قوائم الملوك وأسمائهم والتاريخ الزمنى لحكم كل منهم من عهد الخلق الذى اعتبر خلق مصر بنزول العقيدة الى نهاية الاسرات . وقد خرجت رسالة العقيدة كما ورد فى قوائمه عام 9500 من التقويم المصرى الكهنوتى أى من 12500 سنه ووصف حاملى تلك الرساله بأنصاف الالهة من الكهنة المبجلين .
لقد حمل رسالة التوحيد خلال عصور مصر القديمة والفرعونيه أكثر من رسول بعد طغيان كل فترة من فترات انحلال العقيدة وتعدد الآلهة فبعد رسالة التوحيد الاولى التى خرجت من أون واستمرت ما يقرب من ألفى سنه كما ورد فى وثائق المؤرخ شنسللو تاريخ العالم من آدم الى دقلديانوس . ثم خضعت بعد ذلك لمختلف المذاهب الدينيه فتعددت آلهة العباده ومعبوداتها حتى قامت ثورة التوحيد الثانيه التى جمعت بين توحيد العقيدة وتوحيد الوادى فى عهد ما قبل الاسرات كما كان الفضل للملك مينا ( نعرمر ) موحد القطرين ومؤسس الاسرة الاولى الذى قام بحربه المقدسة لتوحيد البلاد بتوحيد الاله الواحد الذى رمز له بصقر السماء وقام بزحفه الدينى لدعوة البلاد لنبذ آلهتهم المحليه وكعبوداتهم المتعددة والدخول فى عقيدة الاله الواحد اله السماء ورب الارباب .
وعادت الدعوة لرسالة التوحيد مرة اخرى فى عصر الاهرامات ورمز للاله الاوحد بقرص الشمس رع وكانت آخر رسالات التوحيد هى التى نادى بها اخناتون فى الاسرة الثامنه عشرة ثم خرج بها موسى عليه السلام من مصر حاملا رسالة التوراه .
أما خروج رسالات العقيدة من مصر فقد بدأت لأول مرة عند قيام ثورة عام 2280 ق.م فى اعقاب الاسرة السادسه وقد أطلق عليها المؤرخون ثورة الرعاع وعصر الاضمحلال وقد بدأت الثورة كما وصفتها برديات الحكيم ايبيور كأى ثورة شيوعيه بالثورة على الدين و أغلاق المعابد ومنع الشعائر الدينيه وحرق المقدسات وتشريد الكهنه والعلماء ومطاردة رجال الدين واتباعهم .
ويصف ايبيور كيف هرب أهل منف الى الصحراء الشرقيه وجنوب الوادى وعبروا البحر الى الجزيرة العربيه حيث أطلق عليهم بنى مناف أو أهل منف كما أطلق عليهم الفراعنه اسم جرهم وهو الاسم الذى عرفوا به فيما بعد ومعناه باللغه المصرية القديمه مهاجرو مصر وهم القبائل الذين نسب اليهم بناء الكعبه .
كما لجأت اليهم هاجر المصرية أم اسماعيل عندما تركها سيدنا ابراهيم عند الكعبه لأنها لم تكن على علم بلغة العرب فبحثت عن قبائل جرهم المصريين الذين قاموا بايوائها و أمكنها التفاهم معهم وعندما وصل بنو مناف وجرهم الى أرض مكه أقاموا بيت الرب مماثلا لمعبدهم الجنائزى بمنف الذى يطلق عليه حاليا هرم اللاهون الذى بناه سنفرو مؤسس الاسرة الرابعة ليكون كعبة لمعبده الجنائزى وليس مقبرة له كبقية الاهرامات وقد بنى قبل الهرم الاكبر كرمز أو كعبه للتوحيد كما حملوا معهم عند خروجهم ثالوث منف المقدس المكون من الالهة ألت اخر اسماء رع وايزيس ومنى .
أو الت وعزت ومنى كما يطلق عليها بالفرعونيه وهى آلهة الخلق والخير والتناسل وقاموا بوضعها فى الكعبه التى قاموا ببنائها فى مكة وهى التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم فى سورة النجم ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثه الاخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك أذن قسمة ضيزى )
فتاريخ بناء الكعبه فى أول مراحلها كان فى 2880 ق.م وان الذين قاموا بارساء قواعدها قبائل جرهم من اهل منف أو بنى مناف
الهجرة الثانيه المشهورة للمصريين الى ارض الجزيرة العربيه كانت تتمثل فى هجرة اتباع اخناتون الذى كان آخر من نادى برسالة التوحيد التى بدأها بقوله الله وحده لا شريك له. هو الواحد الاحد الفرد الصمد خلق السموات والارض و لا شأن بجواره لأحد هو الاب وهو الام وليس له ولد . وهى أقرب الرسالات للاسلام .
كانت هجرة اتباع اخناتون عام 1358 ق.م عند اندلاع ثورة كهنة آمون المشهورة التى قتلوا فيها اخناتون وهدموا معابده وحطموا كعبته وطاردوا أتباع عقيدته الذين هاجروا الى مكة للحاق ببنى مناف وعشائر جرهم حول الكعبه .
ويطلق على اتباع اخناتون اسم السابى أو اهل الساب ومعناها أهل الحق والعداله ووصفوا بأنهم يعبدون الخالق ويقدسون عظمته وينادون بوحدانيته كما انهم نقلوا شعائر الركوع والسجود والطواف أو الدوران سبع مرات حول الكعبة وجميعها من تعاليم رسالة اخناتون الخاصه بالتوحيد وقد ذكرهم الله فى كتابه العزيز بقوله ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) سورة البقرة
ولا يزال الصابئه الى الان يقومون بالحج وزيارة الكعبه فبنو مناف وجرهم هم أهل الكنانه الذين بنوا الكعبه أو كما يقول زهير ابن ابى سلمى فى معلقته المشهورة :
فأقسمت بالبيت الذى طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم
آدم عند الفراعنه = آتوم
نوح عند الفراعنه = نوه
أدريس عند الفراعنه = أوزوريس
ذا عدنا الى تاريخ مصر القديم والفراعنه من أهل كنانه بنى مناف وقبائل جرهم الذين ورد ذكرهم فى النصوص العربية القديمه ضمن بناة الكعبه واختيار موقعها وطريقه بنائها . كذلك ما ورد ذكره بخصوص الحجر الاسود وما ارتبط به من أساطير الرواة نجد تشابها وتوافقا عجيبا بين قصة بناء الكعبه بمكة و بناء كعبة التوحيد التى أقامها اخناتون التى سجلتها وثائق ولوحات العمارنة المشهورة.
يبدأ تاريخ بناء كعبة اخناتون واختيار موقعها برحلة الهجرة التى قام بها اخناتون من طيبة الى تل العمارنه فى سفينته المقدسه التى أطلق عليها اسم شعلة الاله التى لا تنطفىء وسار بها فى مجرى النيل يقودها تياره بأمر الاله الواحد معطى الحياة الى أبد الآبدين . وسارت السفينه تتبعها قافله من السفن حاملة اتباع الدين الجديد الذين آمنوا بدين التوحيد واستمرت الرحلة ستة أيام عرجت بعدها السفينه تجاه الشاطىء الشرقى لترسو عند المكان الذى حدده له الاله بوصفه أرض مقدسة لم يدنسها بشر وهى الارض التى شيد عليها مدينته المقدسه التى يبلغ طولها ستة أميال وعرضها ثلاثة وأطلق عليها اسم أخت أتون أى أفق الاله وذكر فى برديات انشاء المدينه ألا يدخلها أو يعيش فيها الا كل مؤمن بالاله الواحد ويهدر دم كل كافر يتخطى حدود أرضها الطاهرة .
أما موقع المحراب المقدس أو كعبة العقيدة فقد ذكرت أساطير العمارنه بأن الاله حدد موقع الكعبه بأن اسقط من السماء حجرا مقدسا على شكل نجم مضىء نيزك و أمر اخناتون بأن يبنى المحراب حوله وهو المعبد الذى أرسى اخناتون أركانه فى مطلع العام السادس من حكمه اى 1370 ق.م وتم انشاء العبد فى عام كامل وعند افتتاحه أقام اخناتون صلاته الاولى التى أم فيها المصلين فكان أول سجود وركوع فى تاريخ الاديان جميعها كما اشتملت طقوس العقيدة على الوضوء والصلاة وصلاة الجماعه خلف الامام والدعاء والطواف حول الكعبه والتى تقلها المهاجرون جرهم والصابئه ( الصاب ) الى البيت العتيق واعترف القرآن بايمانهم
أما زيارة المصريين القدماء للكعبه بعد عهد اخناتون فقد ورد ذكرها فى أكثر من مرجع من المراجع التاريخيه مثل كتاب ديانة التوحيد وعصر اخناتون لسليم حسن وكذلك فى أبحاث الاستاذ عبد الحميد جوده السحار والتى تحولت للمسلسل الدينى محمد رسول الله وكذلك أبحاث المؤرخ بترى ( تاريخ مصر والضمير الانسانى ) و أشارت ابحاثهم الى زيارة المصريين القدماء للبيت العتيق بمكه وخاصة فى مواسم الحج فى اعياد منف واعياد اخناتون ومن بين الزيارات التى أمكن تسجيلها زيارة موسى عليه السلام بمرافقة نبى الله شعيب .
كما قام بالحج الى الكعبه قائد حملة رمسيس الثانى الذى كان ينتمى الى طوائف التوحيد والذى حملته زوجة فرعون كسوة للكعبه صنعتها فى مصر وقام برفعها على حوائطها قربانا للاله .
لقد ظلت قبائل جرهم المصريه واتباع مختلف عقائد التوحيد الفرعونيه على اتصال دائم بالكعبه والقيام بمناسك الحج وليس هناك من شك فى أن زيارة جميع الانبياء الى اكعبه ابتداء من سيدنا ابراهيم بدأت جميعها بعد زيارة مصر وتفهمهم لعقيدة التوحيد وايمان المصريين بالبعث والحساب والاخرة وخلود الروح وهو ما نادت به جميع الكتب السماويه التى قاموا بحمل رسالتها
أما علاقة العرب بأرض الكنانه فهى قديمه قدم علاقة الكعبه بأرض مصر وقد ذكر القرآن الكريم اسم مصر فى خمس صور هى البقرة ويوسف ويونس والزخرف وابراهيم . يؤكد سيد المرسلين تلك العلاقه بقوله ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاذا فاتحتوها فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمه ورحما
يقصد بالنسب هاجر أم اسماعيل وزوجه سيدنا ابراهيم وهى أميرة مصريه من أميرات الاسرة الثانيه عشرة 1890 ق.م وهى جدة النبى عليه الصلاة والسلام وجدة العرب ويقصد بالصهر مارية القبطيه التى أنجب منها الرسول ابنه ابراهيم .
وأشار عليه الصلاة والسلام الى مصر فى حديث شريف يقول فيه ( مصر كنانة اله فى أرضه ما كاد اهلها احد الا كفاهم الله تعالى مؤونته ) اى أن الله يكفى اهلها مؤونة اعدائها
وقال عليه الصلاة والسلام ( اذا فتح الله عليكم بعدى مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الارض وانهم فى رباط الى يوم القيامه )
لققد حقق الواقع ما أنبأ به النبى ففتحت بعده مصر واحتملت فى دفاعها عن الاسلام .
ويؤكد سيدنا محمد علاقته بمصر من ناحية اخرى بانتسابه الى بنى مناف
يتأكد ذلك من قوله : ان الله اختار العرب واختار كنانه من العرب واختار قريشا من كنانه ومن قريش بنى مناف ومن بنى مناف بنى هاشم واختارنى من بنى هاشم .
أى أن اصل النبى من بنى هاشم الذين ينتمون الى أهل منف الذين ينتمون الى الكنانه اى ارض مصر.
وفى رسالة عمرو بن العاص عند وصوله الى ارض النانه قوله : اهل مصر أكرم الاعاجم كلها وأسمحهم يدا واقربهم رحما بالعرب وبقريش خاصه .
لقد نقل المصريون القدماء الى قريش الاسماء الفرعونيه منها عبد مناف ( منف )عبد شمس آتون
و عبد العزى ( عيزت ) وعبد آدم ( اتوم ) كما انتقلت كثير من الاسماء والكلمات الفرعونيه القديمه الى لغة قريش نفسها التى نزل بها القرآن وقد أمكن حصر ثمان وعشرين كلمه واصطلاحا مصريا قديما فى القرآن الكريم مثل جرهم واليم والزلزال والزيتون .
فعلاقة العرب والكعبه بمصر قديمه قدم الزمان .
وبعد فهذه مجرد آراء تاريخيه قد يصح بعضها وقد يخطىء ولكن فى قراءتها فائدة والدين يأمرنا بالتعمق فى المعرفة بقدر ما نستطيع .
الهجرة الثانيه المشهورة للمصريين الى ارض الجزيرة العربيه كانت تتمثل فى هجرة اتباع اخناتون الذى كان آخر من نادى برسالة التوحيد التى بدأها بقوله الله وحده لا شريك له. هو الواحد الاحد الفرد الصمد خلق السموات والارض و لا شأن بجواره لأحد هو الاب وهو الام وليس له ولد . وهى أقرب الرسالات للاسلام .
كانت هجرة اتباع اخناتون عام 1358 ق.م عند اندلاع ثورة كهنة آمون المشهورة التى قتلوا فيها اخناتون وهدموا معابده وحطموا كعبته وطاردوا أتباع عقيدته الذين هاجروا الى مكة للحاق ببنى مناف وعشائر جرهم حول الكعبه .
ويطلق على اتباع اخناتون اسم السابى أو اهل الساب ومعناها أهل الحق والعداله ووصفوا بأنهم يعبدون الخالق ويقدسون عظمته وينادون بوحدانيته كما انهم نقلوا شعائر الركوع والسجود والطواف أو الدوران سبع مرات حول الكعبة وجميعها من تعاليم رسالة اخناتون الخاصه بالتوحيد وقد ذكرهم الله فى كتابه العزيز بقوله ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) سورة البقرة
ولا يزال الصابئه الى الان يقومون بالحج وزيارة الكعبه فبنو مناف وجرهم هم أهل الكنانه الذين بنوا الكعبه أو كما يقول زهير ابن ابى سلمى فى معلقته المشهورة :
فأقسمت بالبيت الذى طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم
آدم عند الفراعنه = آتوم
نوح عند الفراعنه = نوه
أدريس عند الفراعنه = أوزوريس
ذا عدنا الى تاريخ مصر القديم والفراعنه من أهل كنانه بنى مناف وقبائل جرهم الذين ورد ذكرهم فى النصوص العربية القديمه ضمن بناة الكعبه واختيار موقعها وطريقه بنائها . كذلك ما ورد ذكره بخصوص الحجر الاسود وما ارتبط به من أساطير الرواة نجد تشابها وتوافقا عجيبا بين قصة بناء الكعبه بمكة و بناء كعبة التوحيد التى أقامها اخناتون التى سجلتها وثائق ولوحات العمارنة المشهورة.
يبدأ تاريخ بناء كعبة اخناتون واختيار موقعها برحلة الهجرة التى قام بها اخناتون من طيبة الى تل العمارنه فى سفينته المقدسه التى أطلق عليها اسم شعلة الاله التى لا تنطفىء وسار بها فى مجرى النيل يقودها تياره بأمر الاله الواحد معطى الحياة الى أبد الآبدين . وسارت السفينه تتبعها قافله من السفن حاملة اتباع الدين الجديد الذين آمنوا بدين التوحيد واستمرت الرحلة ستة أيام عرجت بعدها السفينه تجاه الشاطىء الشرقى لترسو عند المكان الذى حدده له الاله بوصفه أرض مقدسة لم يدنسها بشر وهى الارض التى شيد عليها مدينته المقدسه التى يبلغ طولها ستة أميال وعرضها ثلاثة وأطلق عليها اسم أخت أتون أى أفق الاله وذكر فى برديات انشاء المدينه ألا يدخلها أو يعيش فيها الا كل مؤمن بالاله الواحد ويهدر دم كل كافر يتخطى حدود أرضها الطاهرة .
أما موقع المحراب المقدس أو كعبة العقيدة فقد ذكرت أساطير العمارنه بأن الاله حدد موقع الكعبه بأن اسقط من السماء حجرا مقدسا على شكل نجم مضىء نيزك و أمر اخناتون بأن يبنى المحراب حوله وهو المعبد الذى أرسى اخناتون أركانه فى مطلع العام السادس من حكمه اى 1370 ق.م وتم انشاء العبد فى عام كامل وعند افتتاحه أقام اخناتون صلاته الاولى التى أم فيها المصلين فكان أول سجود وركوع فى تاريخ الاديان جميعها كما اشتملت طقوس العقيدة على الوضوء والصلاة وصلاة الجماعه خلف الامام والدعاء والطواف حول الكعبه والتى تقلها المهاجرون جرهم والصابئه ( الصاب ) الى البيت العتيق واعترف القرآن بايمانهم
أما زيارة المصريين القدماء للكعبه بعد عهد اخناتون فقد ورد ذكرها فى أكثر من مرجع من المراجع التاريخيه مثل كتاب ديانة التوحيد وعصر اخناتون لسليم حسن وكذلك فى أبحاث الاستاذ عبد الحميد جوده السحار والتى تحولت للمسلسل الدينى محمد رسول الله وكذلك أبحاث المؤرخ بترى ( تاريخ مصر والضمير الانسانى ) و أشارت ابحاثهم الى زيارة المصريين القدماء للبيت العتيق بمكه وخاصة فى مواسم الحج فى اعياد منف واعياد اخناتون ومن بين الزيارات التى أمكن تسجيلها زيارة موسى عليه السلام بمرافقة نبى الله شعيب .
كما قام بالحج الى الكعبه قائد حملة رمسيس الثانى الذى كان ينتمى الى طوائف التوحيد والذى حملته زوجة فرعون كسوة للكعبه صنعتها فى مصر وقام برفعها على حوائطها قربانا للاله .
لقد ظلت قبائل جرهم المصريه واتباع مختلف عقائد التوحيد الفرعونيه على اتصال دائم بالكعبه والقيام بمناسك الحج وليس هناك من شك فى أن زيارة جميع الانبياء الى اكعبه ابتداء من سيدنا ابراهيم بدأت جميعها بعد زيارة مصر وتفهمهم لعقيدة التوحيد وايمان المصريين بالبعث والحساب والاخرة وخلود الروح وهو ما نادت به جميع الكتب السماويه التى قاموا بحمل رسالتها
أما علاقة العرب بأرض الكنانه فهى قديمه قدم علاقة الكعبه بأرض مصر وقد ذكر القرآن الكريم اسم مصر فى خمس صور هى البقرة ويوسف ويونس والزخرف وابراهيم . يؤكد سيد المرسلين تلك العلاقه بقوله ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاذا فاتحتوها فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمه ورحما
يقصد بالنسب هاجر أم اسماعيل وزوجه سيدنا ابراهيم وهى أميرة مصريه من أميرات الاسرة الثانيه عشرة 1890 ق.م وهى جدة النبى عليه الصلاة والسلام وجدة العرب ويقصد بالصهر مارية القبطيه التى أنجب منها الرسول ابنه ابراهيم .
وأشار عليه الصلاة والسلام الى مصر فى حديث شريف يقول فيه ( مصر كنانة اله فى أرضه ما كاد اهلها احد الا كفاهم الله تعالى مؤونته ) اى أن الله يكفى اهلها مؤونة اعدائها
وقال عليه الصلاة والسلام ( اذا فتح الله عليكم بعدى مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الارض وانهم فى رباط الى يوم القيامه )
لققد حقق الواقع ما أنبأ به النبى ففتحت بعده مصر واحتملت فى دفاعها عن الاسلام .
ويؤكد سيدنا محمد علاقته بمصر من ناحية اخرى بانتسابه الى بنى مناف
يتأكد ذلك من قوله : ان الله اختار العرب واختار كنانه من العرب واختار قريشا من كنانه ومن قريش بنى مناف ومن بنى مناف بنى هاشم واختارنى من بنى هاشم .
أى أن اصل النبى من بنى هاشم الذين ينتمون الى أهل منف الذين ينتمون الى الكنانه اى ارض مصر.
وفى رسالة عمرو بن العاص عند وصوله الى ارض النانه قوله : اهل مصر أكرم الاعاجم كلها وأسمحهم يدا واقربهم رحما بالعرب وبقريش خاصه .
لقد نقل المصريون القدماء الى قريش الاسماء الفرعونيه منها عبد مناف ( منف )عبد شمس آتون
و عبد العزى ( عيزت ) وعبد آدم ( اتوم ) كما انتقلت كثير من الاسماء والكلمات الفرعونيه القديمه الى لغة قريش نفسها التى نزل بها القرآن وقد أمكن حصر ثمان وعشرين كلمه واصطلاحا مصريا قديما فى القرآن الكريم مثل جرهم واليم والزلزال والزيتون .
فعلاقة العرب والكعبه بمصر قديمه قدم الزمان .
وبعد فهذه مجرد آراء تاريخيه قد يصح بعضها وقد يخطىء ولكن فى قراءتها فائدة والدين يأمرنا بالتعمق فى المعرفة بقدر ما نستطيع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق